قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية آفي يسسخاروف إن الهدوء الحذر في الضفة الغربية وقطاع غزة قابل للتراجع فجأة، وفي أقرب فرصة، لأن حركة حماس تعد نفسها لمعركة قادمة في الضفة الغربية، في ظل دعم الجمهور الفلسطيني للعمل المسلح. وأوضح يسسخاروف في مقال بموقع ويللا الإخباري أن تقديرا خاطئا في إسرائيل مفاده أن الهدوء الأمني السائد في الضفة الغربية يتزامن مع مجيء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي يبدي دعما واضحا للمستوطنات الإسرائيلية، ويثير استياء الفلسطينيين، وهو ما سيمكن إسرائيل من فرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على الفلسطينيين في الضفة، لكن هذا التصور لا يضع في الحسبان طرفا أساسيا في المعادلة القائمة، وهم الفلسطينيون أنفسهم. وأشار إلى أن إسرائيل ربما تكون مخطئة إن قدرت أنها ستواصل البناء الاستيطاني، وتحويل حل الدولتين إلى فكرة رومانسية غير قابلة للتطبيق، في حين سيواصل الفلسطينيون الهدوء، رغم زيادة منسوب الإحباط واليأس في صفوفهم. وأكد يسسخاروف أن "انعدام الأمل في صفوف الفلسطينيين كفيل بإشعال موجات أخرى من العنف أكبر كثيرا مما عايشه الإسرائيليون من موجة العمليات الفلسطينية التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2015، لأن البنية العسكرية لحركة حماس التي كشفها جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) أظهرت تخطيطها لتنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية بمدينتي حيفا والقدس". واعتبر هذا الكشف دليلا إضافيا على النية السائدة، مثلما حصل في عمليات إطلاق النار خلال الأسبوعين الأخيرين وسط الضفة الغربية. وذكر يسسخاروف، وثيق الصلة بالسلطة الفلسطينية، أن أحد الأسباب الأساسية في دعم الفلسطينيين للكفاح المسلح هو العمليات الأمنية الإسرائيلية المكثفة في الضفة الغربية ضد الناشطين، بينما تواصل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية العمل جنبا إلى جنب مع نظيرتها الإسرائيلية، مما يجعل شعبية الرئيس محمود عباس تتهاوى بين الفلسطينيين. وختم بالقول إن الهدوء في الأراضي الفلسطينية لن يبقى طويلا، وكذلك الحال في قطاع غزة، رغم ما يبدو من أن حركة حماس مقيدة في القطاع، ولكن في حال اندلاع حرب في غزة فإن إسرائيل ستواجه عدوا أكبر وأصعب بكثير مما واجهته عام 2014.