بكل تأكيد العنوان قد يكون صادم للبعض ولكن العين حق فكما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإظهار نعمة الله علينا وقال الله تعالى فى كتابه العزيز { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } أمرنا أيضاً بالحذر ، فى صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العين حق ) وهذا ما يؤكد وجود الحسد فى حياة الإنسان ، قال تعالى فى كتابه العزيز { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } مما يؤكد أن الحسد موجود وقريب من الجميع وقد يتسبب الحقد الناتج عن حسد شخص ما لأخر بسبب النعم التى أنعم الله عليه بها فى إنهاء حياته أو حياة من حوله بسبب الغيرة والحقد وعدم الرضا بما كتبه الله له فى محافظة الشرقية بالقاهرة وقعت جريمة قتل بشعة ناتجة عن الحسد والحقد بعدما قام سائق بإختطاف طفل أثناء عودته من دار تحفيظ القرآن ودفنه حياً مع مصحفه الشريف لينهى حياة الطفل دون شفقه أو رحمة أو دين بعدما فشل فى الحصول على فدية 2 مليون جنيه مقابل عودة الطفل لأسرته عاش الطفل “أنس” والذى لم يتعدى عامه الثامن أسوء وأقسى لحظات حياته بعدما إستدرجه هذا القاتل وقام بخطفه ، على بعد 40 متر من منزل الأسرة التى أصابها الفزع بعد تلقيها مكالمة من مجهول يطالبهم فيها بفدية 2 مليون جنيه مقابل عودة الطفل أنس كان أنس يجلس وحيداً مع القاتل الذى فشل فى الحصول حتى على مبلغ 50 ألف جنيه من الأسرة بعدما خفض المبلغ المطلوب للفدية وخشية إفتضاح أمره قرر التخلص من الطفل وقتله فقام بإلقاء الطفل فى حفرة يربى بها بعض الطيور ودفنه حياً مع مصحفه الشريف الذى قرر الطفل أن لا يتركه أبداً ، إنتهت حياة أنس الطفل البريئ ولكن لم تنتهى معاناة الأسرة المكلومة على طفلهم الذى راح ضحيه الطمع والجشع فالقاتل هو جار الأسرة وبسبب مروره بضائقة مالية قرر أن تتجه عيناه الحاقدة إلى منزل جاره الذى كان يعطف عليه نيران الغيرة والحقد إشتعلت فى قلب القاتل ضد جاره وأسرته فتمنى زوال النعم التى فى يديهم فخطط ودبر للحصول على الأموال منهم بطريقة بشعة كبشاعة جريمته فلم تأخذه رحمة أو شفقه على هذا الطفل المسكين ولا حتى خوف من الله الذى يراه ولكن تحقق العدل سريعاً بعدما حُكم على هذا القاتل بالإعدام شنقاً لتغلق القضية الذى هزت مشاعر الجميع وهنا يجب على الجميع أن يدرك أن الجهر بنعم الله قد يولد من الأخرين مشاعر الحسد والحسد بدوره يولد الحقد والغيرة والإنتقام خاصة فى ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التى تعيشها أكثر الدول مما جعل نسبة الفقر ترتفع وأصبح كل من لديه نعمة يجهر بها أمام الأخرين عُرضه للمساس بأمنه وأمن منزله كلنا معرضون للحسد ولكن تتفاوت درجاته بحسب ما يراه الأخرين علينا فيجب أن لا نساهم فى جعل الأخرين ألد الأعداء لنا عن طريق إيصال أفكار لهم بأننا فى غاية الثراء فعلى سبيل المثال الأم التى تنشر صور أطفالها بالنوادى وتنشر طاولات الطعام الفاخرة وملابس الأطفال الجديدة والساعات الذهبية وكل ما يتعلق بمظاهر الثراء يجعلها توصل القاتلين بيدها حتى باب منزلها فلا أحد سيعرف كيف تسير حياتك وما هى النعم التى رزقك الله بها إن لم تجاهر بها أمام الجميع ، الحسد لا يقتل فحسب بل يعطل كل شيئ ويجعل المنزل مثل الحرائق المشتعلة التى لا تنطفئ ، وقد يُمرض ويتسبب فى فصل الزوجين أو فصل الرجل من عمله فهو متشعب وله أكثر من نتيجة لذلك يجب أن نستعين بالكتمان فى ظل هذه الظروف الصعبة ولا نجاهر بما أنعم الله علينا به فهناك بعض العيون التى تراقب فى صمت لذلك يجب الإنتباه خاصة الأشخاص الذين يجاهرون بالنعم بهدف إستفزاز الأخرين وإيصال رسالة لهم أنهم أكثر ثراءاً وفى الواقع ما يقومون به ما هو إلا نوع من الإذلال لمن لا يمتلك المال وهذا سيترتب عليه الحسد الذى يوصلهم إلى الحقد والكراهية والعداوة تجاههم بدون أى سبب يذكر لذلك إحذروا ، إحذر عزيزى الأب وأنتِ عزيزتى الأم وكل من يقرأ كلماتى إحذر من الحسد فكلنا بكل تأكيد نعانى بسبب الحسد فى حياتنا أشد معاناه ولكن إن نظرنا إلى حالنا سنجد أننا من البداية السبب فيما وصلنا إليه