واشنطن: هبة القدسي دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ضرورة اتخاذ «خطوات صعبة» لتحقيق سلام شامل بين إسرائيل وفلسطين، داعيا إلى قبول المبادئ التوجيهية (اتفاق إطار) من أجل استمرار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل حلول 29 أبريل (نيسان) المقبل، وهو الموعد المقرر لانتهائها. وجاء اللقاء بين أوباما وعباس بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لبحث التوصل إلى «اتفاق إطار» يمهد لاتفاق سلام شامل. وقبل انطلاق المحادثات بين أوباما وأبو مازن أمس، قال الرئيس الأميركي للصحافيين في المكتب البيضاوي: «الجميع يفهم الخطوط العريضة لما سيكون عليه اتفاق السلام، وهذا هو الوقت المناسب لكلا الزعيمين لتقديم تنازلات ومواجهة خيارات صعبة»، في إشارة إلى الرئيس عباس ونتنياهو. وأشار أوباما إلى وزير خارجيته جون كيري، الذي كان مشاركا في الاجتماع، وقال: «عمل الوزير كيري جاهدا نحو تحقيق هذا الهدف، وهناك الكثير من التفاصيل والمناقشات ستشمل موضوعات صعبة وقرارات سياسية صعبة للغاية ومخاطر». ووجه الرئيس الفلسطيني الشكر للدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة لكي تقف الدولة الفلسطينية على قدميها، مشددا على أن الهدف من المناقشات هو إقامة الدولة الفلسطينية. وقال: «ليس لدينا أي وقت لنضيعه، فالوقت ليس في صالحنا». وأوضح عباس أن الفلسطينيين مدوا أيديهم للإسرائيليين مرتين، إذ اعترفوا بإسرائيل في عام 1988 وفي عام 1993 وفقا للاتفاقات الدولية، في إشارة ضمنية إلى إصرار إسرائيل مؤخرا على اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل. وأوضح عباس أنه اتفق مع وزير الخارجية كيري بالإفراج عن السجناء السياسيين في الـ29 من مارس (آذار) الحالي بما يثبت أن إسرائيل جادة في عملية السلام. ويرافق الرئيس عباس وفد يضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وأكرم هنية مستشار عباس، ونبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية. وشارك في اللقاء من الجانب الأميركي وزير الخارجية كيري وفيليب جوردون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ومارتن انديك المبعوث الأميركي الخاص للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وكان كيري التقى الرئيس عباس مساء أول من أمس عشية لقاء الأخير بأوباما. وأشارت مصادر في الخارجية الأميركية إلى أن كيري أشاد بجهود الرئيس الفلسطيني وقيادته خلال الشهور الماضية وشجعه على اتخاذ «القرارات الصعبة والضرورية خلال الأسابيع المقبلة للتوصل إلى اتفاق سلام دائم». وتولى وزير الخارجية الأميركي إعادة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في 29 يوليو (تموز) الماضي بعد توقف استمر ثلاث سنوات، محددا تسعة أشهر للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين بشأن قضايا الوضع النهائي وصياغة إطار عمل للمفاوضات للتوصل إلى اتفاقية سلام شامل. وبحلول الموعد النهائي في 29 أبريل المقبل تقلصت آمال الجانب الأميركي في إمكانية الالتزام بالموعد المحدد مع تمسك الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمواقفهما المتشددة في ما يتعلق بقضايا الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع مدينة القدس، لكن واشنطن لا ترغب في إعلان فشل جهودها لتقريب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لذا تسعى إلى إبقاء الجانبين على طاولة المفاوضات وتقريب وجهات النظر في شكل وثيقة مبادئ تتضمن رؤى الطرفين في القضايا الأساسية. وتقول مصادر فلسطينية مقربة من عباس إن المبادئ التي يقترحها الجانب الأميركي في إطار العمل تتضمن الرجوع إلى حدود عام 1967، أي قبل سيطرة إسرائيل على الضفة العربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. ويكون على الجانبين التفاوض لتبادل أراضٍ بما يسمح لإسرائيل بالحفاظ على بعض الأراضي التي تحتلها والحفاظ على عدد «غير محدد» من المستوطنات. وفي المقابل يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كوطن للشعب اليهودي. ووافق الفلسطينيون في محادثات سابقة على مبادلات طفيفة في الأراضي لكن وزير الخارجية الأميركي كيري يطالب أن تؤخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة، ويعني بها المستوطنات الإسرائيلية، إذ تصر إسرائيل على ضم الكتل الاستيطانية التي شيدتها في السنوات الأخيرة. ووفقا للمسؤولين الفلسطينيين فإن تلك المستوطنات تشكل 12 في المائة من مساحة الضفة الغربية.