متعب البقمي- سبق- الطائف: عبر سنوات التاريخ، تعددت ألقاب مدينة الطائف، بداية من المصيف الأول الذي قصده الملوك وصناع القرار والتجار، ومروراً بـالطائف المأنوس، وعروس المصايف، ووصولاً إلى مدينة الورد، وتُوِّجت هذه المدينة ألقابها بتحقيق إنجاز أضيف إلى سجلاتها، وأولوياتها وتزعمت القيادة وأصبحت عاصمة للمصايف العربية. وكان الجانب التاريخي من ضمن معايير فوز الطائف بهذا اللقب، وهذا ما اعتبره المؤرخ عيسى القصير، أحد عناصر التقييم التي حققت المدينة من خلالها اللقب، موضحاً أن صفحات التاريخ توثيق وبرهان لما تتمتع به الطائف من إمكانات. وأضاف القصير: تضم المدينة السياحية صفحات تاريخية صامتة، وأخرى متحركة، وكلاهما مفتوحة للقراءة، واعتبر الجانب التاريخي جزءاً من منظومة الإمكانات التي تفوَّقت المدينة من خلالها على مثيلاتها من المدن السياحية في العالم العربي. وقال القصير: جمعت الطائف في مشهدها التاريخي الصامت المقروء للمتأمل منذ قديم الزمان وفي ذات المكان، وما زالت تجمع مباني أثرية، ففي عدد من الأحياء والشوارع مبانٍ تُعتبر صفحات تحكي قصص الإنسان في سالف العصر والأوان، فهي تضم قصر شبرا التاريخي الذي يقف شامخاً وواثقاً وسط المدينة صامداً في مكانه على مدى قرن و12 عاماً تأسس سنة 1323 للهجرة، وأتوقع أنه سيعيش لقرون أخرى، حال الاهتمام به وصيانته بصورة دورية. وأردف القصير: وتضم المدينة سبعة قصور أثرية عمرها يلامس القرن، تطرَّز بعبق التاريخ والحضارة وأنفاس الماضي، أحياء السلامة وقروى والمثناة تقع خارج سر الطائف القديم، ونوعية الصخور المستخدمة في التشييد مصدرها جبال الطائف التي تتميز بصلابتها، وصمودها طيلة هذه العقود دليل على جودة الخامات. وعن الصفحات المتحركة قال القصير: يُعتبر سوق عكاظ المشهد الأبرز الذي أظهر شيئاً من حضارات العالم العربي القديم، اجتمعت في مشهد واحد في مقر الفعاليات، وأتذكر منها رموزاً تعود إلى التاريخ الفرعوني الذي ازدهر في أرض مصر قبل الميلاد في أزمنة سحيقة ضاربة في عمق التاريخ، وأرى من المهم أيضاً الحديث عن متنزَّه البهيتة البري الذي ينشط في فصل الشتاء، والذي جمع في طقوسه بين حياة القرية والصحراء، وضم مباني طينية مستمدة من القرى التراثية، وأيضاً خياماً تعطي بصورة مباشرة شيئاً عن مأوى إنسان الصحراء ومدى صعوبة العيش بهذه الطريقة، لا سيما لمن لم يعايشها من أبناء المدن وحياة الحلِّ والترحال من مكان إلى آخر خلف الماء والكلأ.