يرى قادة عسكريون أميركيون في العراق أن الحرب الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في صراع من القوات العراقية ستؤدي دوراً أكبر على الأرجح ضد مسلحي التنظيم في سوريا في إطار معركة استعادة مدينة الرقة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي تجول مراسلها مع القوات الجوية الأميركية فوق سوريا والعراق: إن مجموعة من ميلشيات عربية سورية متحالفة مع مقاتلين أكراد يطوقون الرقة، لكنهم بحاجة إلى الطيران الأميركي لإضعاف وطرد مسلحي تنظيم الدولة المتحصنين في المدينة، وأيضاً لإخماد قدرة التنظيم على إعادة تسليح مقاتليه أو التزود بالوقود وتعزيز صفوفهم. ويشير مسؤولون أميركيون إلى صعوبة في رصد أهداف تنظيم الدولة في الرقة بدقة لقلة الجواسيس، لكنهم يعتقدون بضراوة مسلحي التنظيم؛ إذ يقول الجنرال جيفري هاريجاين قائد الحرب الجوية ضد التنظيم والمرتكز في قاعدة عسكرية بإحدى الدول العربية: إن الأميركيين قضوا وقتاً كثيراً في محاولة لفهم الموقف على الأرض في الرقة، لكنهم لم يصلوا لمستوى استخباراتي مُرْضٍ. وتقول الصحيفة: إن الحملة الجوية ضد التنظيم تشكل عنصراً محوريّا في الجهد العسكري الذي تبلغ تكلفته يوميّا 12.5 مليون دولار في سوريا والعراق، وأسفرت عن تدمير مئات الدبابات وقطع المدفعية ومركبات عسكرية ومراكز قيادة ومواقع قتالية، وأسفرت أيضاً عن قتل 50 ألف مسلح، يزعم الأميركيون أنهم قُتلوا خلال 17 ألف غارة جوية، فيما يشير تنظيم الدولة إلى أن الغارات فاقت الـ35 ألفاً. وسلطت الصحيفة الضوء على خطر يشكله تنظيم الدولة حال طرده من أراضيه، فمع خسارته لمعاقله تخشى وكالات أمنية أوروبية من أن يسبب ذلك عودة للمقاتلين إلى بلدانهم، فضلاً عن أن انحسار التنظيم بريّا يمكن أن يقابله توسع في الخلافة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا بدت توسع انتشارها العسكري في سوريا، حيث أمر الرئيس أوباما جيشه بإرسال 200 جندي لمساعدة ميلشيات كردية وعربية في احتلال الرقة. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الأميركيين يخشون أيضاً من أن يتسبب هجوم جوي مكثف على الرقة في قتل عدد كبير من المدنيين، إذ يبلغ سكان المدينة حوالي 250 ألف نسمة. وثمة أسباب أخرى، تتابع الصحيفة، تجبر الأميركيين على التباطؤ في قصف الرقة، منها أن مقرات التنظيم تخضع لمراقبة شديدة من قوات التحالف الدولي من أجل التجسس على اتصالات وتحركات المسلحين ومحاولة نيل معرفة أكبر بعملياته.;