بقلم - سكوت أنتوني: «إنها عملية حسابية بسيطة»، وفقاً لما قاله خبير الاستراتيجيات، بنبرة ذكّرتني إلى حد مثير للشبهات بطريقة شرحي لأمور الحياة لابنتي البالغ عمرها ست سنوات. وأضاف قائلاً: «إنّ خفض التقلبات بنسبة واحد بالمئة - واحد بالمئة فقط! - يسمح باستحداث قيمة بعشرات ملايين الدولارات، كما أنّ جزءاً لا يُذكَر من الحصة السوقية يسمح باستحداث خمسة أضعاف هذه القيمة. ولا شكّ في أنّ استثماراتنا في مجال النمو لن توفّر عائداً من هذا النوع قبل سنوات». من المؤكّد أنّ وجهة نظر خبير الاستراتيجيات محقة عموماً - حيث إن استثمار دولار واحد لتحسين الأعمال الأساسيّة للشركة سيدر بشكل شبه دائم عائدات أعلى على المدى القصير، بالمقارنة مع استثمار دولار واحدة في شركة نمو قد يتطلب الاستعداد لتأسيسها سنوات، في ما يُعتَبر سبباً رئيسياً لتبدأ الشركات بالاستثمار في النمو قبل أن تصبح بحاجة فعلية إليه. لكنّ قلة من الشركات تقوم بذلك لسوء الحظ. وبدلاً من ذلك، تستند إلى نصيحة خبير الاستراتيجيات، الذي أضاف قائلاً: «وبالتالي، وإن أعدنا توجيه استثمارنا في الابتكار إلى أعمالنا الأساسية، لكنّا في وضع أفضل بكثير». لا، لا، لا. مع أنني آخر شخص سيعترض على تحسين شركات اليوم وجعلها أكثر قدرةً على الانتعاش من أي وقت مضى،، سأقول إنّ خفض مستويات الاستثمار في مجال نمو جديد قد يكون من أخطر الأمور التي قد تُقدِم عليها شركة. لكلّ شركة وكل نموذج أعمال مدّة حياة محددة، فالمنتجات تنشأ وتزول، وتوجّهات العملاء تتبدّل، علماً بأنّ الشركات التي تدوم لفترات أطول تنجح في ذلك من خلال استحداثها منتجات وخدمات ونماذج أعمال جديدة تحلّ مكان مواطن القوة السابقة. ومن الضروري أن تتأكد الشركات من أنها تنشئ توازناً بين الاستثمار في تعزيز شركات اليوم وبين الاستثمار في ابتكار الغد. وهي بحاجة إلى تقييم استثمارات جديدة في فرص النمو، وأن تلجأ إلى آفاق تمتد على فترة أطول، وتستخدم تقنيات إدارية مختلفة لمواجهة عدم الاستقرار الاستراتيجي الكبير في مواجهة هذه الاستثمارات. وثمة معترضون على نظرية محافظ الأعمال، ولكنّ قلّة ستعترض على الفكرة الأساسية التي تفيد بأن التنويع يقلل المخاطر ويزيد من قدرات محفظة الشركة. فهل تذكرون صانع عربات الدواب الأكثر فعاليّةً، أو موزع الثلج المعلب الذي حقق أكبر مستويات ربحية؟ طبعاً لا. إن استثمرتم أقل في تنويع محفظة شركتكم، خفضتم الاحتمال بأن يكون تأثير وتيرة التغيير المسبب للخلل (وقد يكون أكثر حدّةً مما يظهر في النماذج التي تعتمدونها) مدمّراً في شركتكم. وبالتالي، لا تقعوا ضحية خداع خبير الاستراتيجيات. - (سكوت أنتوني هو الشريك الإداري لشركة الاستشارات حول موضوعي الابتكار والنمو «إنوسايت». ويحمل أحدث الكتب التي ألفها عنوان «كتاب الابتكار الأسود الصغير» The Little Black Book of Innovation).