طالبت الولايات المتحدة رعاياها في السودان، باتخاذ الحيطة والحذر خلال احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة التي بدأت أمس، بينما أعلن الرئيس عمر البشير أن الشراكات الأمنية والعسكرية لبلاده مع دول مجاورة حدّت من نشاط الحركات المتمردة ومحاربة الجرائم العابرة والمخدرات وتهريب البشر وتجارة السلاح. ونصحت السفارة الأميركية في الخرطوم في بيان مواطنيها في السودان بتوخي الحذر، خصوصاً حول المواقع التي قد تشهد تجمعات كبيرة، والمرافق الحكومية، والمناطق التي يتردد عليها مغتربون ومسافرون أجانب خلال عطلة الأعياد. ودعت السفارة رعاياها إلى الحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة والإطلاع على الأحداث المحلية لتعزيز أمنهم الشخصي خلال احتفالات الميلاد وذكرى استقلال السودان في مطلع العام الجديد. وأضاف البيان: «نتوقع وجود الأمن في البلاد خلال العطلة، ونذكّّر مواطني الولايات المتحدة بمراجعة الخطط الأمنية الشخصية وأخذ الحيطة والحذر»، ومراقبة الأحداث المحلية ومتابعة محطات الأخبار المحلية للحصول على آخر الأنباء. الى ذلك أعلن الرئيس السوداني عمر البشير «بقاء الجيش على عهده حارساً أميناً وساهراً على أمن المواطن، يحترم خياراته ويصون عزته وكرامته ويدفع عنه كيد الخائنين ويرد عنه مكر الماكرين». وقال البشير لدى مخاطبته أمس، حفل تخريج ضباط سودانيون وعرب وأفارقة في كلية القادة والأركان، إن «أمن السودان لا ينفصل عن الأمن في دول الإقليم والمنطقة. لذلك سعينا إلى بناء شراكات استراتيجية مع دول الجوار في مجالات التعاون الأمني والعسكري وتكوين القوات المشتركة مع بعض الدول، وحققنا نجاحات على الصعد الأمنية والاجتماعية». وأكد أن تلك الشراكات ساهمت في ضبط الحدود والحد من نشاط الحركات المتمردة ومكافحة الجرائم العابرة والمخدرات وتهريب البشر وتجارة السلاح، إلى جانب المساهمة في تنمية المجتمع عبر المشاريع الخدماتية على جانبي الحدود، ما عزز الثقة بين كل الأطراف. وقال البشير: «يجيء احتفالنا والبلاد تستشرف ذكرى الاستقلال الذي مهرته القوات المسلحة برجالها ودمائها، فتضحياتها التي كانت سبباً في نيل الاستقلال عززت الجهود السياسية التي قادتها القوى الوطنية حتى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان». على صعيد آخر، قُتل 12 شخصاً وأُصيب 10 آخرون في اشتباكات عنيفة وقعت بين مزارعين من قبيلة البرنو، ورعاة إبل من «أولاد راشد» إحدى بطون قبيلة «التعايشة» العربية في محافظة رهيد البردي الواقعة على بُعد 159 كيلومتراً جنوب غربي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وسارعت الحكومة المحلية إلى إرسال تعزيزات عسكرية للحد من احتمالات تمدد الصراع إلى مراحل أكثر خطورة. وقال مسؤول محلي في جنوب دارفور إن الاشتباك اندلع اثر اعتداء رعاة إبل منذ 3 أيام على مزارع ما أدى إلى اشتباكات انتهت بجرح 3 من مزارعي البرنو. وأضاف أن «السلطات الأمنية في محلية رهيد البردي تدخلت واعتقلت رعاة من أولاد راشد وأودعتهم الحبس واتخذت بحقهم اجراءات جنائية، غير أن مجموعة أخرى من قبيلة الرعاة اعتدت على مزارع لمواطنين». وزاد أن «تجمع مسلحين أدى إلى اشتباكات انتهت بقتل 7 من قبيلة البرنو، وجرح 9 آخرين بينما قُتل 5 من رعاة الإبل وجُرح آخر، تم نقله إلى مستشفى رهيد البردي». من جهة أخرى، طالب الرئيس الأوغندي يوري موسفيني نظيره في جنوب السودان سلفاكير ميارديت بضمان اجراء انتخابات مبكرة لإعطاء السلطة للشعب. وقال موسفيني عقب اجتماع مغلق مع سلفاكير في جوبا: «أتمنى لشعب جنوب السودان تحقيق السلام الذي حاربوا من أجله. هم قاتلوا من أجل تقرير مصيرهم. وأناشد الحكومة الانتقالية برئاسة سلفاكير والأطراف الأخرى بوقف الإجراءات التي تزعزع الأمن بحيث يركز المواطنون على الانتخابات المقبلة». وتعهد سلفاكير بأخذ نصيحة نظيره الأوغندي في الاعتبار، وقال: «لقد ناقشنا القضايا الثنائية واستمعنا إلى مشورة موسيفيني وسنفعل بما أوصانا به». وأجرى موسفيني خلال الزيارة غير المعلنة، محادثات مطوّلة مع سلفاكير تركزت على تنفيذ اتفاق السلام. ورأى الرئيس الأوغندي أن الانتخابات ستعطي شعب جنوب السودان فرصة لتحديد مستقبله، مردفاً: «يجب تسوية أي قضايا أخرى تحتاج للتسوية الآن من أجل السماح بإجراء الانتخابات». يُذكر أنه وفقاً لاتفاق السلام الذي أدى إلى تشكيل حكومة انتقالية في نيسان (أبريل) الماضي، ستُجرى الانتخابات في تموز (يوليو) 2018.