هل صحيح أن إدارة معرض الكتاب في الرياض أحبطت دخول أكثر من ٣٠٠ ألف نسخة من الكتب الممنوعة، وصادرت أكثر من ١٠ آلاف نسخة من ٤٢٠ كتابا ممنوعا في صالة العرض بسبب تجاوزها على الذات الإلهية والرسل والأنبياء؟! لكن إلى كم كان يمكن أن يرتفع هذا الرقم لو أدخلت الكتب «الرديئة» ضمن الكتب الممنوعة في معرض كتاب الرياض ؟! الأكيد أن المنع مع اختلاف الأسباب وارد فلا وجود لحرية التعبير المطلقة في أي مكان في العالم مهما تشدق أحد بشعارها، ففي أوروبا وأمريكا يسمحون لك بالشكيك بوجود الله عز وجل لكنهم لن يسمحوا لك أن تبيع كتابا واحدا يشكك في المجزرة اليهودية ! اللافت في معرض الكتاب لم يكن الإقبال على شراء الكتب الرديئة. فالكتب الرديئة وجدت دائما سوقا رائجة لتدني ذائقة القراءة عند بعض القراء، لكن أن تكون الكتب الرديئة ضمن الكتب الأعلى مبيعا وتوزيعا، فهذا مؤشر على أن تدني الذائقة الثقافية عند المتلقي يكاد يتحول إلى وباء! أما نجومية منصات التوقيع ، فلا تحكمها جاذبية الأحبار التي خطت الكتب الموقعة بقدر جاذبية أحبار الأقلام التي وقعتها، وهي في الغالب جاذبية لا شأن لها بالمنتج الثقافي وجودته، بل بخفة ظل حضور المؤلف وربما وسامته ! عكاظ