كلما اقتربت المعارك في اليمن من نهاية المطاف عادت القوات الحوثية مدعومة بقوات المخلوع وبأسلحة وخبرات إيرانية تتحرك في حالة استنزاف للمنطقة من خلال العبث بالمقدرات الوطنية وقصف المناطق الآمنة، وذلك في محاولة منها لاستمرار القصف من قِبل قوات التحالف المساندة للشرعية. لقد أصبحت الحرب لعودة الشرعية في اليمن حالة مصيرية لجميع دول الخليج العربي، وهي ضمن قوات التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة مقابل عودة الشرعية، وقد دعمت كافة الحلول التي يمكن أن تؤدي لنهاية الصراع الدائر في اليمن مقابل إنزال السلاح والعودة لمنطق الحوار لإيقاف هذا النزف المستمر في الحرب، ولكن قمة الصراع تستمر من خلال الدعم الفارسي الذي يسعى لعدم استقرار المنطقة وجرها لنزف مالي أكثر من خلال هذه الحرب التي ذهب ضحيتها المواطن اليمني. اليوم، حيث أصبحت المنطقة أكثر حاجة للاستقرار وأكثر حاجة لدعم المواطن اليمني من خلال المنظمات الدولية التي تشرف على المساعدات الإنسانية التي يستطيع المواطن اليمني من خلالها تحمُّل تضاريس الشتاء وأعباء كل ما يحدث من نزاعات ليس له ناقة ولا جمل فيها. لكن الإيراني اليوم يحاول استنزاف مقدرات الشرق الأوسط من خلال دعمه النظام السوري في معاركه ضد المواطنين وقتل الأهالي عبر العناصر القيادية التي يبعثها من قوات الحرس الثوري، وكذلك إنزال كافة عناصر حزب الله اللبناني في أراضي المعركة السورية التي أصبحت مقبرة لعناصر حزب الله الذين أصبحوا يعودون في توابيت إلى لبنان، لكن التعنُّت الفارسي يظل مهيمناً على قيادة الحزب في استمرارهم ضمن معارك خاسرة في سوريا، حتى لو كسب النظام السوري الجولات الأولى في استعادة حلب مقابل مئات الجثث والأطفال الذين ذهبوا ضحية هذه الحرب. تبقى منطقة الشرق الأوسط هي الورقة الأخيرة التي يحاول العنصر الإيراني الدخول فيها كي يحصل على منافذه البحرية وخططه التوسعية في المنطقة، ويستمر غيرَ مُبالٍ بالخسائر البشرية التي تصيب تلك المدن، كون مصالحه في المقدمة مع قيادات خاسرة في أرض المعركة لكنها مسنودة بقوات خارجية. إن استقرار الأوطان لا يأتي إلا من خلال استقرار الشعوب، وهذا الاستقرار لن يأتي بإثارة النعرات الطائفية ومزيد من الاحتراب الطائفي الذي تحاول إيران قدر المستطاع إثارته في المنطقة، بل يأتي من خلال التنمية المستدامة والاستثمار في الإنسان ومنحه مزيداً من الأمن من خلال حكومات تنظر لمستقبل المواطن لا مستقبلها في الحكم على جثث الأطفال والشيوخ.