كثفت طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري غاراتها، أمس، على بلدات في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وريف حلب بعد يومين من إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر جيوبهم في مدينة حلب شمالي سوريا، في وقت تواصلت المعارك بين الفصائل السورية المدعومة من أنقرة ومسلحي داعش في شمال سوريا، ونشرت تركيا مدافع ودبابات إضافية على حدودها مع سوريا حيث تحاول أنقرة استعادة مدينة الباب معقل التنظيم بريف حلب في حين حققت قوات سوريا الديمقراطية تقدماً جديداً نحو سد الفرات بمحافظة الرقة. وذكر شهود عيان أن ثماني ضربات على الأقل استهدفت بنش وسراقب وجسر الشغور وهي بلدات رئيسية في محافظة إدلب، ووردت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى لا سيما في صفوف المدنيين. وقال سكان ومقاتلون من المعارضة إن طائرات روسية وسورية شنت أيضاً ضربات مكثفة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الريف الغربي والجنوبي لحلب لليوم الثاني منذ أن غادر مقاتلو المعارضة آخر جيب لهم في مدينة حلب. وقال مقاتل من المعارضة ينتمي لجماعة جيش المجاهدين إن الطائرات ألقت قنابل عنقودية على بلدة خان العسل على بعد حوالي 14 كيلومتراً إلى الغرب من حلب. وتعرضت بلدة الأتارب القريبة أيضاً للقصف. وقال مقاتلو المعارضة إنهم صدوا السبت هجوماً لمقاتلين مدعومين من إيران حاولوا السيطرة على أراض في منطقة الراشدين إلى الغرب من مدينة حلب. وقد واصل الجيش السوري تمشيط المناطق التي استعاد السيطرة عليها في شرقي حلب، وذكرت تقارير أن مخابئ أسلحة خلفها مقاتلو المعارضة انفجرت مما تسبب في مقتل شخصين وإصابة العشرات. من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن دبابات وعربات نقل عسكرية و10 قطع مدفعية على الأقل نشرت في اوغوزلي وكركميش جنوب شرق البلاد على الحدود السورية. وهذا الانتشار الجديد يأتي في وقت تضيق القوات التركية في سوريا الخناق على مدينة الباب. وأعلن الجيش التركي أنه قتل أمس 12 إرهابيا من تنظيم داعش في هذا القطاع في حصيلة لم يتسن التحقق منها من مصدر مستقل. وذكر بيان للجيش أن الاشتباكات بين قوات المعارضة السورية ومسلحي داعش في محيط الباب، أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين من التنظيم، واثنين من عناصر المعارضة وإصابة آخر بجروح. وأوضح أن القوات التركية قصفت بالأسلحة الثقيلة 134 هدفًا للتنظيم في المدينة، مضيفاً أن القوات الجوية التركية قصفت ستة أهداف تابعة لداعش في محيط الباب، ما أدى إلى تدمير ست مقار ومقتل تسعة إرهابيين. في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري أن قوات سوريا الديمقراطية، مدعومة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف، حققت تقدماً جديداً خلال الساعات الماضية نحو سد الفرات ومدينة الطبقة المحاذية للسد بمحافظة الرقة معقل تنظيم داعش. وأوضح المرصد أن القوات اقتربت بذلك إلى مسافة نحو خمسة كيلومترات من سد الفرات الواقع على نهر الفرات. وذكر أن قرى قريبة من الضفاف الشمالية لنهر الفرات بريف الطبقة الشمالي الغربي في غرب الرقة تشهد اشتباكات متواصلة بين القوات من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى. وأفاد المرصد بأنه تمكن من توثيق مقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من التنظيم وإصابة آخرين. (وكالات)