×
محافظة المنطقة الشرقية

سعود الفيصل: لا حل للأزمة مع #قطر ما لم تعدل سياستها #السعودية

صورة الخبر

إذا كانت شخصية "روبن هود" Robin Hood، هي مجرد شخصية قصصية اخترعها خيال مؤلفها، أو مؤلفيها، أخذوها من الفلكلور الإنجليزي، وتمثل في العصر الحديث شخصاً قام على سلب وسرقة الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، إضافة إلى محاربة الظلم والطغيان. فإن شخصية "دوبري دوبريف" Dobri Dobrev هي شخصية حقيقية من لحم ودم تعيش وتتنفس فوق الأرض وبين الناس. الفرق أنه بينما يسيل روبن هود دماء البعض ويستولي على أموالهم، فإن دوبري لا يلمس جيوب الناس ولا يهدد أرواحهم بل يسيل عطفهم فيعطونه. *** ولا توجد رواية ثابتة عن روبن هود. وفي أغلب قصصه يواجه روبن هود عدوه اللدود شريف نوتينغهام، حيث يقوم الشريف بتجاوزات خطيرة منها الاستيلاء على الأراضي وفرض الضرائب وظلم واضطهاد الفقراء، وفي بعض الحكايات هو بطل من الشعب هدفه محاربة الفساد والقمع. وفي بعضها الآخر عبارة عن شخص متغطرس ومتهور يقود مجموعة من المتمردين الذين يستلذون سفك الدماء. والواقع أن روبن هود قصصه تختلف في كل فترة من التاريخ. قد تكون شخصية خيالية، أو موجودة يثبت وجودها تكرار اسمه في الكثير من الروايات عبر التاريخ الإنجليزي. *** أما دوبري دوبريف فهو رجل بلغاري فقير يبلغ من العمر 98 سنة كان قد فقد سمعه وحُرم من أطفاله وعائلته خلال الحرب العالمية الثانية .. يقطع هذا الرجل المسن يومياً 10 كيلومترات مشياً على الأقدام من قريته باتجاه العاصمة صوفيا حيث يجوب الشوارع قاضياً كامل يومه يتسول ويجمع ما جاد به المحسنون عليه رأفة بحاله وإشفاقا على سنّه وذلك من أجل تعويض فقدان أطفاله وعائلته بالعطف على الأطفال اليتامى. *** ما جلب قصة دوبري هو ما نشرته الأخبار عن إلقاء رجال المباحث في الكويت الشقيقة على مواطنة تبلغ 68 عاماً كانت تمارس التسول قرب جمعية الرميثية في منطقة حولي ثاني أيام شهر رمضان. والغريب، كما نقلت جريدة الأنباء الكويتية أن المواطنة ليست بحاجة إلى ممارسة التسول إذ تبين لاحقاً بعد استدعاء أحد أبنائها لكفالتها أنها تمتلك عدة عقارات. أما الأغرب فهو ما نشرته الأخبار حديثاً عن وفاة متسولة سعودية اكتشف جيرانها في الحي بعد وفاتها أن جارتهم المتسولة الكفيفة (عيشة) التي قضت نحو ربع قرن في التسول .. مليونيرة خلفت وراءها ثروة طائلة تقدر بنحو ثلاثة ملايين ريال ومجوهرات وجنيهات بقيمة مليون ريال، كما أنها تملك 4 بنايات في ذات الحي!! *** إن التسول هو بلا شك ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، خاصة إذا امتهنه البعض لا لحاجة لهم أو لغيرهم، ولكن باعتبارها طريقة للتعيش، ربما نشأت عن حاجة فعلية، لكنها انتهت كي تُصبح طريقة حياة. وقد نهى الإسلام عن هذا الأسلوب في كسب العيش، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ). كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته. • نافذة صغيرة: [[مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ]] حديث نبوي nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain