نبات الخلة الذي يعرف بالخلة البلدي أو الصقلين وبالانجليزية Toothpick، و Bishops weed هو نبات يعيش سنة واحدة وأحياناً سنتين ويصل ارتفاعه إلى 100سم، الساق خشن الأوراق، يحمل أزهاراً بيضاء إلى زرقاء اللون يخلف ذلك تحول الأزهار إلى ثمار صغيرة منضدة في طبقات في ربطة صغيرة وتشبه الثمار ثمار النخوة المنشأ الجغرافي لنبات الخلة الطبية بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ويزرع حالياً للأغراض التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي المكسيك وشيلي وفي الأرجنتين ودولة مصر العربية وهو ينمو عادة على حواف الترع. الجزء المستعمل من نبات الخلة الثمار الناضجة. يعرف النبات علمياً باسم Ammi visnaga من الفصيلة المظلية. المحتويات الكيميائية لثمار الخلة الطبية: تحتوي الثمار على مجموعة كيميائية تسمى Furochromones وأهم مركبات فيها هو Khelin و Visnagin و Khellol و Khellol glueoside . كما تحتوي على مجموعة كيميائية أخرى تسمى Pyranocoumarins وأهم مركبات هذه المجموعة هي Visnadin و Samidin. كما تحتوي على الفلافونيدات وأهم مركبات هذه المجموعة هي Quercetin و Isoharinetin كما تحتوي على زيت طيار وزيت دهني. الاستعمالات: منذ آلاف السنين كان قدماء المصريين والسوريين يتسخدمون الخلة كدواء مضاد للتشنج، والمغص الكلوي وحصوات الحالب وتشنجات المرارة. كما كانوا يصنعون من ثمارها شراباً مخففاً لآلام الكلى ومدر للبول. في عام 1879م قام العالم المصري إبراهيم مصطفى باستخلاص وفصل مركب الخلين Khellin الذي أطلق هذا الاسم عليه، ولكن تأثيرات هذا المركب لم تنتشر إلى عام 1930م عندما اكتشف الكيماويان فانتل وسالم تركيب المادة الكيميائية المؤثرة الموجودة في ثمار الخلة، وقام كرم وسمعان وفهيم في نفس السنة والسنة التي تلتها باستخدام ثلاث مواد على هيئة بلورات نقية وهذه المواد هي الخلين والفيزناقين والخلول. لقد استطاع سباب وفروبر إقامة أساس كيماوي صحيح في هذا الشأن فحدد هيكل بنية كل من تلك المواد الثلاث، ومن ثم انطلقت الأبحاث السريرية والدوائية على نطاق واسع لتثبت أن مركب الخلين هو وحده الذي يملك الخصائص العلاجية المفيدة. حيث ثبت أن له مفعول مضاد للتشنج وأثر في العضلات الملساء، وفي توسيع الأوعية الدموية القلبية المسماة بالشرايين الأكيلية. في سنة 1944 استطاعت مختبرات ميمفس المصرية عزل مادة الخلين المؤثرة وأدخلها في عدد من أدويتها، وحصلت على موافقة الهيئة الطبية سنة 1945م لتوزيع تلك الأدوية بشكل تجاري واسع تحت اسم (اللينامين) وتبين أن الخلين خالي من السموم والأضرار الجانبية. لقد ثبت ان الخلة تحتوي على خصائص ضد التشنج، فترخي العضلات الملساء، وخاصة عضلات القصبة الهوائية الرئوية والحالبين والأنابيب الصفراوية والأمعاء. كما أنها ذات خصائص موسعة للأوعية الدموية وخاصة أوعية القلب مما يسبب ازدياد دوران الدم في القلب وتغذيته وهي بذلك اقوى أربع مرات من تأثير الأمينوفيللين الذي يعطى كمقو للقلب. كما يستعمل الخلين في علاج الذبحة الصدرية حيث يوسع قطر الشرايين ليهب للقلب المزيد من الغذاء، كما يفتح العقد العصبية الناقلة للشعور بالألم. كما ان الخلين يؤثر على المسالك البولية حيث يخفف الآلام الكلوية وكذلك الكبدية. كما يساعد على توسعة الحالبين مما يساعد على إخراج الحصوات من الحالب إلى الخارج مع البول. كما تمكن العلماء من إثبات أن مادة الخلين لها مفعول مضاد للتشنج وانقباض العضلات الملساء فأفادت كثيراً في علاج الربو الذي ينجم عن تقلصات الألياف العضلية الرئوية بالإضافة إلى ذلك استخدمت الخلة في علاج السعال الديكي وآلام الصفراء. كما أن مغلي مسحوق الخلة الطبية يساعد على تسكين احتقان البروستاتا كما أن لها تأثير بسيط كمقئ وملين. هناك وصفة جيدة ومجربة لإخراج الحصوات من الكلى والحالب وهي أخذ ملئ ملعقة صغيرة من الخلة دون سحق وتوضع في قدر صغير ويضاف لها كوب ماء ثم يوضع القدر على نار هادئة ويترك حتى يتركز الماء إلى ربع الكوب ثم يزاح من على النار ويبرد ويصفى ويشرب الماء على الريق يومياً والاستمرار على ذلك حتى خروج الحصوات بإذن الله. هناك الخلة البرية وهي تشبه الخلة الطبية إلا أنها تختلف عن الطبية في أنه عند تمام نضج النورة فإن البذور في الثمار تنفتح وتنثر بذورها على الأرض ولذلك يجب جمعها قبل تفتح النور. كما أن مكونات الخلة البرية والتي تعرف كذلك بالخلة الشيطانية تختلف عن مكونات الخلة الطبية. تعرف الخلة البرية علمياً باسم Ammi majus من الفصيلة المظلية. تحتوي ثمار الخلة البرية على مادة الأمودين والتي لها فوائد تختلف تماماً عن الخلة الطبية. الاستعمالات: تستعمل الخلة البرية لتنظيف المجاري البولية ومدرة للبول. كما تقوم بطرد الغازات من البطن. كما ان لها تأثير إيجابي على عملية الهضم ومفيدة كذلك لمغص المعدة. يؤخذ ملئ ملعقة صغيرة من مسحوق الثمار وتغمر في ملئ كوب ماء مغلي وتترك ربع ساعة ثم تصفى وتشرب بمعدل 3 مرات يومياً. تفيد كذلك في علاج البهاق ويعزى ذلك إلى مركب الأمودين حيث تستخدم أما خارجياً أو داخلياً حيث يخلط مسحوق الثمار بزيت الزيتون ويستخدم كدهان للبهاق وكذلك الثعلبة والصدفية مع التعرض لأشعة الشمس لمدة ساعة إلى ساعتين. أو يمزج المسحوق مع عسل النحل ويوضع على الجلد مع التعرض لأشعة الشمس حتى يعرق الجسم. كذلك استعمال الثمار لعلاج البهاق داخلياً حيث يؤخذ ملئ ملعقة من مسحوق البذور ويخلط بقليل من الماء ويشرب مع التعرض لأشعة الشمس. هناك مستحضر من الخلة البرية تحت مسمى (الاطمنطا) يستخدم بمعدل كبسولة ثلاث مرات في اليوم مع التعرض لأشعة الشمس، وتفيد هذه الوصفة ايضاً في علاج الأمراض الجلدية السرطانية الناتجة من التعرض لأشعة الشمس والإشعاعات الأخرى غير المرئية والضارة لبشرة الإنسان. المصادر: 1) أ. د. جابر سالم القحطاني ورفاقه: الجزء الحادي عشر – الطب والعطارة، موسوعة الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية: الطبعة الأولى: دار الدائرة للنشر والتوثيق، 2000م. 2) المرجع الطبي المكتبي للأطباء: الشركة الاقتصادية الطبية: الطبعة الثانية، 2002م.