×
محافظة المنطقة الشرقية

هجر يستعد للعدالة

صورة الخبر

كتب: عمار عوض عندما خرج مدير المخابرات البريطانية اليكس يونغر، عن المألوف، وظهر بشكل علني في لقاء محدود مع الصحفيين في مقر جهاز MI6 في فوكسهول بالعاصمة لندن، قبل نحو عشرة أيام، وقال إن التهديد من قبل الإرهاب على أوروبا غير مسبوق، ومصدر قلق لجميع الذين يتقاسمون القيم الديمقراطية، في إشارة إلى أن الإرهاب سيضرب في البلدان التي تنتظرها انتخابات في العام القادم وهي ألمانيا وفرنسا، ما سيقود إلى صعود اليمين المتطرف في هذه البلدان، قبل أن يوجه انتقاداته لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، بأن هجماته المروعة في سوريا، تساعد بشكل غير مباشر تنظيم داعش على تنفيذ هجماته، واستغلال الفوضى الناجمة عن تصرفاته للتخطيط لهجمات قاتلة ضد المملكة المتحدة، وأوروبا. وقال يونغر إن هناك هيكلاً مخططاً لهجمات خارجية منظماً للغاية داخل داعش، يخطط لعمليات عنيفة ضد الحلفاء الأوروبيين، من دون الاضطرار إلى مغادرة سوريا. وقال إن العام القادم سيحمل الحرب الهجينة التي تشمل الهجمات الإلكترونية وتقويض الديمقراطية، وكذلك وسائل أكثر تقليدية في الهجمات والتي أصبحت ظاهرة تزداد خطورة. وهو ما ظهر بشكل واضح في تعدد الهجمات الإرهابية التي صارت تستهدف ألمانيا بشكل مكثف في الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها هذا الأسبوع عندما دهس إرهابي بشاحنة المتسوقين لأعياد الميلاد في العاصمة برلين الذي أدى لوفاة أكثر من 12 وجرح الكثيرين. وكان التنظيم حث مؤيديه في الأشهر الأخيرة على تنفيذ هجمات في ألمانيا بأي وسيلة . وهو ما قاد المتخصص في شؤون الأمن القومي جوبي واريك من صحيفة واشنطن بوست، للنظر بعيداً في الأحداث الأخيرة، وكتب هل يسعى داعش لإحداث شرخ بين المسلمين والمسيحيين في أوروبا؟ ورأى أن ذلك يصب في اتجاهين، الأول وضع المسلمين في محل اعتداء من الغربيين، ما يقود إلى تطرفهم أو الهجرة والانضمام لما يعرف بداعش، وبطريقة غير مباشرة يساعدون على صعود اليمين المتطرف إلى السلطة، ما يقود إلى تنفيذ سياستهم هذه. وقال لورينزو فيدينو، مدير البرنامج الحملة على التطرف في جامعة جورج واشنطن، إن أسباب استهداف ألمانيا واضحة جداً، واحد منها، للمفارقة، هو سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين السوريين. فمن وجهة نظر داعش، هذه السياسة تأخذ المواطنين بعيداً عن (الخلافة)، وتبين إفلاسها. فعندما يكون اللاجئون في موضع ترحيب في ألمانيا تمثل شهادة حية أن المسلمين لا علاقة لهم بمشروع داعش لذا فروا منه. وأضاف أنه على المستوى الاستراتيجي فإن الهجمات تساعد على تحقيق الهدف الأساسي للمجموعة من اتساع الهوة بين المسلمين وغير المسلمين. وهو نفس الاتجاه الذي سار فيه الكاتب جوبي واريك ، مستدلا بالمقال الذي نشر في مجلة التنظيم دابق باللغة الانجليزية بعنوان المسلمون في الغرب، الذي جاء فيه أن الجماعة ستبدأ قريباً استهداف الغرب بهدف استفزاز متعمد، حيث خلص المقال إلى أنه بعد هذه الهجمات سرعان ما سيجد المسلمون أنفسهم بين خيارين: إما الارتداد واعتماد الديانات الغربية. أو الهجرة إلى داعش هرباً من الاضطهاد. بينما خلص محرر الشؤون الأوروبية بيتر فوستر إلى نتيجة مقاربة لما سبق، على خلفية هجمات برلين، معتبراً أن المستشارة أنغيلا ميركل تقضي حالياً الوقت الإضافي لها في منصب المستشارة، حيث تلقت اللوم من المعارضة اليمينية، خاصة حزب البديل، الذي قالت زعيمته فراو بيتري إن السبب في هجوم برلين هو فشل ميركل في مواجهة الأخطاء التي نجمت عن سياستها الفاشلة بخصوص استقبال المهاجرين. ويؤكد فوستر أن حزب البديل يواصل النمو واكتساب المؤيدين في ألمانيا بشكل سريع، رغم الحرج الذي يتعرض له بشكل متكرر. ويظل هناك سؤال حائر، لمصلحة من يعمل إرهابيو داعش، وهم يدفعون بقوى اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة في أوروبا، ويجعلون المسلمين في محل عداء وكره في المجتمعات الغربية؟