بغداد: أفراح شوقي بعد أيام على مظاهرات حاشدة لنساء عراقيات ضد قانون جديد للأحوال الشخصية وصفنه بأنه تراجع كبير للحريات ويعيدهن إلى زمن الجواري، احتشد جمهور من الرجال والنساء معا في صالة عرض بأكبر فنادق العاصمة بغداد ليشهدوا عرضا للأزياء العراقية الجديدة، في خطوة عدها مراقبون تحديا وتمردا على الأوضاع السائدة في البلاد. واحتفلت دار إينانا للأزياء (إحدى الدور الأهلية) يوم الجمعة بتقديمها عرضا مفاجئا للجمهور باختياراته تصاميم عراقية وموديلات جديدة في محاولة لاستعادة السوق من سيطرة السلع المستوردة والجاهزة، وإعادة الحياة لهكذا طقوس اجتماعية، كما يقول صاحب فكرة العرض الشاب أحمد الجنابي. ويضيف أحمد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هناك شح في الملابس النسائية ذات التصاميم العراقية، وكل ما هو موجود في السوق مستورد، وبموديلات قد لا تكون مناسبة لمجتمعنا، ولذلك كانت فكرة أن نستوحي الأزياء المحلية باستخدام خامات مناسبة وبأسعار أقل من نظيراتها المستوردة». وعن الإقبال على العرض قال: «فوجئت أنا وزملائي بالإقبال الواسع على العرض، بشكل زاد من حماسة العارضات ومعظمهن من الطالبات الهاويات اللاتي يرغبن في العمل عارضات، وكذلك هناك حجوزات كبيرة لشراء المعروض، وهذا يعني أن الجمهور بحاجة إلى هكذا طقوس للخروج من عزلته وخوفه نتيجة الظروف غير المستقرة في البلاد». الطالبة موج هادي (22 سنة) مرحلة رابعة كلية طب الأسنان، قالت: «عادة ما كنا نتفرج على الموديلات الجديدة من خلال الفضائيات العربية والمجلات، وكنا نتساءل دوما عن أسباب عدم وجود دور خاصة لصناعة الأزياء العراقية لما لها من مميزات خاصة لا نجدها عادة في الملابس المستوردة». وأثنت يمام السهيلي (إحدى الحاضرات) على جرأة العارضات ووصفتهن بأنهن ينافسن الموديلات العالمية، وهن فقط بحاجة لبعض التدريبات الإضافية. وأكدت: «العراق بحاجة اليوم لاستعادة ثقافة الأزياء الخاصة به، بعد أن جرى تغيبها بإغراق السوق بالسلع المستوردة التي معظمها غالي الثمن ولا يناسب كل الأذواق». فيما عبر المصور الفوتوغرافي سعد الله الخالدي عن «أن العارضات تميزن بالرشاقة والجمال وإمكانية جيدة للعرض الذي شكل علامة فارقة وسط تحديات تريد العودة بالمرأة العراقية إلى الوراء عبر قوانين مجحفة بحقها». وكانت العاصمة بغداد وبعض المدن العراقية، قد شهدت الأسبوع الماضي مظاهرات غضب كبيرة للنساء في يوم المرأة العالمي للتنديد بمحاولات الحكومة سن قانون جديد للأحوال الشخصية (الجعفري) يحوي الكثير من البنود التي تهين المرأة وتجعلها جارية لدى الرجل ويجيز الزواج للفتاة وهي بسن التاسعة من عمرها، إضافة إلى حرمانها الكثير من حقوقها الدستورية. وكان فندق بغداد، وسط العاصمة العراقية، قد شهد في 16 فبراير (شباط) 2013 تنظيم عرض للأزياء من قبل وزارة الثقافة بالتنسيق مع شركة العدسة الفنية، تحت عنوان «سحر العباءة العراقية» للمصمم الشاب سنان كامل، بحضور مجموعة من الشخصيات الثقافية والشبابية.