الوطن أهم والمستقبل مهم جدًّا، ولن ننجح بالمجاملات، ولن نصل للقمة بالتلميحات. وحينما نرى الخطأ فادحًا وواضحًا في حق الوطن ومستقبله، ثم نصمت أو نقول ليس لنا من الأمر شيء، أو لا يعنينا؛ فتلك خيانة وطنية، ونكران لجميل الوطن، وخذلان لمستقبله، ولن تنفعنا التبريرات. ولأننا واثقون بالله ثم بقيادتنا وشعب السعودية بأن الوطن سيتخطى كل المصاعب والأزمات بفضل الله أولًا، ثم بتصحيح أي مسار خاطئ ثانيًا؛ فإنه من الواجب اللازم أن يشارك المواطن في كشف أي أخطاء في حق الوطن ويصرخ في وجه كل خطأ فادح، ويعلن ويعلم به؛ لينتبه الجميع وتتحقق رؤية المشاركة الوطنية في بناء مستقبل السعودية. ومن الواجب اللازم -أيضًا- من واقع ما رأيته وعلمته: أن أكتب وأقول للمرة الثانية: إن مَن اقترح إلغاء رعاية الشباب أخطأ خطأً فادحًا، وسواء أكان وزيرًا أم أميرًا فإن من اللازم أن نقول له: أخطأت .. أخطأت يا معالي الوزير .. أخطأت يا سمو الأمير.. ولم توفق في اجتهادك في هذا القرار. وقد ظهرت سلبياته خلال فترة وجيزة ويجب أن نتدارك الأمر قبل أن تتزايد السلبيات. إن أهم رقم في الميزانية هو "الشباب"، وأهم فئة هي "الشباب"، وأكثر ما يستهدفه الأعداءُ لإضعاف الوطن هم الشباب؛ ومستقبل السعودية شبابها، وشبابنا في حاجة ماسة لبرامج ومشاريع كبيرة وذات جودة تنفعهم وتعزز قدراتهم وتثقفهم.. فلماذا كان هذا القرار؟ وأين البديل الصحيح بعيدًا عن العبارات البراقة والشعارات غير المنطقية؟. وإن من المؤسف أن هيئة الرياضة بعد القرار وجدت نفسها مرغمة ومن واجبها الوطني على أن تبقى مظلة مؤقتة لأي نشاطات عن الشباب رغم أن القرار سلبها هذا الحق وصنفها كرياضة فقط. لقد طالبنا مرارًا بتفعيل دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مجال برامج ومشاريع الشباب وتركيزها على هذا المجال بشكل أكبر ودعمها وتطوير قدراتها وبرامجها، ولكن جاء القرار لينسف وجود رعاية الشباب برمتها ويحولها لهيئة للرياضة فقط وبدون أي بديل لرعاية الشباب إلا من مراكز نخبوية ضعيفة الرؤية قليلة الإيجابية. حقًّا قرار خاطئ! وإن كان من اقترحه سيحاول تبريره بدراسات وتقارير لا تعتمد على الدليل الواقعي.. ولن يستمع لأي رأي آخر؛ فإن المستقبل سيرد عليه ويبرهن على أن الخطأ كان فادحًا.. وأن الإصرار على الخطأ لا يُسامح.