×
محافظة المنطقة الشرقية

عادل عزت المرشح لرئاسة اتحاد الكرة يكشف عن برنامجه الانتخابي بالأحساء

صورة الخبر

هذا الوباء الذي بات منتشرا فنجد أن أفراد الأسرة الواحدة أصبحت علاقتهم مع بعض يعتريها الفتور فكل فرد منهم شغل عن الآخر بنفسه فالأب مشغول دائما بأعماله وإن لم يكن عمله فأصدقائه، والأم كذلك إن كانت عامله فهي تعود من العمل منهكة تنام ثم تصحوا لتمارس نشاطات أخرى من مقابلات لصديقاتها أو تلبي دعوات معارفها، وإن لم تكن عاملة فهي ما بين أعمال المنزل أو نشاطات اجتماعية، والأبناء ما بين الدراسة والأصدقاء وسائل الترفية الحديثة والحوار مفقود في الأسرة الوالدين فقدوا الهيبة والأبناء فقدوا المثل الأعلى وما إن يكبر الصغار ويغادروا العش حتى تكون الصلة شبة معدومة مع ذويهم وتكون النتيجة أسرة جديدة تنخرها سوسة التفكك الأسري والنتيجة بالطبع مجتمع ضعيف متهالك أسباب التفكك الأسري للتفكك الأسري أسباب كثيرة ومرتبط بعضها بالبعض الآخر وأهم هذه الأسباب أهمها انعدام الانسجام والتوافق بين الزوج والزوجة، مما ينتج عنه كثير من الخلافات تؤثر سلبا على الأبناء وتحد من تركيزهم وثقتهم في والديهم، كما أن الفقر والحاجة من الأسباب الهامة في التفكك الأسري لأن الفقر يتسبب في حرمان الأبناء وحرمان الزوجة والزوج معا من الضروريات التي تجعل كليهما يبحث عن الراحة والاستقرار بعيدا عن البيت، والفقر يجعل الأبناء غير مركزين في تعليمهم ويفتقرون إلى الثقة في أنفسهم وفي المجتمع الذي يعيشون فيه، وتسبب لهم أزمات نفسية، وعقد تلازمهم طوال الحياة مما يدفع بهؤلاء الأبناء إلى الفرار من البيت، والانحراف كرد فعل على الواقع المزري الذي يعيشونه، كما أن الزوجة التي لا تجد ما تحتاجه في بيت الزوجية تفقد ثقتها في زوجها وتسعى هي أيضا إلى مغادرة بيت الزوجية. ومن الأسباب أيضا نجد قلة الرعاية بالأبناء وبالزوجة وذلك لافتقار الزوج إلى الثقافة اللازمة التي تجعله قادرا على رعاية أسرته وتوفير حاجياتها المادية والنفسية وتوجيهها نحو المسار الصحيح الذي يجب أن تسير وفقه، أو لأن الزوج الذي يرهقه العمل ويكثر من السفر يترك فراغا في الأسرة لا تستطيع الأم وحدها ملأه، والتفكك الأسري هو جزء من تفكك المجتمع كله لأن الأنظمة تخلت عن دورها في توفير الرعاية اللازمة بالعائلات الفقيرة ولم تعد تهتم بمصالح المواطن والعمل على تأكيد أهمية الروابط الأسرية في الحفاظ على وحدة المجتمع وتوازنه واستقراره. آثار التفكك الأسري على الأطفال فقدان الأمن النفسي، فقد تواجه الطفل مشكلة فلا يستطيع حلها، ويفتش عن أبيه فلا يجده، لأنه قد يكون في بيت آخر مع زوجته الأخرى، ويؤدي ذلك بالطفل إلى فقدان القدوة والمثل الأعلى الذي يساعده في حل مشاكله. عدم الاكتفاء المادي للطفل، فلا يجد من يلبي طلباته واحتياجاته فالأم تقذفه على الأب والأب يتهرب من النفقة «وذلك قد يؤدي بالطفل أو المراهق إلى الانحراف ورفقة السوء في ظل غياب الرقيب وقد يتعلم من رفقاء السوء الطرق المحرمة للحصول على احتياجاته عن طريق السرقة، أو أن يمارس بعض الأعمال المحرمة في سبيل الحصول على المال». تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين وباقي أفراد المجتمع، خاصة إذا تم التعامل معه بطريقة مؤذية من قبل زوجة الأب أو زوج الأم، مما يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة فيخلق منها شخصية مهزوزة غير مستقرة ومتأرجحة. يعقد الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته المفككة والحياة الأسرية التي يعيشها باقي الأطفال مما يولد لديه الشعور بالإحباط، والقلق خاصة إذا استخدم كوسيلة ضغط من أحد الوالدين على الآخر مما يؤدي به إلى اضطراب النمو الانفعالي. أثر انفصال الأبوين على الأبناء المراهقين إن الانفصال الأسري له ضريبة على المراهقين حيث إن أبرز الانحرافات السلوكية التي تظهر على المراهقين نتيجة الانفصال هي: الإفراط في المخدرات والمشروبات الكحولية، واضطرابات السلوك، والقلق والاكتئاب. وقد وزعت استبيانات على ما يزيد على ألفي مراهق قسموا إلى مجموعتين عمريتين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و16 عاما فوجد أن نسبة تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية في كل من المجموعتين تزيد في أوساط المراهقين الذين عانوا من انفصال الأبوين. وتتزايد الاتجاهات والسلوكيات المناقضة مثل الاشتباكات وتدمير الملكية ومحاولة الانتحار والسرقة في كل من المجموعتين العمريتين، وقد أكدت الدراسة أن دعم الآباء ساعد في الحد من حجم الارتباط بين الانفصال الأسري والضغط النفسي إلا أن ذلك لم يؤثر على السلوكيات المناقضة. وكانت مستويات الاكتئاب والقلق أعلى أيضا عن المعتاد في كل من المجموعتين العمريتين، وارتبط الضغط النفسي لدى المراهقين في كل من المجموعتين العمريتين أيضا بقوة مع مشاهدة العنف بين الآباء. وخلص الباحثون إلى أن منع مثل هذه الاضطرابات المرتبطة بعد الانسجام العائلي بين المراهقين خلال أوقات الانفصال الأسري ربما يحتاج إلى تدخل أسري من شأنه أن يشجع على تسوية الطلاق أو الحضانة المشتركة وكذلك التدخل الاجتماعي الذي من شأنه دعم الأطفال والعائلات مع إعادة تأهيلهم. ما دور الأبوين المنفصلين تجاه أطفالهما؟ ينبغي على الوالدين أن يكونا على دراية كاملة بأي ضغوط قائمة ومستمرة في حياة أطفالهما. إن الأطفال في حاجة ماسة إلى أن يعرفوا أن كلا من الأم والأب سيظلان يمارسان مهامهما كوالدين على الرغم من انتهاء علاقة الزوجية بينهما، وانفصالهما في حياتهما المعيشية. إن النزاعات الطويلة حول حضانة الأبناء، أو الضغط عليهم لاختيار طرف دون الآخر للعيش معه، أن يشكل ضررا بالغا على الأطفال وخصوصا الصغار منهم، ومن شأنه أيضا أن يضاعف من الآثار الجانبية للطلاق. إن التزام الوالدين المستمر برفاهية أطفالهم وسعادتهم لهو أمر ضروري وحيوي،و إذا ما بدت على الطفل أي دلائل ضغط أو إجهاد، يتوجب على طبيب العائلة أن يشير على الوالدين بأحد أطباء النفس المختصين بعلاج الأطفال والمراهقين، وبوسع الطبيب المذكور أن يقوم الحالة ويعالج أعراض هذا الإجهاد أو الضغط. وبمقدور طبيب النفس أيضا أن يلتقي الوالدين لمساعدتهم على كيفية التخفيف من آثار الطلاق على جميع أفراد العائلة بأسرها. إن انفصال الأبوين عن بعضهما يشكل بالنسبة للأطفال كارثة لا يمكن لأي منا أن يتصورها، لأنها حقيقة تجربة نفسية قاسية ومريرة تؤثر سلبا في بناء شخصية الطفل، وتجعله غير مستقر نفسيا، بل إنه يصبح أكثر عدوانية، وقد يزداد عنفه المدرسي وينخفض مستواه الدراسي، وقد يتحول من طفل وديع إلى طفل متنمر متسلط.;