×
محافظة المنطقة الشرقية

إدارة الإعلام التربوي بإدارة تعليم منطقة عسير تمنح “نورة مروعي” شهادة خبرة تدريب إعلامية

صورة الخبر

صاحب سيرة ذاتية جديرةٍ بالاهتمام، مُلهمةٍ للمتجولين في فضاءاتها، وحافلةٍ بالإنجاز على المستويين المهني والإبداعي، حقق صاحبها توازنًا نادراً بين الهندسة والإدارة والاقتصاد، وبين التحليق في عوالم الشعر والترجمة الأدبية بمهارةٍ وسبقٍ أهلّاه لحجز مكانه بجدارة في الصف الأول، ليس بين شعراء وكُتَاب الأدب العربي وحسب، بل تجاوزه إلى المستوى العالمي. صدر له أكثر من 60 كتاباً توزعت بين الشعر، والقصة، والأدب بلغات عدة، وهو يرى أن أهمها على الإطلاق هو كتابه عن سورة الفاتحة بالإنجليزية. كما صدر له مؤلف عن كتب سلسلة إيفيري، لندن 1992م بعنوان: «الصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة» (باللغة الإنجليزية)، ما زال مرجعاً رئيساً في موضوعه. منزل ثقافة وفن ،، ماذا أعطتك النشأة والطفولة، في عدن «عين اليمن»، حيث يوشوش الماء بأسراره للضفاف، ويتعانق الفن والبخور؟ - ميناء عدن كان الثالث على مستوى العالم من حيث عدد السفن التي تدخله يومياً. وكانت عدن من أكثر المدن تطوراً في الجزيرة العربية، ولكنها تخلفت كثيراً عن بقية الجزيرة بعد أن عانت أولاً من الحكم الشمولي بين 1967 و1994 ثم من الحكم القبلي الفاسد بعد ذلك وفي الفترة الزمنية نفسها استطاع الشيخ زايد وإخوانه قادة الإمارات بناء دولة وحدوية مبهرة من إمارات بسيطة. لقد ولدت في فترة الحرب العالمية ونشأت في الفترة الذهبية لمدينة عدن حيث كان الأمن والنهضة التجارية والتعليمية والثقافية والموسيقية.. إلخ، قبل أن يأتي القمع ثم يأتي الفساد والكثير من الحروب والصراعات على السلطة والكراسي تحت شعارات رنانة مزيفة، وخسرت عدن نخبة من المتعلمين والمثقفين ورجال الأعمال هاجروا نهائياً إلى الخليج والغرب. كان من حسن حظي أن نشأت في منزل علم وثقافة وتعلمت أنا وأشقائي القيم وحب العلم والثقافة وكان والدي أول خريج جامعي في الجزيرة العربية، ومدير التربية والتعليم بعدن وفي منزلنا كان نادي الشعراء - برئاسة والدي - يعقد اجتماعاته في عدن ومن أعضائه علي لقمان ولطفي أمان ومحمد سعيد جرادة وعلي عبد العزيز نصر وإدريس حنبلة ومحمد حسن عوبلي وهاشم عبدالله وفي منزلنا أيضاً كانت ندوة الموسيقى العدنية تعقد اجتماعاتها الأولى برئاسة والدي ومن أعضائها الفنان خليل محمد خليل وسالم أحمد با مدهف ومحمد سعد عبدالله وفي ذلك المنزل في عام 1949 سجلت أولى الأغنيات العدنية أمثال «حرام عليك تقفلي الشباك». أيضاً تعلمنا الكثير من جدي لأمي رجل النهضة ومؤسس الصحافة المستقلة العربية وأيضاً الإنجليزية في عدن محمد علي لقمان وكان أول محامٍ في اليمن وأول من كتب رواية. كما استفدنا أنا وأشقائي من أساتذة موهوبين ومثقفين أمثال الشاعر لطفي جعفر أمان وعبدالرحيم لقمان وإبراهيم لقمان وهاشم عبدالله وإبراهيم روبله ومن خالي الشاعر علي لقمان أول خريج صحافة في اليمن. ولهذا ليس غريباً أن يكون أشقائي قيس وعصام ونزار يحملون الدكتوراه وكذلك شقيقتي الدكتورة عزه أول خريجة وأول بروفيسورة يمنية. كما استفدت من جدي السيد عبده غانم رئيس نادي الإصلاح في التواهي وعضو المجلس التشريعي في طفولتي. عشق مبكر للشعر ،، يولد الشاعر وبقلبه ضوء.. فمتى وكيف انبثق الضوء من دواخلك، وما أهم العوامل التي أسهمت في ذلك؟ - اكتشفت حبي الشديد للشعر منذ الصف الثالث الابتدائي عندما تعلمنا بعض الأبيات لشعراء أمثال عنترة بن شداد وأبي تمام وحافظ وشوقي. وكانت مكتبة والدي ملأى بالدواوين القديمة والحديثة. ولعل أكثر ديوان تأثرت به في بداية الأمر ديوان «على الشاطئ المسحور» أول دواوين والدي وكان قد صدر عام 1946 وحفظت الكثير من قصائده من تلقاء نفسي. أما محاولاتي الأولى لكتابة الشعر فكانت في أواخر مرحلة الدراسة الثانوية وكنت محرر «مجلة كلية عدن» لثلاث سنوات وأكتب فيها المقالة باللغتين والقصة بالإنجليزية ولكني لم أنشر فيها شيئاً من محاولاتي الشعرية وإن نشرت محاولات بعض الزملاء. ولم أنشر شيئاً من الشعر حتى أواخر المرحلة الجامعية الأولى في بريطانيا. وبعد ذلك صار تركيزي الرئيس على الشعر لسنوات طويلة قبل أن أهتم بترجمة الشعر والكتب النثرية. ،، حدثنا عن أهم الروافد التي أسهمت في التشكيل المعرفي لتجربتك كشاعر؟ - الروافد الأولى كانت المدرسة ومكتبة الوالد والكتب الأدبية لليافعين التي كان والدي - رحمه الله - يحرص على شرائها لي ولأشقائي. وفي المدرسة الثانوية درست الأدب الإنجليزي على أيدي أساتذة بريطانيين متميزين جميعهم من خريجي كامبردج وأكسفورد واستفدت من بعضهم الكثير، كما استفدت من أساتذة اللغة العربية أمثال لطفي أمان وهاشم عبد الله وحسين دلمار وعبد العزيز عمر علي وبعد ذلك استفدت من قراءة الدواوين والكتب والمجلات والصحف بشكل عشوائي، أي كلما يقع في يدي ومن مكتبة عدن العامة وكانت تسمى مكتبة ليك ثم أطلق عليها اسم مكتبة مسواط. زملاء مبدعون [ أبرز ذكريات وأصدقاء مقاعد الدراسة؟ - لعل أبرز زملائي من المثقفين في المدرسة كان شقيقي الروائي الشاعر د.قيس غانم الحاصل على جائزة مارتن لوثر كنج، وصديقي الحميم العلامة البروفيسور محمد علي البار. ومن الذين كانوا يهتمون بالأدب من زملائي حسن سعيد العمودي وقد توفي في حادث سير وهو في المدرسة الثانوية، والشاعر سالم عبد العزيز والصحفي صالح الدحان وقد نشر مجموعة قصصية وهو في المدرسة الثانوية، والشاعر عبدالله سلام ناجي. وممن كان يهتم بقراءة الشعر الدكتور وهيب عبد الرحيم. وبالنسبة للدكتور محمد علي البار فقد استمرت صلتي به قوية منذ المدرسة الابتدائية حتى اليوم وقد كتب مقدمة لكتابي المشترك مع ابني الدكتور وضاح باللغة الإنجليزية عن سورة الفاتحة الذي نشر هذا العام من قبل باتردج بنجوين، كما كتبت مقدمة لكتابه الضخم عدن لؤلؤة اليمن الذي أنجزه في ثلاثة مجلدات. أما مرحلة الجامعة والدراسات العليا فكانت في الهندسة والإدارة والاقتصاد باللغة الإنجليزية في دول أجنبية ولم يكن بين زملائي حسب علمي من يهتم بكتابة الشعر والأدب. الشعر للراحة من الدراسة ،، الدراسة الجامعية، ورحلتك مع الهندسة والإدارة والاقتصاد بين الهند وأوروبا؟ - دراساتي الجامعية الأولى كانت في الهندسة الميكانيكية في جامعة أبردين ثم درست الهندسة الكهربائية في الجامعة نفسها، وكنت أروّح عن نفسي يومياً بقراءة الشعر وأحياناً محاولة كتابته بين واجب هندسي وآخر، فكان ذلك يخفف عني عناء الدراسة المرهقة. ثم عملت مهندساً في شركة جي آي سي الضخمة، وكنت أدرس في الوقت نفسه في المساء العلوم الإدارية وإدارة المصانع سنة في إحدى كليات جامعة لندن وسنة في برمنجهام. عدت بعد ذلك إلى عدن وعملت مديراً في إدارة المياه ووزارة الأشغال وبعد عامين ذهبت لدراسة تطوير موارد المياه في جامعة روركي الشهيرة في الهند وقد حصلت على الماجستير من الدرجة الأولى. وبعد أن هاجرت إلى الإمارات وحملت جنسيتها وعملت مديراً لأحد مصانعها الكبيرة لأكثر من عقد من الزمان التحقت بجامعة كارديف عاصمة ويلز وحصلت على الدكتوراه في الاقتصاد ونشرت كتاباً باللغة الإنجليزية في بريطانيا عن الصناعة في الإمارات وما زال ذلك الكتاب مرجعاً رئيساً في موضوعه. ،، الشعر تجربة متجددة الوجوه عبر الزمن، ماذا عن تجاربك الشعرية الأولى، وهل فكرت يوماً في إعدامها كما يفعل كثير من الشعراء؟ - بعض تجاربي الأولى أعدمتها وبعضها نشرتها في الصحف والمجلات ثم بعد ذلك في ديواني الأولين «بين شط وآخر» و«بصمات على الرمال». الاستبداد.. والترجمة!! ،، هل كان الانتقال للإمارات خياراً؟ أم اضطراراً؟ - كان في البداية هرباً من الحكم الشمولي المخيف الكاتم للأنفاس الذي لا يمكن أن يتقبله إنسان حر خصوصاً إذا كان شاعراً يريد أن يعبر عن نفسه بحرية. ولكن ما أن استقر بي المقام في الإمارات حتى اندمجت في هذا الوطن الطيب والحبيب حقاً، الذي ولد فيه أبنائي. وقد زرت في حياتي أكثر من خمسين دولة ولا شك عندي أن الإمارات من أفضل البلدان في العالم. ،، ما أهم مقومات نجاح ترجمة الشعر، وهل يكفي إتقان المترجم للغتين المنقول عنها والمنقول إليها للحفاظ على روح النص الأدبي؟ - أولاً أود أن أقول إن الشعر الذي يستحق الترجمة هو من نوع الشعر الذي أطلقت عليه صفة «الشعر العابر للغات». وكان الجاحظ يرى أن الشعر لا يترجم ولكن في رأيي فإن بعض الشعر يمكن ترجمته ولذلك نتمتع بترجمة فتزجرالد لرباعيات عمر الخيام وأيضاً بترجمة أحمد رامي مثلاً لتلك الرباعيات، وقد غنت أم كلثوم بعضها من تلك الترجمة. أنا شخصياً أعتقد أن ترجمة الشعر ينبغي أو يفضل أن يقوم بها شاعر وأن يكون متقناً للغتين وأيضاً مدركاً لأبعاد البيئة التي كتب فيها النص الأصلي. وأفضل الترجمات هي عندما يتفاعل المترجم مع النص الأصلي ويتأثر أو على الأقل يشعر به بعمق. ومن الأفضل لذلك أن يختار المترجم النصوص التي يترجمها لا أن تفرض عليه. ومن حسن حظي أن ترجمة الشعر بالنسبة لي هي متعة وليست وسيلة لأكل العيش، وأقوم به لنشر الجمال وبناء جسور بين الثقافات. وكثيراً ما أترجم نصاً عن لغة ثالثة ولا يكون الفاقد كبيراً عندما يكون النص الأصلي من النوع العابر للغات والمترجم الأول هو نفسه مؤلف النص الأصلي أو يكون المترجم شاعراً متمكناً من اللغتين؛ لذلك ترجمت من لغات عدة منها بشكل خاص قصائد من لغة الماليالم ووجدت قبولاً كبيراً من القراء. كما ترجمت نصوصاً من الشعر العربي المعاصر إلى الإنجليزية وبلغت المجموعات التي ترجمتها نحو 25 مجموعة باللغتين. ،، في نظرك ما أبرز عيوب ومآخذ للترجمة الأدبية من وإلى العربية؟ - أنا شخصياً لا أترجم نصاً إذا كنت غير متأكد من قصد الشاعر إلى حد كبير، والشعر بطبيعته قد يكتنفه بعض الغموض. وينبغي أن يتقن المترجم اللغتين وأن يدرس بيئة وخلفية النص. ومن الأفضل أن يكون المترجم شاعراً، وكما قلت أن يكون محباً ومتفاعلاً مع النص. الجوائز والقيود ،، نلت عدة جوائز عربية وعالمية، آخرها جائزة طاغور، ماذا عنت لك هذه الجائزة بالذات؟ - نلت عدة جوائز بعد طاغور منها جائزة الشعر للثقافة والإنسانية من جمعية الشعر عبر القارات في شيناي، وجائزة شخصية العام الثقافية من الإمارات، ودكتوراه فخرية في الآداب من اليابان وتكريم من إثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة بجدة بالسعودية وجائزة أفضل مترجم للشعر لعام 2014 من مركز ترجمة الشعر والأبحاث في الصين، إلخ، وكل هذه الجوائز والتكريمات تترك أثراً طيباً في نفس الشاعر والمترجم والمبدع وتشعره بأن هناك من يلاحظ مجهوداته المخلصة ويقدرها ولله الحمد من قبل ومن بعد. ،، ألا ترى أن الشاعر يفقد الكثير من حريته الكتابية ويعاني من قيود تؤطر إبداعه بعد نيل الجوائز؟ - بالنسبة لي لم تؤثر الجوائز علي بأي شكل سلبي وما زلت أعمل بقناعاتي نفسها وقيمي السابقة العميقة وتقريباً بالوتيرة نفسها، فأنا أنتج عدة كتب كل عام وقد انتجت حتى الآن 63 كتاباً وقد يقل أو يتوقف أنتاجي بسبب التقدم في السن في المستقبل. المشهد الإماراتي ،، هل فكرت بكتابة الرواية؟ - حاولت مرة في مطلع الشباب أن أكتب رواية ولكنني توقفت في الفصل الأول لأنني أدركت أن خبرتي في الحياة كانت قليلة ولا تؤهلني لكتابة الرواية، ولا أدري ما إذا كنت سأحاول مرة أخرى في المستقبل ولكني كتبت القصة القصيرة بالإنجليزية عندما كنت أحرر مجلة كلية عدن، كما ستنشر لي قصة قصيرة ضمن مختارات من القصص الإماراتية قمت بترجمة معظمها وترجمتْ ابنتي الأستاذة وئام بعضها وستنشر في كتاب قريباً بإذن الله. ،، ما رؤيتك للمشهد الشعري المعاصر بالإمارات؟ - الإمارات بيئة تشجع على التأليف والنشر على الرغم من أنها نشأت كدولة وحدوية ناجحة منذ 45 عاماً فقط. وقد ترجمت مختارات من قصائد نحو 60 شاعراً وشاعرة من الإمارات ووجدت في بعض هؤلاء موهبة حقيقية. الإمارات بشكل عام تفتقر إلى نقد صارم أو عميق. وتقبل النقد الصادق ليس سهلاً وهذا مما أخر تطور بعض الموهوبين. لقد استفدت كثيراً في مرحلة الصبا من نقد والدي الذي لم يكن مجاملاً أبداً وإن كان يشجعني عندما يرى ومضات إبداع حقيقي. كان همه أن يبين لي المواضع التي يمكن أن تكون أجمل وأفضل وعلى الرغم من أن ذلك كان أحياناً مؤلماً إلا أنه ساعدني كثيراً على التحسن والتطور، وعدم التحسس الزائد عن الحد من النقد البناء. ،، برأيك، لِمَ يطغى حضور الشعر النبطي على الفصيح بالإمارات؟ - لا أظنه يطغى الآن، ولكن لكل نوع من الشعر من يحبه ويفضله ولكل نوع جمهوره وبعض الشعراء يجيد الشكلين الفصيح والنبطي. وأظن أنه مع انتشار التعليم والثقافة سيكبر جمهور الأدب الفصيح. بين الهندسة والأدب ،، عملك في مجال الهندسة والإدارة، هل كان خصماً من تجربتك كشاعر وأديب، أم إضافة؟ - الهندسة والإدارة مجالان كنت أحبهما إلى جانب الشعر والإبداع، فقد أجريت فحصاً سيكومترياً ووجدت أنني أستعمل الجانب الأيمن من الدماغ الخاص بالخيال والإبداع بالضبط 50 % وأستعمل الجانب الأيسر الخاص بالحسابات والتحليلات أيضاً 50 % وهي نسبة نادرة جداً؛ وهذا جعل لدي توازناً نفسياً بين العلم والفن كطائر يطير بجناحين. وأظنني استفدت من عملى في الهندسة والإدارة فقد حررني ذلك مادياً؛ لأن دخل الأديب والشاعر أقل في العادة بكثير من دخل الإداري والمهندس، وقد عملت في وظائف رئيسة مثل مدير الدائرة الهندسية بميناء جبل علي أكبر ميناء من صنع الإنسان في العالم ومنطقة جبل علي الحرة وهي أكبر منطقة حرة في الشرق الأوسط وأسهمت في تخطيطها ثم عملت كأول مدير عام لمدينة محمد بن راشد للتقنية. ثانياً، فإن كل شيء يتعلمه الإنسان يثري ثقافته وفهمه للعالم ودراستي لأكثر من فرع في الهندسة والعلوم الإدارية والصناعة والاقتصاد أضافت كثيراً جداً إلى ثقافتي في الحياة، ما أفادني في مجال الإبداع كما أن اهتمامي بالشعر والأدب أثرى كثيراً عملي خصوصاً في الإدارة. يمكن أيضاً أن نضيف على سبيل التندر أننا في الهندسة نبني البيوت وفي الشعر نبني الأبيات. المهم ألا يسمح الشاعر لدراساته العلمية أن تكبح وتحد من خياله أي يكون مدركاً للجانبين في تكوينه. ،، في نظرك، ما سبب اتساع الهوة بين الأدب والنقد التي يعاني منها المنجز الأدبي العربي؟ - لا شك أن أحد الأسباب هو كثرة ما ينشر من إبداع أدبي بينما عدد النقاد قليل ومعظمهم اليوم من الأكاديميين. كما أن هناك النقاد الصحفيين الذين يعاني نقدهم من السطحية في كثير من الأحوال وأحياناً من المجاملة. النقد الفني - وأحياناً الانطباعي - الذي عرفناه في النصف الأول من القرن العشرين في كتابات طه حسين والعقاد والرافعي وزكي مبارك وميخائيل نعيمة ومحمد مندور وأنور المعداوي وأمثالهم كان نقداً ممتعاً وإن كان لا يخلو من معارك أدبية مزعجة. مثل ذلك النقد كان يثري حركة الإبداع ولكنه اليوم شبه معدوم مع الأسف. ،، متى يصل الشاعر لمرحلة الرضا عن منجزه؟ وهل وصلت إليها؟ - من الصعب أن يصل الشاعر إلى الرضا عن منجزه بشكل عام وإن كان قد يرضى كلياً أو جزئياً عن بعض قصائده التي تشكل نسبة صغيرة أو محدودة من شعره. رثاء زوجتي ،، الزوجة: من هي شريكة حياة شهاب غانم وكيف كان الارتباط، وهل هي من الوسط الأدبي؟ زوجتي - رحمها الله - توفيت قبل عام وتركتني لأشجاني وهي ابنة خالي الشاعر علي لقمان ولم تكن شاعرة أو أديبة ولكنها كانت تمارس بعض الرسم بالآكريليك. وكانت تهتم بالبيت فتوفر لي الوقت لأعمل على كتبي. وقد قلت فيها كثيراً من الشعر ومن المراثي التي قلتها فيها من قصيدة طويلة حزينة: يا ابنة الشعر كنت منبع شعري كل تلك السنين فيك انسابا نصف قرن عشنا معاً كم شربنا فيه شهدا وبعض حين صابا كان شعري حباً وعشقاً ووجدأً واشتياقاً وكان شعري عتابا نحو خمسين من قصائد شعري في «معاني الهوى» تضم العُجابا أين مني أمثال «قيس» و«روميو» حبهم كان بالقياس ضبابا نحن ذقنا الهوى الحقيقي يوماً وعرفنا الرباط والإنجابا كان «وجدٌ» ما بيننا و«وئامٌ» وهوانا «الوضاح» كان مَلابا كنت أرجو تبقين بعد رحيلي تنشدين الأبيات فيك العِذابا وتقولين كان صباً رقيقا وأباً ماجداً.. وكان شهابا ،، أبناء شهاب غانم، هل لأحدهم ميول أدبية؟ - أبنائي ليس لهم ميول أدبية وكلهم وئام ووضاح ووجد يحملون الماجستير في الإدارة؛ ووضاح يحمل أيضا الدكتوراه. أما ابنتي وئام فكانت رسامة جيدة بالألوان المائية ولكنها توقفت من سنوات وكانت تنشر مقالاً شهرياً في علم الإدارة في مجلة بنت الخليج واشتركت معي في ترجمة بعض القصص الإماراتية إلى الإنجليزية والكتاب تحت الطبع. أما ابني د.وضاح فقد نشر بالاشتراك مع أحد البروفيسورات الأجانب ثلاثة كتب علمية بالإنجليزية في بريطانيا وأمريكا، كما نشر معي كتاباً عن سورة الفاتحة بالإنجليزية وهو من أهم كتبي على الإطلاق. مشاريع قريبة ،، ما أهم مشاريعك الكتابية القادمة؟ - لدي حالياً أربعة كتب تحت الطبع وهي: - ترجمات لقصائد من الشرق والغرب. - ترجمات لقصص من الإمارات إلى الإنجليزية. - كتاب باللغة الإنجليزية يحوي قصائد لكل الشعراء الذين شاركوا في مهرجانات «القلب الشاعري» الخمسة الماضية وهم 44 شاعراً، كتبت في الأصل في 12 لغة. ومهرجان القلب الشاعري من أجمل مهرجانات الشعر في العالم تهدف إلى نشر ثقافة السلام والوئام وحماية البيئة، إلخ وكنت أحد المؤسسين الثلاثة له، وأنا المستشار للمهرجان وسيطلق الكتاب بإذن الله في المهرجان السادس في الرابع من فبراير المقبل. وكنت قد نشرت كتاباً مشابهاً هذا العام ولكن باللغة العربية. - وأخيراً كتاب «شهاب غانم في بستان طاغور» في مجلدين ويحوي الدراسات النقدية التي كتبها نحو خمسين ناقداً حول شعري عبر العقود الماضية، وقد شاركني في إعداده شاعران من الإمارات هما عبد الله السبب ود.عبدالحكيم الزبيدي. وكانت قد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في مجلد واحد قبل عامين.