طالبت إحدى الكاتبات بتطهير -هكذا!- السعودية من الكيان الموازي الذي تصفه بليبرالي صفوي لا ديني، ورأت أن ذلك واجب الوقت وجزء من مرحلة الإعداد، إعداد ماذا؟ ولمن؟ لا أدري! وصل بعض الكتّاب العرب مؤخراً لقناعة بأن مشاكل بلدانهم لن تُحل إلا عندما يحلّوا هم –الكتّاب- مشاكل الداخل السعودي، وهي فكرة مستنسخة من (تنظيم القاعدة) الذي يفجّر في الرياض بنيّة تحرير بيت المقدس. آخر هذه النماذج كاتبة عربية لم تبقِ في قاموس شتائمها مفردةٍ دون حدود الأدب إلا رمت بها المملكة حكومة وشعباً، ثم فجأة (تحجّبت) واكتشفت أن السعودية هي مركز العالم الإسلامي وهي أمل الأمة (الأمة: المُصطلح الذي يُرسّخ بصفته يأتي قبل الوطن)، هذه (الزميلة جداً) طالبت بتطهير -(هكذا!)- السعودية من الكيان الموازي الذي تصفه بليبرالي صفوي لا ديني، ورأت أن ذلك واجب الوقت وجزء من مرحلة الإعداد، إعداد ماذا؟ ولمن؟ لا أدري! هذه الزميلة تقيم في دولة عربية بعض مكوناتها ينتسبون (علانية) للتيارات التي تطلب تطهيرها في السعودية، وهذا –إذا أحسنّا الظن- هو منطق تنظيم القاعدة، فهي تصنّف السعوديين وتطالب (بتطهير) السعودية منهم كي يتسنى لها بعد ذلك أن تنتقد الصفويين والليبراليين في بلدها وتطالب بتطهيرهم، ولم يكن المُلفت هو كلامها فقد اعتدنا من بعض الكتّاب العرب المواقف المتقلبة حسب بورصة (الاستكذاب) في إعلامنا، وليس المُلفت أيضاً إصرار بعضنا على صناعة (باري عطوان) في كل عام، لكن المُلفت هو استماتة بعض الكتّاب والحقوقيين السعوديين في الدفاع عنها، فيما هي أصلاً لم ترَ ما يستحق الدفاع عنه، فأوردت إحصائية بأن %98 من السعوديين متدينون والبقية.... (شتيمة)، أي أن نسبة 2 % فقط من السعوديين هم من تطالب بتصفيتهم أو تطهيرهم حسب قولها، واللعب على وتر عاطفة التدين هو المدخل الذي يستغله ببجاحة من يريد دق إسفين الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد من خلال تقسيمهم أولاً، ثم الإيحاء لهم بأنه يحبهم لرابط الدين فقط، لذا من واجبه أن يقف معهم ضد أبناء بلدهم لأنهم ضد الدين، ولهم يرى -أو ترى- أنها من حقها عليهم أن (يطهروا) بلادهم ممن تصنفهم بغير المتدينين، سيمّا وأن لديها معلومات خطيرة تفيد بأن %2 من السعوديين يتربصون ببلادهم، أي إنها تقول: أيها السعوديون اقتلوا 2 % من أهلكم كي نرضى عنكم ونقول إنكم قادة الأمة! طيب اغضبي أيتها الثائرة -أثابك المولى- لكن ابدئي بنفسك ومن حولك أولاً، فالأقربون أولى بالمعروف (والتطهير)، أما نحن فأعلم ببلدنا وأسوده المرابطين على الثغور في وجه من تدّعين أنهم من مكونات المجتمع السعودي، أما الخونة فنثق في رجال أمننا ولا نحتاج من يصنّف لنا مجتمعنا، فخبراتنا في مجال محاربة الإرهاب تستفيد منها دول متقدمة، وأثق بأن وعي مجتمعنا سيجعلك من تعودين لما قبل مرحلة الحجاب، حيث لغتك الشاتمة الشامتة التي نُعرض عنها عندما تعودين إليها!