الشارقة: أحمد راغب مربية فاضلة تعمل في سلك التعليم منذ ثلاثين عاماً، سخّرت وقتها وجهدها لتربية طلابها وتزويدهم بالعلم والمعرفة.. لم تتوقع يوماً أن يتم الاعتداء عليها من قبل شبان آسيويين يُعتبرون جيراناً لها، فهم لم يحترموا حسن الجوار، ولا العمر الكبير للمعلمة، التي كرّست وقتها للعلم والتربية، فكان ما تعرضت له عملاً يخلو من الأخلاق ومن التربية والأدب. وقفت المعلمة أمام الهيئة القضائية وقد غلبتها الدموع، لتقص قصتها مع الأذى الذي تعرضت له من شبان أساؤوا الأدب واعتدوا عليها بالضرب نتيجة انزعاجهم منها، على حد تعبيرهم، وذلك بعد أن أبلغت الشرطة بتصرفاتهم السيئة تجاهها، ولم يرق لهم ذلك فخططوا للاعتداء عليها بالضرب، مستغلين وجودها في المنزل لوحدها. الشبان الآسيويون المتهمون في قضية الاعتداء يعملون سائقي حافلات، وبعد انتهاء عملهم لا يروق لهم ركن حافلاتهم إلا أمام منزل المعلمة، ضاربين عرض الحائط بكل آداب احترام الجار وراحته، فكانوا يكررون فعلتهم كل يوم، وهو ما سبب انزعاجاً للمجني عليها؛ لأن الحافلات تعيق خروجها بمركبتها من المنزل. توجهت المعلمة ذات يوم إلى الشبان عندما كانوا يقومون بركن حافلاتهم، وطلبت منهم التوقف عن مضايقتها واحترام حقوقها، حينها وافقوا على ذلك ووعدوها بعدم تكرار هذا الفعل؛ إلا أنهم لم يلتزموا بذلك وظلوا يكررون أفعالهم، ولم يهتموا بإلحاح المعلمة التي كانت تطلب منهم التوقف عن مضايقتها بشكل مستمر. سئمت المجني عليها أفعال جيرانها الشبان، وعقدت نيتها على التوجه إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بحقهم لإيقافهم بقوة القانون بعد أن فشلت كل الأساليب الأخرى. وعليه أمرتهم الشرطة بعدم ركن حافلاتهم أمام منزل المعلمة المشتكية وعدم إزعاجها. ونتيجة الإبلاغ عنهم، قرر المتهمون الانتقام منها، فحملوا عصياً خشبية وتوجهوا إلى منزلها وطرقوا الباب، وعندما فتحت انهالوا عليها ضرباً، حينها كان ابنها الذي يعمل بدبي في زيارة لها، وعلى الرغم من محاولته ردعهم ضربوه هو الآخر، ولاذوا بالفرار. توجه الشاب بوالدته إلى المستشفى لتقديم العلاج اللازم لها، ثم توجه إلى مركز الشرطة وأبلغ عن الحادثة، كما أثبت التقرير الطبي أنها تعرضت لمشكلة في أذنها اليسرى نتيجة الضرب، حيث تركزت ضرباتهم على الرأس والكتف، وعندما مثل المتهمون والمجني عليها أمام الهيئة القضائية لمحكمة جنح الشارقة لسماع أقوالهم، أحضر المتهمون شهوداً معهم، وبسؤالهم قالوا إنهم شاهدوا جزءاً من الحادثة، حيث شاهدوا ابن المجني عليها يمسك أحد المتهمين من يده ويدفعه، فيما لم يشاهدوا أية أحداث أخرى. حينها طالب المحامي بإنزال أقصى العقوبات بحقهم، استناداً إلى التقرير الطبي وتضارب أقوال المتهمين. المعلمة بعد الاعتداء عليها تعيش وحدها، بعد أن تزوجت ابنتها وسافرت مع زوجها إلى الخارج، واقتضت ظروف العمل أن يسكن ابنها في دبي بالقرب من مكان عمله.