الزواج والعنصرية عواطف الغامدي - الرياض أجــل نـحـن الحـجـاز ونـحـن نـجــد هــنا مــجـد لــنـا وهــنـاك مــجــد رحم الله د/ غازي القصيبي في هذه الأسطورة حين طوى اقطار المملكة في منظومة رائعة مثلت الجسد الواحد بخلاف مناسبة القصيدة، وها انا ذا بصدد نزعة عصبية لا زالت تجري في عروق البعض عنصرية خرقت كل القيم والمبادئ هذا أصل وذاك فرع، بدوي كان أو حضري قبلي وغير قبلي انه التعصب القبلي. شرط الزواج من القبيلة يعد عجز واعاقه تامة في التطور الفكري بل أدمت القلوب واوجدت التناحر عنصرية اثمرت العنوسة وسببا في تراجع المجتمع وأقرب للتخلف تحت وطأة العادات والتقاليد هدم ودمار بيوت بحجة عدم تكافؤ النسب امر عضال إذا سلمنا واستسلمنا. فلا بد لنا من كسر الأعراف التي تنافي الإسلام وتنمي الفكر الجاهلي، والحقيقة الراسخة اليوم يجاهر البعض بأنها عنصرية ويحاربها ولكنه يبقى اسير المبادئ خوفا من الثورة عليه، والمشكلة تكمن بثقافة فئة كبيره من الناس وصارت تتمحور حول رؤية المجتمع وردة فعله. وبتطور المجتمعات وما يطرأ عليها من تغيير بسبب او بدون إشكالية فما كان حرام بالأمس اليوم حلال وما كان محظور اليوم مباح فرضتها المدنية قد تكون فطرة والانسان مجبول على التغير وان كان في الأصل الفطرة تتغير للأفضل. ولكن يظل هناك خلط بالأمور ففي القول المأثور تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس نص أهل العلم على أنه حديث غير صحيح وأن كان متداول وليس بمعتمد ولكن بالمعنى الإجمالي لا بأس به، وبين وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وقول درء المفاسد مقدم على جلب المصالح تناقض عجيب. ومن البديهي تغيير مبادي المجتمع إذا طبقت الشريعة بحذافيرها واستبدلنا ثقافة العيب والعادات والتقاليد وبث القيم الاصيلة والتصحيح بحجة التطور والحداثة واستنادا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض ونشر ثقافة الوعي والمعني بها هنا وزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى فلولا الله ثم التربية والتعليم ومناهجها المبنية على أسس شرعية ما ترفع سكان الجزيرة العربية من وحل الظلام والجهل بأمور الدين المتوارثة . وبوضع منهجا واضحا ومعتمدا مبنيا على دراسة وأسس علمية للقضاء على تلك الظاهرة وتلك النعرات والانتماء القبلي الهزلي والذي نهى عنه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بقوله دعوها فإنها نتنة حتى باتت مشكلة معاصره توجب الحل الجذري العاجل. الى جانب رفع مستوى الوعي الاجتماعي والشرعي لهذا الجانب فهناك قضية الاختلاط الضروري الموجب للعمل وفق قوانين والسفر للخارج للتعليم والطبيبة وموظفة البنك فتجد العزوف بكثرة والمدهش في الأمر نطلب الطبيبة للكشف على محارمنا وتصنيف البشر إلى فئات ممقوتة ويسهم في ارتفاع معدل العنوسة وعزوف الشباب. والصحابي الجليل سلمان الفارسي يقول ((أبى الإسلام لا أبا لي سواه إن افتخروا بقيس أو تميم)) أيها السادة اخلعوا الأقنعة لا للتعصب القبلي يجب أن نرتقي لنلامس كبد الحقيقة فلا بد من تكاتف جهود المجتمع والمدرسة والمسجد لإزالة تلك النعرات. وقفة تأمل يقال إن العنصرية والوحدة الوطنية لا تلتقيان فكيف نطالب بتكامل المجتمع ان لم نوحد كلمتنا ونستشعر بأسمى معاني الوطن والوطنية.