×
محافظة المدينة المنورة

الأرصاد تحذر .. الغبار يضرب 6 مناطق

صورة الخبر

ولفت معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الانتباه إلى أن القمةُ الإسلاميةُ دعت الدولَ الأعضاءَ إلى مواجهةِ التصاعدِ في المشاعرِ المعاديةِ للمسلمين، التي زادتْ في الآونةِ الأخيرة من خلالِ حدّةِ التنميطِ السلبي والتعميمِ المفرطِ بشأنِ المسلمين، كما شجعت القمةُ الدولَ الأعضاءَ على اتخاذِ التدابيرِ اللازمةِ للتصدّي لظاهرةِ الإسلاموفوبيا من خلالِ الحوارِ مع المجتمعِ الدولي على المستويين الثنائي ومتعدّدِ الأطراف والمشاركةِ مع الغربِ من أجل بناءِ عزيمةٍ والتزامٍ سياسيين لتحقيقِ المصالحةِ بين أتباعِ الأديانِ والثقافاتِ والحضارات، وتعزيزِ دورِ القادةِ الدينيين وقادةِ المجتمعِ في الحدّ من نزعاتِ التطرفِ والإسلاموفوبيا عبرَ تعزيزِ قيمِ التسامحِ والوسطيةِ والتعايشِ السلمي. وأوضح أنَّ ظاهرةَ الإسلاموفوبيا أصبحتْ للأسفِ الشديدِ تمثّلُ شكلاً من أشكالِ التفرقةِ والعنصريةِ والتمييز، وباتَ من المُلاحَظِ تنامي الخطابِ السياسي في بعضِ الدولِ الغربيةِ الذي يستهدفُ المسلمين والدينَ الإسلاميَ ورموزَه، لاسيما في أثناءِ الحملاتِ الانتخابية، سعياً من أصحابِ هذا الخطابِ لتحقيقِ مكاسبَ سياسية، حتى أضحى المسلمُ، في بعضِ هذه الدولِ، عُرضةً للاتهامِ والمساءلة، وعليه إثباتُ براءتِه في كلّ يومٍ وفي كلّ موقفٍ من مواقفِ حياتِه، الأمرُ الذي أسهمَ في تفاقمِ ظاهرةِ الإسلاموفوبيا في العالم الغربي. وزاد يقول تأكيداً لهذا المنحى، فإنَّ التقريرَ التاسعَ لمرصدِ الإسلاموفوبيا التابعِ للمنظمة الذي صدر في أكتوبر 2016 قد أشار إلى أنَّ ظاهرةَ الإسلاموفوبيا لا تزالُ مستفحلةً بقوة، وأن تجلياتِها في ازديادٍ بسببِ الحملاتِ الإعلاميةِ المركّزةِ والخطاباتِ الجماهيريةِ التي تُظهر تخوفاً من الإسلام، وقد نتجَ عن ذلك حوادثُ عديدةٌ تستهدفُ المسلمين، ومساجدَهم، حتى ملبسُهم بات عُرضةً للنقد والاستهجان. وأضاف الدكتور العثيمين أن التقريرُ أفاد بأن استمرارَ استهدافِ المسلمين يغذّي ظاهرةَ الإسلاموفوبيا في أوروبا وغيرِها من المناطق ويدفعُ المجتمعاتِ الأوروبيةَ نحو سلوكِ الضجرِ تجاه الأقلياتِ المسلمة التي تعيشُ بينها، ناهيك عن تزايدِ مشاعرِ العداءِ والعنصريةِ ضد المسلمين في دولِ تلك القارة، التي لم يسلم حتى اللاجئين منهم، الذين فرّوا من ويلاتِ الحروبِ بحثاً عن الأمان، من صدّ الأبوابِ في وجوهِهم بسببِ دينِهم. وأبان أنه في إطار سعي المنظمةِ من أجلِ الإسهامِ في الحدّ من ظاهرةِ الإسلاموفوبيا الخطيرةِ والمتفشية ومعالجةِ تداعياتِها فقد تمّ إعدادُ استراتيجيةٍ إعلاميةٍ للتصدّي لهذهِ الظاهرة ووُضِعت آلياتٌ وبرامجُ لتنفيذِها بمساعدة المؤسسات المعنية التابعة للمنظمة، وهي اليوم بين أيديكم لتبنّيها ضمن القراراتِ المعروضة على هذه الدورة. وأشا­­­­­­­ر إلى أنّهُ جرى خلال الدورةِ الثالثةٍ والأربعين لمجلسِ وزراءِ خارجيةِ المنظمة في طشقند، انعقادُ الاجتماعِ الأول لفريقِ اتصالِ المنظمةِ المعني بمسلمي أوروبا، الذي شدّدَ على ضرورةِ تفعيلِ الاستراتيجيةِ الإعلاميةِ للتصدّي للإسلاموفوبيا من ضمنِ آلياتِ وخطواتِ تفعيلِ عملِ فريقِ الاتصال. وبين معاليه أن الأمانةَ العامةَ قد أعدّت استراتيجيةً إعلاميةً أطّرت الآلياتِ الملائمةَ من أجلِ عملٍ إعلامي فاعلٍ ومنسَقٍ ستضطلعُ به المنظومةُ الإعلاميةُ للمنظمةِ والمؤسساتِ التابعةِ لها، لافتا إلى أنَّ هذهِ الاستراتيجيةَ ستسهمُ في تركِ أثرٍ محسوس في وعي شعوب الدول الأعضاء والمجتمعات المسلمة حول رسالة المنظمة وأهدافها وما تقوم به من جهود ومشاريع ومبادرات ستؤثر في حياة هذه المجتمعات نحو الأفضل سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، كما ستسهم في الدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة وما يتعرضون له من اضطهاد وقتل وتشريد مثل ما يحصل الآن في ميانمار، أو ما يعانيه إخوتنا المسلمون في كشمير. وقال معالي الدكتور العثيمين إنَّ هذهِ الدورةَ قد طرحتْ عدداً من مشاريعِ القراراتِ الأخرى التي من شأنِها الإسهامُ في تطويرِ العملِ الإعلامي الإسلامي المشترك، وتعزيزِ التنسيقِ في الشأنِ الإعلامي في إطارِ منظمة التعاون الإسلامي تتمثلُ في التأكيدِ على دورِ الإعلامِ في الدولِ الأعضاء في مساندةِ قضيةِ فلسطين والقدس الشريف؛ والبرنامجِ الإعلاميِ الخاصّ بالقارةِ الإفريقية، والقرارِ بشأنِ إطلاقِ القناةِ الفضائيةِ للمنظمة التي نتمنى أن تبدأَ في البثِّ قريباً لتصبحَ إحدى الوسائلِ الرئيسية لتوصيلِ رسالةِ التضامنِ والتعاونِ بين الدول الأعضاء، ونبذِ التفرقةِ ونشرِ رسالةِ الإسلامِ الصحيحة. وأضاف أنه انطلاقاً من الوعيِ بأهميةِ إشراكِ المرأةِ في الخططِ والمشاريعِ الإعلاميةِ وريادةِ تنفيذِها، قدمت المنظمةُ في هذهِ الدورةِ مشروعَ قرارٍ لتمكينِ المرأةِ في وسائلِ الإعلامِ ومن خلالِها، وسنعملُ على تكثيفِ التعاونِ بين مؤسساتِ المنظمة، وبالتنسيقِ مع الدولِ الأعضاء، من أجلِ إبرازِ دورِ المرأةِ والأسرةِ عامةً في تنميةِ المجتمعِ ومناهضةِ نزعاتِ التطرف. وطالب الإعلام بمواجهة ما أبرزناه من تحدياتٍ وقضايا بأسلوبٍ احترافي ومستمر، وأن يقدِّمَ خطاباً واعياً معاصراً وجاذباً ومهنياً بعيداً عن الإثارةِ لمجردِ شدِّ الانتباه وكسبِ السبقِ الإعلامي، وبعيداً عن الاسفافِ والتحريض، وبعيداً عن إثارةِ الفتنِ والضغائن، خاصة في مجابهةِ ظاهرتي الكراهية والإسلاموفوبيا ومجابهةِ خطابِ التطرُّفِ والغلوّ. وتمنى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في ختام كلمته أن تُسهم قرارات المؤتمر في تطويرِ العملِ الإعلامي المشترك بما يعودُ بالفائدةِ على المنظمة، وعلى جميعِ الدول الأعضاء خدمةً لقضايا الأمة الإسلامية، ودفاعاً عن مصالحِها. عقب ذلك بدأت جلسات المؤتمر المغلقة. // انتهى // 14:53ت م spa.gov.sa/1572587