الزعيم الروحي للشيعة عيسى قاسم الزعيم الروحي للشيعة عيسى قاسم يعتبر أكبر الآباء الروحيين للإسلام السياسي في مملكة البحرين ومرشد جمعية الوفاق المعارضة التي صدر حكم قضائي بتعليق نشاطها. العرب [نُشرفي2016/12/21] عيسى قاسم يتبنى ولاية الفقيه ويعتبر وكيل المرشد الإيراني في البحرين المنامة- اشتبكت قوات الأمن في البحرين مع أنصار للزعيم الروحي للشيعة في البلاد آية الله عيسى قاسم قرب منزله الأربعاء. وأظهرت لقطات فيديو على الإنترنت أكثر من عشر سيارات للشرطة وسيارات مدرعة فيما يبدو في قرية الدراز حيث يعيش قاسم. ويعتبر قاسم أكبر الآباء الروحيين للإسلام السياسي الشيعي في مملكة البحرين ومرشد جمعية الوفاق المعارضة التي صدر حكم قضائي بتعليق نشاطها هذا الصيف. وسبق ذلك أيضا رفع محكمة الاستئناف لعقوبة السجن لأمين عام الجمعية علي سلمان المدان بالتحريض الطائفي والسعي لقلب النظام. وأشارت وزارة الداخلية في البحرين إلى الواقعة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر. وقالت الوزارة "في إطار جهود حفظ الأمن وإنفاذ القانون تم صباح اليوم تنفيذ أوامر قضائية بالقبض على مطلوبين ببعض القرى وتفتيش مساكنهم". وجرت محاكمة قاسم في يونيو لاتهامات بغسل الأموال ويواجه الطرد من البحرين بعدما سحبت السلطات الجنسية منه في مايو بتهمة إثارة العنف ووجود صلات تربطه بقوى خارجية في إشارة واضحة لإيران. وتستضيف المملكة الخليجية الأسطول الخامس الأميركي وتوجه أصابع الاتهام في الاضطرابات إلى إيران وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية. وقاسم البالغ من العمر تسعة وسبعين عاما يعتبر ممثل التيار الولائي “ولاية الفقيه” للمذهب الشيعي في البحرين، وقد تم تجنيسه في ستينات القرن الماضي. وكان قد انضم إلى حزب الدعوة الشيعي العراقي أثناء فترة دراسته في النجف، ثم عاد إلى البحرين ليؤسس مجموعة “أحرار البحرين”. وفي عام 1973 دخل قاسم المجلس التشريعي، ثم أصبح عضوا بمجلس النواب، وأسس جمعية التوعية الإسلامية التي أصبح أول رئيس لها، لكن الجمعية أغلقت في عام 1984، بعد أن تم اكتشاف أنها فرع لحزب الدعوة العراقي في البحرين. وفي ذات العام تمت محاكمة مجلس إدارتها وصدرت ضد أعضائه أحكام بالسجن تراوحت بين 5 و7 سنوات، فيما غادر عيسى قاسم إلى طهران خوفا من القبض عليه. وظل في إيران طيلة فترة التسعينات، حيث نشط هناك وأصدر العديد من البيانات ضد السلطة في البحرين. وفي سنة 2001 صدر عفو ملكي عليه وعاد إلى البحرين حيث ظلّ يرأس ما يعرف بـ”المجلس العلمائي” حتّى تمّ حله بحكم قضائي صدر في يناير 2014 وأيدته محكمة الاستئناف في يونيو من نفس العام مبررة قرارها بأن “المجلس يمارس نشاطا سياسيا مؤسسيا بمنأى عن أي رقابة قانونية وانحرف في ممارسة هذا النشاط إلى حد التحريض على العنف بما قد يؤدي إلى إحداث فتنة طائفية في البلاد”. ويتبع عيسى قاسم الخط الأصولي في المذهب الشيعي، والذي يتبنى ولاية الفقيه ويعتبر وكيل علي خامنئي في البحرين، حيث يتولى جمع زكاة الخمس لأتباع الولي الفقيه إلى جانب استلامه لأخماس عدد من المرجعيات تم توكيله عنها. وأوحت سلسلة من الإجراءات القانونية والقضائية اتخذتها السلطات البحرينية مؤخرا، وبشكل متتابع، ضدّ جهات متهمة بتهديد استقرار المملكة وبموالاة إيران والعمل لمصلحتها، بوجود قرار نهائي بالحسم ضدّ تلك الجهات، بعد سنوات شهدت البحرين خلالها ولفترات متقطعة اضطرابات بالشـوارع تخلّلتها استهدافات محدودة لرجال الشرطـة ومحاولات لتهريب أسلحة وتشكيل جماعات مسلّحة. كما شهدت المملكة بالتـوازي مع ذلك انقطاعا للحوار السياسي مع المعارضة الشيعية ممثلة خصوصا بجمعية الوفاق، التي تشدّدت في مطالبها وقاطعت الانتخابات وراهنت على الشارع وتحوّلت إلى الدعوة إلى قلب النظام، الأمر الذي كلّف زعيمهـا علي سلمان عقـوبة السجـن.