يبدو أن حالات الإصابة بمرض الزهايمر تمر على أصحابها دون تشخيص فعلي واقعي من الناحية الطبية. وحتى في الولايات المتحدة المتقدمة طبياً لا يُعطى هذا المرض الخطير حقه من التشخيص الطبي، إذ تمر على المريض سنوات دون رعاية خاصة بحجة أنها مجرد أمراض ناتجة عن الشيخوخة. وعندما يموت أحد هؤلاء المغفول عن حالاتهم، فغالباً ما يُرجع سبب الموت إلى (التهاب رئوي حاد) في حين تشير عدة دراسات إلى أن سبب حدوث هذا الالتهاب هو أن الإصابة المتقدمة بالزهايمر تفقد الجسم قدرته حتى على التحكم في عضلات الحنجرة التي تحول دون دخول الطعام إلى مجرى الهواء، فيحدث الالتهاب ومن ثم الوفاة. وتمخضت دراسة أمريكية استمرت عدة سنوات عن أن عدد حالات الوفاة بسبب هذا المرض يقترب من نصف مليون شخص سنوياً، وليس 85 ألفاً فقط حسب المصادر الحكومية الرسمية. وفي الدراسة تتبع الباحثون حالات 2500 شخص مسن وافقوا على التبرع بأدمغتهم بعد وفاتهم لخدمة أغراض البحث. وبتشريح أدمغة هؤلاء تمكن الباحثون من تحديد نسبة المصابين فعلاً بمرض الزهايمر، وأحصوا من خلال ذلك نسبة المتوفين الأمريكيين المصابين بالمرض، وكثير من هؤلاء أرجعت أسباب وفاتهم إلى أمراض أو حالات أخرى غير الزهايمر. ومن المؤلم أن المصاب بالزهايمر عرضة للموت أسرع من غيره خاصة إذا لم يتم تشخيص حالته مبكراً ثم منحه الرعاية الصحية اللازمة التي تخفف من تسريع خطى المرض عبر تدميره للخلايا الحية العاملة في الدماغ. ولست أدري عن مدى استعداد وزارة الصحة في بلادنا الغالية لإنشاء مراكز أو عيادات فحص مبكر لهذا المرض الخبيث الذي يُعد القاتل الثالث في الولايات المتحدة بعد أمراض القلب والسرطان. الأمل كبير أن لا نتأخر كثيراً كما هو حال المصابين بحالات التوحد مثلاً، أو المرضى النفسيين أو المصابين بأمراض الكلى. أما الأمل الأكبر أن تحث وزارة الصحة القطاع الخاص على تبني مبادرة من هذا القبيل مع دعمه بكل وسيلة متاحة (مشفوعة طبعاً بمراقبة ومتابعة)، فالحاجة تزداد إلحاحاً، خاصة وأن معدلات العمر ولله الحمد في ازدياد، فعسى أن تكون في وعي وثبات. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain