على الرغم من ان الغالبية العظمى من السعوديين هم من الشباب بنسبة (65% اقل من 35 سنة) منهم حوالي 4 ملايين نسمة في الفئة العمرية (15 ـ 24 سنة) فان اتحادات الألعاب الفردية تعاني من ندرة اللاعبين وتباين مستوياتهم بشكل كبير بالبطولات المحلية ما انعكس سلباً على مستوى المواسم الرياضية المحلية وتوليد واكتشاف المواهب الذهبية القادرة على تحقيق البطولات الدولية. ومما يؤسف له أنه في حين تتطلع الاتحادات لمواسم قوية ومواهب ذهبية وتخطط لذلك يشتكي الشباب السعودي من ضعف منظومة مؤسسات تقديم الخدمات الرياضية من ملاعب ومعلمين ومدربين ومناهج تدريب وفق المعايير الدولية ما يجعلها غير قادرة على استيعابهم وتنميتهم رياضياً ورعايتهم صحياً وتربويــاً وأمنيــاً ونفسياً واجتماعياً واقتصــــادياً وبالتالـي غير قادرة أيضاً على اكتشاف الموهوبين رياضياً منهم والدفع بهم للبطولات المحلية والدولية ومنصات التتويج. ومما يدعو للمزيد من الأسف إن لم يكن الأسى أننا لو تركنا الأثر المترتب على ضعف منظومة انتاج الخدمات الرياضية على الاتحادات التي تتطلع لتحقيق البطولات وبحثنا في الأثر السلبي لمعاناة الشباب من ندرة المرافق الرياضية لبقية الألعاب غير كرة القدم على التنمية الشبابية في كافة مجالاتها لأدركنا حجم المشكلة حيث يحرم أطفالنا وشبابنا من فوائد الرياضة التربوية التي أكدت عليها منظمة اليونسكو وتعمل على اقناع الحكومات لتحقيقها وتعزيز المعرفة العامة بالرياضة كوسيلة تطوير تربوية للمهارات والقيم التي تأتي من خلال ممارسة الرياضة كالثقة بالنفس وروح الجماعة والتواصل والاندماج والانضباط واحترام الآخرين والذات والريادة والثقة بالنفس إضافة للمكاسب النفسية كتقليل الكآبة وتحسين التركيز حيث تطور الرياضة من قدرات الطفل على التعلم وتعمل على توسيع مداركه وتركيزه. الرياضية وفي سبيل تشريح حال واقع المنظومة الرياضية في السعودية وأسباب ضعفها وعدم تكاملها وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على المجالات التربوية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنفسية والأمنية أجرت هذا الاستطلاع مشاركة منها في رفع درجة الوعي لدى المسئولين المعنيين بضرورة تطويرها وتمكين الشباب من ممارسة كافة الألعاب كحق من حقوقهم تتكفل الدولة بالقيام به من خلال أجهزتها المعنية ومن خلال تحفيز القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة في تحقيق ذلك أيضاً. ضعف الهرم قال رئيس اتحاد السباحة الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله إن معظم الألعاب الفردية بل وحتى الجماعية غير كرة القدم تعاني من ضعف كبير بالاهتمام بها على كافة المستويات حيث ينصب التركيز على كرة القدم من قبل الأندية الرياضية والجماهير والإعلام وهو أمر يجب الإسراع في معالجته بشكل شامل وبحلول تنطلق من قواعد الهرم الرياضي الذي تشكل المدارس فيه القاعدة الأكبر والاعرض لاحتضانها أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة وأكثر من نصف مليون معلم علـــى أن تكون المعالجة في إطار اســـتراتيجية تنموية تستهدف تنميـة الأطفــال والشباب بتوظيف الريــاضة كعنصـر رئيسي من عناصر تنميتهم صحياً وتربوياً وتعليمياً ونفسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً كما هو معمول به بالدول المتقدمة التي تحقق نتائج باهرة في كافة البطولات الدولية والتي بدأت دول خليجية كثيرة باقتفاء أثرها للوصول لما وصلت إليه. وأضاف الأمير عبدالعزيز إننا في اتحاد السباحة قمنا وبموافقة كريمة من الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل قمنا باستحداث المشروع الوطني لتطوير الألعاب المائية لمعالجة النقص الحاد في أعداد الرياضيين المنافسين الذين يشاركون بالبطولات المحلية والذين يمكن أن نختار منهم الأكثر تميزاً للمشاركة بالبطولات الدولية للبطولات المحلية وذلك بعد أن يئسنا من نمو أعداد الرياضيين المنافسين حيث لا يصلنا إلا النذر القليل من الموهوبين وبشكل متقطع وغير مستدام نتيجة لضعف الإعداد وندرة اللاعبين الذين تضخهم مؤسســـات تقديم خدمــات السباحة وألعابها من مــــدارس وبلديات ومراكز رياضية أهلية وهيئات حكـــومية وخـــاصة وجــــامعات وأنديــة رياضية. وبين الأمير عبدالعزيز أن المشروع يهدف في محصلته لتعزيز قوة عناصر منظومة انتاج خدمات تعليم السباحة ومهاراتها وألعابها بشراكة هيئات دولية ذات خبرات متراكمة ونجاحات دولية مميزة مؤكداً أن الكثير من النجاحات على مستوى مدخلات المشروع وعملياته ومخرجاته قد تحققت رغم أن الطريق لا زالت طويلة مشيراً لاستراتيجيات تطوير السباحة بالكثير من الدول المتقدمة التي تمتد لعشر سنوات وأكثر وهي سنوات قليلة جداً في عمر الدول. ندرة الكوادر يتحدث المشرف على الشؤون الرياضية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الخالد أن واقع الرياضة الجامعية معقول فهناك إقبال من الطلاب وهناك خدمات مقدمة مضيفاً أن بعض الجامعات لديها منشآت جيدة، ويشير إلى أن الأهم من ذلك هو ندرة الكوادر العاملة سواء الإدارية والفنية مبيناً أن جامعة مثل جامعة الملك سعود لديها منشآت وكلية رياضية لكن القليل من يستفيد من هذه المنشآت بسبب ندرة الكوادر، وأضاف، الكثير من الجامعات تعاني من ندرة الكوادر صحيح أن الاتحاد الرياضي للجامعات ينظم 14 لعبة رياضية وهناك مستويات وتنافس لكنه ليس بالمستوى المطلوب بسبب أن بعض الجامعات وللأسف لاتلتزم بأهلية اللاعبين لذلك تشرك بعض الرياضيين غير المنتسبين للجامعات من خلال التحايل على النظام مما يجعلها تحرم طلابها من المشاركة الحقيقية، صحيح أننا نشاهد مستويات عالية لكنها غير حقيقية. ويضيف الخالد المأمول أن الرياضة الجامعية لكي تتطور تحتاج المزيد من الكوادر والمنشآت، مبيناً أيضاً أن هناك مشكلة أخرى وهي عزوف الطلاب عن المشاركة فالطالب لازال بعيداً عن المشاركة في بعض الرياضات الجامعية من خلال المغريات الموجوده في الخارج وهذه بلاشك تؤثر على تطور الرياضة الجامعية أيضاً الحوافز قليلة سواء المادية والمعنوية ولازال بعض أعضاء هيئة التدريس والأكاديمين مع الطلاب الذين يشتركون في الأنشطة الرياضية. إهمال الأندية يرى رئيس اتحاد الطاولة بندر السليم أن الألعاب الفردية تعاني من افتقار الألعاب بحكم أن الأندية الكبيرة غير مهتمة باللعبة كاشفاً أن أندية الرياض غير مهتمة بلعبة كرة الطاولة ويضيف أندية الأولى والثانية هي من تهتم باللعبة ويبرز من خلالها اللاعب، أيضاً ناديا الاتحاد والأهلي مهتمان في اللعبة ويقدمان لاعبين جيدين، مطالباً الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتخصيص جزء من الميزانية المقدمة للأندية للعبة وفرض ذلك على الأندية حتى يبرز لاعبون ويساهمون في رفع مستوى اللعبة، ويضيف صحيح كرة القدم هي الواجهة لكن يجب أن يكون هناك دعم للألعاب الفردية حتى تتطور ويجب على الرئاسة أن تجبر الأندية على الاهتمام بالألعاب الفردية وتخصيص ميزانيات محددة لها كي تهتم بها الأندية. وزاد المراكز التدريبية أيضاً غير موجودة ولا تهتم بالألعاب الفردية ومتى ما أنشئت مراكز أهلية تهتم بهذه الألعاب سنشاهدها وسنشاهد إقبالا عليها، أيضاً الرياضة في المدارس يجب أن تهتم بهذه الألعاب وتخصص أوقاتا لها عن طريق أندية الحي التي تقام في الفترة المسائية، مبيناً أنه إذا كان لدينا عدد كبير من المزاولين سيسهل علينا الاختيار ونجد لاعبين يقدمون مستويات عالية في المحافل الدولية، ويختتم السليم حديثه عن أبرز المشاكل قائلاً عدم التركيز الإعلامي والمالي يعد سببا رئيسيا في ابتعاد الشباب عن هذه الألعاب فالإعلام مهم في دعم الألعاب وإبرازها، وغياب الإعلام يخفي الدعم وقلة المتابعين للألعاب الفردية يبعد الشركات ورجال الأعمال. تهيئة الأجواء يتحــــدث مدير برنامـــج تطوير الرياضـــــة المدرسية بشركة تطوير للخدمات التعليميـة د. مأمون الشنقيطي أنهم يعملون على إستراتيجية بدأت منذ سنتين من خلال جلب شركة إسبانية عملت دراسة إستراتيجية للوضع مضيفاً أننا وجدنا واقع الرياضة المدرسية مرتكزة على التنافس والتركيز على أفضل اللاعبين ولا يوجد فيها تأسيس ولا تطوير للرياضي بل بصراحة وجدنا أننا مخفقون في الرياضة في التعليم لذا قررنا بعد هذه الدراسة أن نبدأ من الصفر من خلال العمل على ثلاث محركات وهي الرياضة للصحة والتنافس والترفية، حيث كانت في السابق مقتصره على التنافس فقط، لذا بدأنا في التعاون مع الأتحادات الرياضية لتطوير الرياضة المدرسية من خلال إدخال 4 ألعاب في هذا الموسم بشكل مبدئي وهي كرة القدم وألعاب القوى والسلة والكاراتيه ونعمل على كل لعبة بشكل منفصل على أساس تطويرها من خلال المنشآت والكوادر وزيادة الوعي وقاعدة المنافسين ولدينا خطة أن نضيف كل سنة من 3 ـ 4 ألعاب حتى نصل إلى 18 لعبة أولمبية في المدارس بعد 5 سنوات وأضاف الشنقيطي نحن نسعى إلى تأسيس ثقافة اللعبة لدى المجتمع المدرسي وأن يمارسها الطلاب بطريقة صحيحة حتى نصل بعد إلى أن يكون لدينا طالب قوي ومؤهل مبيناً أننا نركز على كل لعبة من خلال التعاون مع الاتحاد المعني لها والتواصل معه من خلال معرفة البرامج لهم، وزاد نسعى أن يكون التفكير في الاحتراف لدى الطالب منذ الصغر كي يعرف أن لديه عملا أكاديميا ورياضيا ونهيئ له جوا رياضيا، وبهذه الطريقة نصنع طالبا، وكشف الشنقيطي في نهاية حديثه أن لديهم خطة بالتعاون مع وزارة التربية المدرسية أن ننشئ مدارس رياضية خاصة للطلاب. جاهزون لاستقبالهم يرى المشرف على صالة الطفيل الرياضية راشد الفايز أن هناك فجوة كبيرة بين اتحادات الألعاب الفردية والصالات الرياضية فللأسف رغم تواجد الصالات الرياضية منذ أكثر من 20 سنة لم أشاهد أي من رؤساء الاتحادات وأعضائها يتواصل مع أحد المسؤولين في الصالات الرياضية للاهتمام بالألعاب الفردية، نحن نعلم العوائق المادية لديهم ولا نريد منهم دعماً بقدر ما نريد منهم تواصلا ودعما معنويا، نحن في صالتنا نوفر عددا من الألعاب الفردية كتنس الطاولة والبلياردو وكمال الأجسام ولدينا إقبال لكن بسبب عدم الاهتمام لن يحضروا بكثافة لك أن تتخيل لو أن أحد المسئولين تواصل معنا وطلب الاهتمام بلعبة معينة أو إقامة قسم خاص بهذه الألعاب وإقامة بطولات ودعوة المهتمين باللعبة للمشاركة يتم من خلالها الاستفادة من اللاعبين البارزين تأكد أننا سنتكفل بالإعلانات والجوائز والحوافز المادية، صحيح أن هذه الألعاب ليست ذات عائد مادي كبير لنا لكن متى ما وجدنا هناك اهتماما من الاتحادات سنساهم في نشر الوعي الرياضي عن هذه الألعاب ونسعى معهم لتطويرها لكن الاتحادات لم يطرقوا أبوابنا ويطالبوننا بالاهتمام بهذه الألعاب، أعضاء الاتحادات عليهم دور كبير يجب أن يقوموا بزيارات الصالات الخاصة التي تعتبر مكانا دائما للشباب، أرى أن هناك عدم تعاون بين الاتحادات والصالات الخاصة فمثلاً لو قامت بعض الاتحادات بالتعاون مع 8 صالات وتجاوبت معها صالة أو صالتان تأكد أنها ستستفيد وستظفر على الأقل بواحدة أو اثنتين يتعاونون معهم ومع الوقت ستكون الصالات معمل تفريخ مواهب في الألعاب الفردية تخدم لكنها للأسف لم تبادر، أخيراً وللأسف في وجهة نظري أن أغلبية الاتحادات أعضاؤها ليس لديهم انتماء ودافع لخدمة اللعبة فمتى ما كان لدينا عدد كبير من المنتمين والمحبين للعبة تأكد أنهم هم أنفسهم سيهتمون بإبراز هذه الألعاب.