وصف خبير ومستشار التسويق الرياضي الدكتور مقبل بن جديع عدم إكمال شركة موبايلي رعاية الهلال والنصر بالطبيعي في عالم الاستثمار الرياضي، مستشهداً برعاية بنك باركليز للدوري الإنجليزي ١٢ عاماً متصلة قبل أن تنتهي تلك الشراكة بالاتفاق بين الجانبين، وأرجع ابن جديع خلال حديثه لـ الرياض قرار موبايلي إلى تغير أهدافها وإستراتيجياتها للمرحلة المقبلة، مشدداً على أن قطبي العاصمة لن يتكبدا أي خسائر وبإمكانهما التعويض بعقود رعاية أخرى كما هو حال موبايلي، وقال: بعد دخول موبايلي السوق السعودي عام ٢٠٠٥م أدركت أنها بحاجة إلى منصة عالية الشهرة تستطيع من خلالها الترويج لعلامتها التجارية التي كانت وقتها جديدة في السوق وبحاجة إلى أن تشتهر، وبحكم أن الشريحة المستهدفه لـموبايلي كانت شريحة الشباب، وكون المجتمع السعودي مجتمعا شابا بنسبة تفوق ٦٠ في المئة والشباب في الغالب يعشقون الرياضة كوسيلة الترفيه الأولى في البلد، فقد وفقت باختيار المجال الرياضي وتحديداً نادي الهلال كمنصة ترويجية لعلامتها، وبالفعل وقع الطرفان عقد رعاية بدأت فترته الأولى عام ٢٠٠٧م وتم تجديد العقد لفترة ثانية في عام ٢٠١٣م، واستمرت الشراكة متصلة بين الطرفين لمدة تسعة أعوام ستنتهي بنهاية هذا الموسم الرياضي، البعض يتحدث عن انسحاب موبايلي من رعاية الهلال وكذلك النصر وهذا غير صحيح؛ لأنها لم تنسحب ولكن التعاقد مع الناديين ينتهي بنهاية هذا الموسم، ورأت الشركة بالاتفاق مع الناديين أن الوقت قد حان لعدم التجديد لفترة أخرى، فموبايلي ترى أن أهدافها الترويجية كانتشار العلامة التجارية وكثافة الظهور الإعلامي قد تحققت، وأنها بحاجة لتغيير إستراتيجيتها للتركيز على تحقيق أهداف أخرى تتوافق مع المرحلة الاقتصادية الحالية التي يمر بها البلد، خصوصاً وأن هناك رؤية جديدة٢٠٣٠ وهذه الرؤية ستؤدي بشكل مباشر وغير مباشر إلى تغيير إستراتيجيات كثير من الشركات. وأضاف: الهلال والنصر على الطرف الآخر قد يكون لديهما أهداف جديدة وقد يكون هناك شركاء آخرون يرغبون في رعاية الناديين أو أحدهما بسعر أفضل فلا غرابة في عدم تجديد العقد بين موبايلي والناديين، ولعل ما حدث بين موبايلي والهلال يعيد للأذهان رعاية بنك باركليز للدوري الإنجليزي والذي استمرت شراكتهم لمدة ١٢ عاماً متصلة على أربع مراحل كل مرحلة بعقد جديد وسعر أعلى، وعندما رأى الطرفان أن الأهداف قد تحققت من هذه الشراكة قررا عدم توقيع عقد جديد. واستطرد: بالنسبة للأسباب التي أدت لعدم استمرار شراكة موبايلي مع الناديين، فكما ذكرت أعلاه قد يكون للظروف الاقتصادية المحيطة ونقص السيولة بشكل عام دور في تغيير الأهداف والإستراتيجيات بالنسبة للشركة، وبالتالي رأت أن الاستمرار مع الناديين لن يحقق الأهداف الجديدة لها، على الطرف الآخر، الرعاية لم تنفذ بشكل احترافي ولم يتم تفعيلها التفعيل الصحيح الذي يعود على الشركة والناديين بكثير من الفوائد فهنالك قصور من الشركة في عدم الابتكار والتفاعل مع الجمهور، كما أن الأندية لا تملك أشخاصا متفرغين ومتخصصين في تنفيذ وتفعيل برامج الرعاية مما أدى إلى رعاية جامدة بعيدة عن التفاعل والإبداع وتعظيم الفوائد. وأكمل حديثه: من وجهة نظري لا يوجد خاسر من هذا القرار، فالشركة لديها أهداف أخرى ستعمل عليها وفي حال رغبت بالاستمرار في المجال الرياضي فإنها تستطيع وبسهولة تعويض الناديين وبسعر أقل، كما أن الناديين سيجدان رعاة في قطاعات أخرى قد يقدمون سعرا أكبر من موبايلي، برأيي لا يوجد تأثير كبير أو مباشر للتخصيص على إنهاء العلاقة، كونه لن يؤثر سلباً على أي عقد سارٍ، ولكن هذا لا يمنع أن يكون مسيرو الناديين ارتأوا عدم التجديد طمعاً فيما هو أفضل خصوصاً وأن التخصيص على الأبواب. وأضاف: لا أعتقد أن هناك أي تأثير سلبي على سمعة الناديين من ذلك، لأن ما حدث هو نهاية عقد وليس انسحاب، كما أن الشركات الأخرى لن تتأثر من انتهاء علاقة موبايلي بالناديين؛ لأن كل شركة لها أهدافها الخاصة وعندما تضع هدفا ستسعى لتحقيقه دون النظر للآخرين، لا أعتقد أن الشركة ستلغي عقدها مع الاتحاد، إلا إذا كانت مدته عاما واحدا فقد يطوله ما طال عقدي الهلال والنصر وهو عدم التجديد وليس الإلغاء، ولكنني في نفس الوقت لا أعتقد بأن موبايلي ستترك السوق الرياضي لمنافستها الكبرى stc وتنسحب بل ستبقي على رعاية الاتحاد أو سترعى أحداثا رياضية أخرى. د. مقبل بن جديع