راكيش شوكلا مُهندس برمجيات من الهند، عاش في الولايات المتحدة ثم عاد إلى بلده ليؤسس شركة برمجيات في بنغالور الهندية، إلا أنه وجد شغفاً بعيداً كُل البُعد من عالم الحواسيب والتكنولوجيا، إذ بات يُعرف بـ "أبو الكلاب"، نظراً إلى مزرعة الكلاب التي أسسها للكلاب المهجورة من مُلاكها. ووفق التعداد الأخير، تؤوي المزرعة 735 كلباً. وفي المزرعة التي حجمها ثلاثة هكتارات ونصف، في ولاية كارناتاكا الجنوبية، يدخُل راكيش المزرعة لتستقبله الكلاب بالترحيب، فيتحدث إلى بعضها، ويربت على رأس بعضها ويُلاعبها، بينما يحمل بعضها على كتفه. وتتنوع نسل الكلاب في المزرعة بين اللابرادور، الغولدن ريتريفر، البيغل، داشند، روتوايلر، سانت برنارد، وغيرها. وغالبية الكلاب تخلى عنها مُلاكها. وكان الوفد الأخير إلى المزرعة مكوناً من 22 كلباً أصيل النسب قًتل صاحبها، وهو رجل أعمال، رمياً بالرصاص، وفق ما نشرت "بي بي سي". ويقول راكيش، البالغ 45 عاماً، والذي يُلقب نفسه "بابا" الكلاب: "أنا المحطة الأخيرة بالنسبة لهذه الكلاب. لم تعد ظريفة، لم تعُد تثير اهتمام أصحابها. كلاب كثيرة (في المزرعة) كبيرة في السن ومريضة". ويقضي راكيش الذي أسس شركة برمجيات مع زوجته منذ 10 أعوام، نحو ثلاثة أيام كل أسبوع للاعتناء بالكلاب في المزرعة. وقال راكيش: "عملت في دلهي، وفي الولايات المتحدة، ثم أسست شركتي في بنغالور. كانت حياتي تتمحور حول شراء السيارات الفخمة والساعات الثمينة. طفت العالم، لكنني لم أكن سعيداً". هذا، حتى دخلت كافيا حياته، وهي كلبة من نسل غولدن رتريفر، ذهبية اللون، كان عمرها 45 يوماً عندما عاد بها راكيش إلى بيته، في العام 2009. ومنذ ذلك اليوم، وقع راكيش في حب الكلاب. وقال: "نظرتُ إليها. كانت خائفة واختبأت في رُكن، لكنني رأيت أنها أرادت أن تثق في". بدأ راكيش في أخذ كل الكلاب المهجورة التي يجدها إلى البيت، لكن زوجته احتجّت، فاشترى أرضاً وحولها إلى ملاذ للكلاب. واليوم تُوظّف المزرعة نحو 10 أشخاص، بينهم عُمال وآخرون مُدربون في الطب البيطري، بينما يأكل الكلاب 200 كيلو من اللحم و200 كيلو من الرز يومياً. وتبلغ نفقة المزرعة يومياً بين 45 ألفاً و50 ألف روبية (663 إلى 737 دولاراً)، وفق راكيش الذي يوفر 93 في المئة من النفقات بنفسه. إلا أنه واجه بعض الصعوبات، إذ إن البعض هاجم المزرعة قائلاً أن هذا العدد الكبير من الكلاب، في مكان واحد، يُعد مُضايقة للبشر. لكن راكيش رفض الإذعان، ويقول: "قطعت وعداً مع كلابي: ألا نفترق إلا إذا توفيتُ أنا، أو توفي أحدها".