×
محافظة المنطقة الشرقية

أوروبيّون في ضيافة أسرة الجعفري

صورة الخبر

اليوم العالمي للغة العربية: إقرار دولي بالإسهام العربي في السجل الإنساني لغة أمة هي صنو تاريخها وحضارتها. ولذلك يقترن تاريخ الأمم بانتشار وشيوع لغاتها وتأثيرها. اللغة العربية التي ترتبط عضويا بالعالم العربي ويستعملها أكثر من 400 مليون عربي في القارات الخمس، فضلا عن أكثر من مليار مسلم يستعملونها اتصالا بكونها لغة القرآن، تأثرت بالوضعية العامة التي يمر بها العالم العربي الإسلامي، لكن تردي الوضع العربي عموما، لم يسحب من اللغة العربية أهميتها وأثرها وإشعاعها، ولعل الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية دليل، يضاف إلى جملة أدلة أخرى، على استشعار العالم لأهمية اللغة العربية. العرب [نُشرفي2016/12/19، العدد: 10490، ص(13)] اعتراف أممي بأهمية اللغة العربية لندن – يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو احتفال ولئن تعددت فعالياته في جل العواصم العربية، إلا أن الاحتفاء الأممي، عبر منظمة الأمم المتحدة أو عبر منظمة اليونسكو، يظل أكثر أهمية ووقعا بالنظر إلى أنه يمثل اعترافا إنسانيا وعالميا بموقع اللغة العربية وأهميتها بين لغات العالم، أهمية لم يطمسها التراجع الحاد الذي تعرفه الحضارة العربية في شتى المجالات. جدير بالتذكير بأن للاحتفاء الدولي الأممي باللغة العربية تاريخا طويلا، بدأ من اعتماد منظمة الأمم المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر 1973 اللغة العربية لغة عمل رسمية، لتكون بذلك إحدى اللغات الست التي تعتمدها الأمم المتحدة، وهي العربية والإنكليزية والفرنسية والصينية والروسية والإسبانية. القرار الأممي 3190 في الدورة الـ28 للمنظمة، والذي أقر رسميا اعتماد اللغة العربية لغة عمل رسمية، نصّ على أن “الجمعية العامة إذ تدرك ما للغة العربية من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وإذ تدرك أيضا أن اللغة العربية هي لغة تسعة عشر عضوا من أعضاء الأمم المتحدة (آنذاك)، وأنها لغة عمل مقررة في وكالات: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، كما أنها لغة رسمية ولغة عمل في منظمة الوحدة الأفريقية؛ وإذ تلاحظ مع التقدير ما قدمته الدول العربية من تأكيدات بأنها ستُغطي بصورة جماعية النفقات الناجمة عن تطبيق هذا القرار خلال السنوات الثلاث الأولى، تقرر إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المعتمدة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، على أن تقوم بتعديل أحكام النظام الداخلي للجمعية العامة المتصلة بالموضوع”. تاريخ اعتماد الأمم المتحدة للغة العربية لغة عمل رسمية حوله المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، المنعقد بين 13 و18 أكتوبر 2012، في مقر المنظمة بباريس إلى يوم عالمي للغة العربية. القرار، الذي كان بدعم من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، نصَّ بدوره على أن المجلس التنفيذي لليونسكو “يدرك ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته” وأن هذه اللغة “هي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء في اليونسكو وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف مليار من المسلمين”. وذكرت اليونسكو بضرورة التعاون على أوسع نطاق بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما ينسجم مع ما ورد في الميثاق التأسيسي للمنظمة. اليونسكو أكدت على دور اللغة العربية في تعزيز التنوع الثقافي واللغوي باعتباره عنصرا رئيسيا في الثروة الثقافية للبشرية المذكرة الإيضاحية المصاحبة لقرار اليونسكو، تعمقت في أهمية اللغة العربية في العالم، إذ اعتبرت أنها أكثر اللغات تحدثا ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها بها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا. وهي لغة ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (كما عبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. وهي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كُتبت وصيغت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. انتشار الإسلام وتأسيسه العديد من الدول، أثر في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على الكثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردوية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. احتفال هذا العام باليوم العالمي للغة العربية جاء في ظرفية سياسية موسومة بارتفاع أخطار الإرهاب والتشدد الدينيين، وتصاعد خطابات الإسلاموفوبيا المقابلة، وهي ظرفية لم تثن اليونسكو عن التأكيد على دور اللغة العربية في تعزيز التنوع الثقافي واللغوي في جميع أرجاء المعمورة باعتباره أحد العناصر الرئيسية للثروة الثقافية التي تملكها البشرية. في هذا الصدد نبهت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، إلى أن الاحتفاء باللغة العربية هو “إقرار بمساهماتها الجليلة الهائلة في إثراء العلوم والثقافة العالمية، ومنها الفلسفة والآداب والفنون”. وفي الفعالية التي أقامتها منظمة اليونسكو بمقرها المركزي في باريس الخميس الماضي، والتي كان شعارها كثيفا بالدلالات “تعزيز انتشار اللغة العربية”، شدد السفير السعودي لدى اليونسكو، زياد الدريس، على أن “المديح والإطراء الخطابي للغتنا العربية لا يجدي كثيرا في اكتساب المزيد من الناطقين بغيرها ولا في استرجاع المارقين منها. وقد تكون آثاره عكسية خصوصا عندما يتم بناء زخارف المديح للغتنا على ركام النيل من اللغات الأخرى واستصغارها”. وأضاف الدريس أن “المدخل الحقيقي والفعال لرفع مكانة اللغة العربية لا يكمن في كثرة مديحها، بل في كثرة استخدامها. اللغة والهوية توأم، واللغات هي مسار أساسي وفذ لتفكيك الهويات المتوترة، التي وصفها أمين معلوف بالهويات القاتلة. لا شك أن الكثير من الفروقات بين الهويات البناءة والهويات الهدامة يكمن في اللغة؛ اللغة المفخخة”. إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، التي واكبت كل الاحتفالات السابقة باليوم العالمي للغة العربية، شاركت هذه السنة في افتتاح الحدث، مشددة على أهمية اللغة وعلى قوتها التي تعتبر “قوة للتبادل والحوار، لخلق وتبادل المعرفة، لتجديد التزامنا المشترك بالقيم وتعزيز العلاقات الإنسانية الواحدة”. وخلال الحدث، وقعت السيدة بوكوفا اتفاقا بقيمة 5 ملايين دولار أميركي مع المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، صالح الخليفي، لتعزيز اللغة العربية في اليونسكو، بمناسبة انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الذي بدأته حكومة المملكة العربية السعودية. وانتظم بالمناسبة معرض تحت عنوان “جمال الخط العربي”، تضمن لوحات وعناصر معمارية وقطعا أثرية، وقدم تاريخ النصوص العربية ورحلتها مع مرور الوقت، من الشرق الأوسط إلى الأندلس، إلى الفترة العثمانية، إلى تقديم جماليات اليوم. إيرينا بوكوفا ختمت كلمتها في الفعالية بالقول إن منظمة “اليونسكو فخورة بأن تكون جزءا من رحلة حماية وتعزيز هذه اللغة الجميلة، في تعزيز موسيقاها وشعرها ومساهمتها في الإنسانية”. :: اقرأ أيضاً تحرير الشيعة من قبضة حزب الله يبدأ بمعالجة اقتصاد لبنان الهش ترامب يشكل إدارة تعكس توجهاته الشعبوية التاريخ في زمن الميليشيات.. تجارة آثار منظمة في اليمن