عندما التقت «الراي» الممثلة اللبنانية نادين الراسي، كانت ترتسم على وجهها الجميل ابتسامة مشرقة عكستْ كل الرضى والراحة، فعلمنا أنها تحمل في جعبتها أخباراً إيجابية. وسريعأً كشفت الراسي عن هذه الأخبار في بداية حوارنا معها، إذ قالت: «لقد ثُبّت الطلاق بشكل نهائي، وحضانة أولادي معي بشكل نهائي». وهذا الواقع أفرح بالتأكيد قلب الراسي، كيف لا وهي التي مرّت أخيراً بفترة عصيبة نتيجة خلافها مع طليقها جيسكار أبي نادر، والذي وصل إلى حدّ تراشق الاتهامات بين كلا الطرفين، عدا عن انتشار وتَداوُل الكثير من الأخبار والشائعات عنهما. وفور صدور الحكم القضائي، بدأتْ الراسي كما تقول حياة جديدة، إلا أن هذه الحياة لا تتضمن فقط اهتماماتها الفنية والعائلية، بل تتعداهما إلى اهتمامات سياسية إنسانية، حيث تسعى بكل جهد لمناهضة القوانين المجحفة بحق المرأة العربية بشكل عام وتعزيز مكانتها بكل احترام وعدالة. وهي تحدثّت بإسهاب عن هذا الموضوع حين التقتها «الراي»، حتى أنها طالبت عبرنا بإطلاق «ثورة النساء في العالم العربي». • نلتقي اليوم بعدما شاهدنا أخيراً صراعاً عنيفاً وقع بينك وبين طليقك جيسكار أبي نادر. أخبرينا إلى أين وصل هذا الصراع بينكما؟ - «تجيب مع إبتسامة عريضة» الآن أستطيع القول إن هذا الصراع انتهى، وذلك بعدما أصدر القضاء اللبناني الحكم المناسب للطرفين. فالحمدلله تم إقرار الطلاق وحضانة أولادي معي. وأؤكد لك هنا أنني لا أتخيل أن جيسكار استاء من هذا الحكم لأنني لا أعتقد أن أحداً سيحب الأولاد أكثر من أمهم. أحترم الصراع الذي حدث بيننا لأنه مبني على حب الأطفال. • وهل تم إقرار الطلاق بشكل نهائي؟ - نعم، وحضانة الأولاد معي بشكل نهائي أيضاً. • وهل أنت مرتاحة الآن بعد إصدار هذا الحكم؟ - طبعاً، أكيد، «وما بدي أكثر من هيك». بدأتُ الآن صفحة جديدة في حياتي حيث سأعيد بناء العائلة مع الأولاد، ولديّ عملي في التمثيل حيث سيبدأ عرض مسلسل «الشقيقتان» في شهر يناير المقبل، كما أحضّر لمسلسل آخر بعنوان «ورد جوري» سيُعرض في شهر رمضان 2017 وهو من إنتاج شركة «إيغل فيلمز»، وكتابة كلوديا مرشيليان وإخراج سمير حبشي. لديّ الكثير من الأمور لأهتم بها ومنها مستقبل أولادي ومدارسهم وجامعة ابني الكبير. في النهاية، أولادي الثلاثة تحت جناحي داخل منزل جديد وبدأنا حياة جديدة «وما بدي أكثر من هيك». • أخبار مشاكلك العائلية حجبت نوعاً ما صورتك كممثلة عند الجمهور في الآونة الأخيرة؟ - لا، فأنا لم أظهر في أي مقابلة إعلامية بهدف التشهير بطليقي أو للتكلم في تفاصيل المشكلة، واكتفيتُ بالظهور مع الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان حيث أعلنتُ حينها أن إجراءات الطلاق جارية بيننا. لكن تم تداول الكثير من الأقاويل بعدها، وانتشرتْ الكثير من الشائعات أيضاً، إلا أنني لم أعمل على نفيها أو تكذيبها في أي وقت، «انو شو بدي فيهم»، وأنا لا أنتظر الطلاق كي أحقق لنفسي ضجة إعلامية. في النهاية أنا نادين الراسي، وأكيد من حق الناس أن يعلموا عن الطلاق الذي حصل وعن حقيقة الصراع الذي وقع أيضاً، ربما مع العلم أنه كانت هناك الكثير من التفاصيل والمواضيع «اللي ما كان لازم يفوتوا فيها». هناك أشخاص استفادوا من هذا الموضوع، ولذا أقول لهم الآن: «صحتين على قلبكم»، لكن استفادتي منه كانت أكبر بأشواط. • ما سبب اعتراضك على مسلسل «زوجتي وأنا»؟ - جاء اعتراضي خوفاً من أن يتضمّن المسلسل أياً من التفاصيل التي لها علاقة بحياتي الخاصة، لأنه ممنوع على أيّ شخص أن يتكلم أو يذكر حتى حياتي الخاصة. كما أن الأسماء التي تم اعتمادها لهذا العمل «الزوجة الثانية» و«زوجتي وأنا»، أوجدتْ القليل من الالتباس لديّ، وأؤكد لك أن هذا الموضوع استفزّني، هذا عدا عن إحضار شخص لا علاقة له بالمهنة كي يمثّل، وتالياً كان من الطبيعي أن أعبّر عن شكوك أو اعتراض. • قيل هنا إن جيسكار يغار من نجومية نادين ولهذا قرّر التمثيل؟ - «هلّق كتار بيغاروا مني، فمعليه إذا هو غار أيضاً (تضحك) متلو متايل». في النهاية أبداً لم يكن الصراع على النجومية موجوداً في المنزل، فأنا نجمة وهو رجل أعمال كما يعلم الناس عنه، لكن إذا أراد أن يقول للناس الآن إنه ممثل، فليكن، و«الله يعطيه القوة»، ففي النهاية هذا سيعود بالخير على أولادي، وبمعنى آخر المفروض أن يعمل وينتج المال وهذا لا يزعجني إطلاقاً. إلا أن اعتراضي في السابق جاء بناء على ما ذكرتُه لك وليس أكثر، وقد اتضح أخيراً أن موضوع «زوجتي وأنا» مقتبس من مسلسل مكسيكي، فالحمد لله أن لا علاقة له بقصتنا. • هل يمكن أن يجمعك عمل ما مع المنتج مروان حداد؟ - لا شيء مستحيلاً، لكنه صعب خلال 2017 لأنني التزمتُ بمسلسل لشهر رمضان وآخر خارج شهر رمضان. • هل انقطعتْ علاقتك بحداد بعد الضجة التي أثرتِها حول مسلسل «زوجتي وأنا»؟ - لا، لم تنقطع علاقتي به، ولا شيء يؤثر على علاقتنا أساساً. فعلاقتي بمروان حداد هي نتاج أعوام وأيام طويلة، وأعتقد أن مروان هو أكثر شخص سعيد بالذي وصلتُ إليه اليوم، لأنه من أكثر الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبي وقدموا لي النصائح، ولذا أقول له الآن: «أخذت برأيك مروان ما تزعل». • وماذا عن أعمال ونشاطات نادين الراسي في 2017 ؟ - سيبدأ عرض مسلسل «الشقيقتان» مع انطلاقة هذا العام، وسيتبع بمسلسل «ورد جوري» في شهر رمضان. • لوحظ صوتك العالي في دعم إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني التي تُعفي المغتصب من الملاحقة، إذا تزوّج ضحيّته؟ - بالتأكيد، فهذه المادة مشينة. وقد عملتُ على إسقاطها وإلغائها بمساعدة كل الجمعيات، إلى أن أقرّت لجنة الإدارة والعدل النياية أخيراً إلغاءها (يحتاج قرار الإلغاء ليصبح نافذاً ونهائياً إلى إقراره في جلسة تشريعية للبرلمان). وبالتالي مَن سيغتصب أي امرأة سيتعرض للعقاب حتى لو أراد الزواج منها لاحقاً، لأن القانون صار كالسيف على رقبة كل مَن يفكر أو يقدم على الاغتصاب. وأيضاً هناك الكثير من القوانين في لبنان تعود إلى أيام الانتداب العثماني والفرنسي أريد العمل على معالجتها، وبالتالي ما أنجزناه حتى الآن هو خطوة في الألف ميل والمشوار سيستمرّ. • إذاً ستوظفين جهودك في النواحي الإجتماعية خلال 2017؟ - النواحي السياسية والإجتماعية نعم، والآتي أعظم فليجهزوا أنفسهم. • ما قصدك ؟ - «يحضّروا حالهم»، هناك قوانين يلزمها حلّ. • وهل تطمحين مثلاً إلى تبوؤ مركز سياسي؟ - ليس هذا ما أطمع به بصراحة، بل أطمح إلى العمل على إلغاء بعض القرارات وبعض المواد في قانون العقوبات التي من المفترض أن يتمّ إسقاطها، لأننا أصبحنا في عصر الإنترنت. • ألهذه الدرجة تجدين أن الدولة اللبنانية مقصّرة بحق شعبها؟ - مقصّرة بحق نفسها أساساً، لكن ليس من الضروري أن أكون نائباً أو وزيراً حتى أنظر إلى هذه المواضيع، ويجب أن ينطلق كل إنسان من ذاته ومن داخل منزله ويبدأ بالبحث في قانون العقوبات اللبناني وملاحظة الخلل فيه، وهذا سهل جداً. • إلى أي مدى تجدين أن المرأة اللبنانية تعاني في حياتها، وذلك في ضوء تجربتك الأسرية الأخيرة؟ - بعد تجربتي أقول إن المعاناة في السابق كانت أكبر، وغداً ستكون أقلّ لأن الناس بدأوا يدركون هذا الموضوع، وأشخاص كثر يعملون في مجالات متعدّدة يقفون اليوم وقفة حقّ ويحاولون على قدر استطاعتهم القضاء على الظلم. ما كان بالأمس أصعب من اليوم، وغداً سيكون أسهل حكماً بإذن الله. وهنا أطلب من كل النساء البحث عبر «غوغل» أو أي وسيلة أخرى عن كل القوانين المجحفة بحقنا وبحق الرجال الذين نعمل على تربيتهم وبحق كل السيدات، أي نحن وأمهاتنا وبناتنا. فلنقف في وجه الظلم ونسعى للإصلاح فهذا الأخير يجب أن يبدأ من داخل المنزل. • بماذا تتوجهين إلى جمهورك في العالم العربي؟ - إلى كل الشعب العربي أقول: الله يساعدنا، وسنخطو حكماً خطوة الى الأمام. أنتمي إلى العالم العربي بحكم عروبتي، وفي الدول العربية هناك قوانين يجب إعادة النظر بها فهي موجودة ومتبعة منذ زمن بعيد، كما أن هناك سيدات يطالبن بإلغائها لكن تجاهلهنّ هو سيّد الموقف. وربما الحروب الدائرة في عالمنا العربي هي مَن تعرقل هذا الموضوع، لكنني متأكدة من أن البلدان العربية لن تقبل بقوانين تهين المرأة أبداً، لأن المرأة هي الأمّ والأخت والزوجة والابنة والنصف الثاني من المجتمع. وأطلب من كل سيدة عربية إكمال هذا المشوار «وما تزهقوا». • هل تطالبين بثورة مثلاً ؟ - نعم، أطالب بثورة النساء في العالم العربي وذلك للحفاظ على السيدة وإلغاء تصنيف الإناث والذكور، والذي يقبل على نفسه أن يكون ذكراً فهذه مشكلته لكننا نريد رجالاً ورجالات ولا نريد ذكوراً.