ثمة بوابة عند بداية درب طويل ينحدر صوب المقهى الذي أزوره كل صباح. أجواؤه المشبعة برائحة القهوة وصوت فيروز المنساب كالماء الزلال يصدح بهذه الأغنية المليئة بفلسفة الحب: بيقولوا الحب بيقتل الوقت، وبيقولوا الوقت بيقتل الحب، يا حبيبي تعا تا نروح، قبل الوقت وقبل الحب. يا لها من مشاعر قابلة للقراءة، تتماس مع حدود الروح وتلبس ثوب الرقة، هو مجهود فوق بشري ان أتناول فطوري وأستمع لغناء فيروز، فهذا الإبداع يحتاج إلى تفرغ ولحظات صمت للتمتع به، تلفني غيمة من الأسئلة السادرة في فضاء الكتابة، أحياناً تستعصي على الإجابة، فلا يمكن للجواب أن يغض الطرف عن تساؤلات حول نمط الإبداع الذي يستلزمه الأدب، ومع من يتماهى الإبداع؟ نشهد أكثر وأكثر ازدهار مرات التمركز لوسائل إنتاج الثقافة سواء عبر الإعلام الجديد أو الكلاسيكي، فتشرق الحاجة إلى بناء خط نقدي عالي الاحترافية في مواجهة هيمنة الإنتاج الغزير، وتصنيع الإبداع عبارة تشكيل ذهني لساكن المجتمع الجديد ذي الرقابة المرنة، ولكن للأسف في لائحة الكتب الكثيرة هناك غائب كبير:النقد. فالكتابة بجميع صورها وفنونها تبحث عن صيغة للنقد لتدفعها للأمام فيتكون بناء سيمفوني متناغم. ويشير إدوارد سعيد إلى أن النقد الثقافي له وظائف ومن وظائفه التركيز على أنظمة الخطاب، وأنظمة الإفصاح النصوصي، كما هي لدى بارت ودريدا وفوكو، والكشف عن العنصر النسقي الذي يمثل عنصراً مبدئياً في آليات النقد الثقافي، وتحرير الواقع الثقافي من التشدد والأحادية، والنقد الثقافي من أهم الظواهر الأدبية التي رافقت ما بعد الحداثة في مجال الأدب والنقد، ويعنى النقد الثقافي بالمؤلف، والسياق، والمقصدية، والقارئ، والناقد. لذلك هو نقد إيديولوجي وفكري وعقائدي، وهذا يسهم في معرفة واستنطاق الحالة الثقافية في المجتمع وسبر أغوارها وتوجهات الحالية والتنبؤ بتوجهاتها المستقبلية، وهذا الفعل الثقافي حري بنا أن نعزز حضوره ليتم التجانس والتماهي مع مجريات الواقع، ولكن في هذا التخبط الإنساني الذي نعيشه نريد من النقد أن يشخص علّة ضعفنا الإنساني. *حُب: الُدنَياَ العِملَاقَة لا تَتَوانَى عَن ْجَرحِ شَيءِ رقيق مِثلِي ,ولكِنْ لازَال الحُبُ يُقبّل يَدَي بِامِتنَانٍ قَائلِاَ لِي:كُتِبَ عَلى اللَوحِ الحُب مَبعُوثَ سَلاَم للقلُوُب فَتدَاوى بِه.