بين فتره وأخرى ينتهى مؤتمر وآخر يناقش قضايا المرأة بتوصية لعودة المرأة للمنزل والعمل من المنزل... المفارقه في تلك المؤتمرات ان أغلبها كان تحت إدارة رجالية مع حضور نسائي لبعض القيادات النسائية والأكاديميات والمعلمات وصاحبات المراكز التدريبية... تلك المطالبة لو جاءت من رجل لقلنا هو توجه ذكوري وربما جاء نتيجة رغبتهم في عودة زوجاتهم للمنزل لارتفاع مستوى الدلال والتدليل لهم... ولكن أن يأتي من نساء عاملات فهو غريب... فأغلبهن يعملن في القطاع الحكومي أو الأهلي أو صاحبات مشاريع تجارية من خلال مراكز تدريب خاصة أو شركات ومؤسسات ومراكز بحثية ربحية... يعملن فيها صباحاً ومساء ولا يجد بعضهن صعوبة في المشاركة في المؤتمرات الخارجية كمتحدثات عالمات أو منظرات لواقع المرأة في الإسلام... بل ان بعضهن يتركن أبناءهن الصغار عند غيرهن ليشاركن في الشهر الواحد في أكثر من نشاط محلي وإن كان خارج مكان إقامتهن وآخر خارج البلاد...ثم يعدن للبلاد ليطالبن بعوده المرأة للمنزل.... أليس أولى بهن أن يعدن هن لمنازلهن لتقتدي بهن الفتيات الصغيرات...؟؟ أما أن يكن فاعلات ونشيطات وصاحبات رسالة عامة ويردن تغييب الأخريات فهذا أمر يصعب على أصحاب العقول قبوله.... أحياناً أتساءل هل هن يحكمن على تجربتهن بغير النجاح ويخشين على فتياتنا الوقوع في الخطأ...؟ لم تكن إشكالية تلك المؤتمرات فقط في هيمنة الرجل عليها فهذه خصوصية سعودية اعتدنا عليها ولا نقرها...، ولكن المفارقة في تناقض فكر النساء المشاركات في المؤتمر مع واقعهن العملي حيث يتميزن بحضور مجتمعي وعلمي قوي وملفت..، المؤكد اننا نقدر لهن نشاطهن وإنجازاتهن بل ونحترم عطاءهن وإن اختلفنا مع بعضه...، ولكن لا نجد مبرراً لتلك التوصية إلا إن كن يعتبرن نشاطهن خاطئاً وغير مجدٍ لخدمة أسرهن ومجتمعهن عموماً والمرأة خصوصاً...، أو إن كن يعتقدن أن نساء المملكة العربية السعودية أقل شأناً منهن ولا ترتقي قدراتهن إلى مستوى يستطعن فيه التوفيق بين دورهن الوطني ودورهن الأسري...، ناهيك عن عدم المبالاة بالمصلحة الوطنية ودفع عجلة التنمية لتتحرك أسرع وأقوى بتفعيل كافه أبناء الوطن وعدم تعطيل أي جزء فيه لمجرد إرضاء أناس يناقضون أنفسهم...، وهذا يذكرني بأخوة وأخوات يطالبون بصوت عالٍ بإيقاف الابتعاث فيما أبناؤهم وبناتهم في بعثات لبلاد الغرب وفي تخصصات متوفرة في البلاد مثل الادارة والقانون وهي تخصصات موجودة في أغلب جامعاتنا إن لم يكن جميعها.... السؤال لماذا أيضا لم يكتفوا بإلحاق بناتهم وأبنائهم في جامعاتنا المحلية..؟ ولا داعي لتعريض أبنائهم لمضار الابتعاث خاصة وأنهم ذكروا خوفهم على دين وأخلاق شبابنا وفتياتنا.. وأربأ بهم أن يعتقدوا أن أبناءنا أكثر هشاشة من أبنائهم وانهم لا يثقون في شبابنا بقدر ثقتهم بأبنائهم.. فالجميع ولله الحمد تربى في محيط أسري متدين وتلقى تعليمه في مدارس مهتمة بتعليم أبنائنا دينهم على أصوله السليمة.. مما يعني معه ان الابتعاث مكسب لصناعة مستقبلنا والارتقاء بمخرجات التعليم فهؤلاء المبتعثون سيعودون أكثر تأهيلاً في مجال تخصصهم وسيضيفون قيمة علمية أخرى لما قام به هؤلاء الرجال والنساء ولكنهم سينطلقون بالوطن لمستقبل أفضل بسرعة أكبر لتخلصهم من حيرة بين مايقولون ومايفعلون... فتلك الحيرة أضاعت الكثير من سنوات الوطن في دائرة الحيرة بين ما نريد لنا وما نريد لغيرنا..