وسط الجحيم الذي صنعته الأحزاب والتنظيمات الدينية لم يعد المرء يفكر إلا في خلاصه الشخصي. لقد حلت ساعة القيامة قبل موعدها. فلا أب ولا ولد ولا جار ولا صديق ولا زوجة ولا رفيق درب ولا أنيس ولا صاحبة. الأدهى من كل ذلك أن جحيمنا الأرضي حسب ما يقوله ارهابيو زماننا لن يقودنا إلا إلى الجحيم الذي يقع في عالم الغيب. لا يكفي أننا تعذبنا في الأرض. هناك عذاب آخر ينتظرنا في السماء. أعتقد أن مجتمعات تسكت على كل هذا الدجل هي مجتمعات مشكوك في قدرتها على الاستمرار في الحياة. الحياة أعظم من أن نهبها إلى الجهلة. الحياة أكبر من قدرة قطاع الطرق على فهم معانيها. اليوم بعد كل هذا الجحيم لم يعد الصمت ممكنا. سيكون على المجتمعات أن تراجع حساباتها. فما من جنة يمكن أن يعدنا بها صانعو جحيمنا الأرضي. فاروق يوسف