رياضة الجري تحسن وظيفة القلب > يشكو البعض من تسارع ضربات القلب عند محاولته أداء التمارين الرياضية، وتكون ردة الفعل لديه سريعة باتخاذ قرار التوقف فورًا عن هذا النشاط خوفًا من إلحاق الأذى بنفسه. وفي الحقيقة، فإن ضربات القلب عند من لا يمارس الرياضة بشكل منتظم، تتزايد تلقائيًا عند القيام بأي مجهود بدني، سواء الرياضي منها أو الجري لأي سبب كان، أو عند صعود السلالم أو عند الصدمة والخوف، وهذا يدل عادة على ضعف اللياقة البدنية. وعلى الشخص ألا يقطع هذا النشاط بل يواصل عمله ولكن بمعدل بطيء يرفعه تدريجيًا على مدى أسابيع أو شهور، كي ينمي لياقته الصحية العامة ويحسن من وظائف قلبه. ومما يعزز أهمية ممارسة الرياضة نتائج دراسات عالمية كثيرة، كان آخرها الدراسة الدنماركية التي قام بها د. بيتر سشنور، أحد أطباء القلب المتخصصين، بأن الهرولة تحسن وظيفة القلب وكمية الأكسجين، وتقلل ضغط الدم، وتقلل علامات الالتهاب، وأنها تزيد من حساسية الإنسولين، وتقلل هشاشة العظام، كما تساعد على منع السمنة وتجلط الدم. وكذلك أشارت دراسة تشيكية وجاءت نتائجها مؤكدة فوائد رياضة الجري في مختلف الفئات العمرية، ومن بينها آثارها الإيجابية على كبار السن في مجال تقوية المفاصل والعضلات، داحضة بذلك نتائج دراسات سابقة كانت تحذر من أن رياضة الجري قد تؤذي المفاصل وتجهد القلوب. وينصح خبراء الصحة بضرورة ممارسة الرياضة البدنية، ومنها الجري على الأقل من مرتين إلى 3 مرات أسبوعيًا بمعدل من 25 إلى 50 دقيقة في كل مرة في الهواء الطلق. ولنجاح هذه الاستراتيجية وحصد فوائدها لا بد من مراعاة أمور مهمة مثل: > استشارة الطبيب، قبل البدء في أي برنامج خاص بالجهد البدني، حول الوضع الصحي الراهن، وعدم وجود أي تحفظات أو تعليمات بسبب أحد أمراض القلب أو التنفس أو المفاصل... إلخ. > ضرورة المواظبة على أداء الرياضة بانتظام من أجل أفضل النتائج الإيجابية. > ارتداء ملابس خاصة بالرياضة، لا تعوق الحركة، فضفاضة تساعد في تلطيف حرارة الجو وتبخر العرق. > أن يكون الحذاء مريحًا، لا ضيقًا يعيق الدورة الدموية، ولا واسعًا يعيق حرية المشي والجري. > أن تتم ممارسة الرياضة خصوصًا المشي والجري في أماكن خاصة وأرضية مريحة لا تؤدي إلى السقوط والإصابات. > وأخيرًا لا ننسى ضرورة التدريب على عمليتي الإحماء في بداية التمارين والتهدئة في آخرها. وخلاصة القول، فإن الدراسات تجمع على إمكانية مساهمة الممارسة المنتظمة لرياضة الجري في تقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل خاص، فضلاً عن فوائد أخرى كثيرة، مثل تعديل المزاج وتبديد الكآبة والتخلص من الغضب، كما أن الركض مع الأصحاب والعائلة يزيد من قوة العلاقات الاجتماعية ويمتنها. المحليات الصناعية وظهور الكرش > من بين التوجهات الشائعة حديثًا عند الكثيرين، الاستبدال بالسكر العادي محليات أخرى عند الرغبة في تحلية الحلوى والقهوة والشاي وغيرها، حتى وإن لم يكن هؤلاء من ضمن الفئات التي استوجبت إصابتهم بأمراض معينة استخدام مثل هذه المحليات. وقد نشر أخيرًا في الموقع الطبي «يونيفاديس» ما يشير إلى وجود ارتباط بين المحليات منخفضة السعرات الحرارية وبين البدانة في منطقة البطن لدى البالغين الأكبر سنًا. وفي دراسة شاركت فيها مجموعة من المتطوعين وصل عددهم إلى 1454 رجلاً وامرأة، تمت متابعتهم على مدى 28 عامًا، استنتج الباحثون وجود ارتباط بين استخدام المحليات منخفضة السعرات الحرارية وبين زيادة الوزن، وبين كبر محيط وسط الجسم في منطقة الخصر، وارتفاع نسبة انتشار وحدوث السمنة في منطقة البطن - حتى بعد الأخذ في الاعتبار جودة النظام الغذائي والوزن وحجم الجسم. كان متوسط مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند مستخدمي المحليات منخفضة السعرات الحرارية يرتفع بمقدار 1kg /m2 تقريبًا عن الذين لا يستخدمون المحليات. وبالمثل، كان لدى مستخدمي المحليات زيادة في محيط الخصر بلغت في المتوسط 2.6سم أكبر من غير المستخدمين، مع وجود نسبة وصلت إلى 53 في المائة أعلى في الإصابة بالبدانة في منطقة البطن. وعرض رئيس فريق الأطباء المشاركين في هذه الدراسة النتائج في بلوس واحد (PLoS One) في الشهر الماضي، موضحًا أن هذه النتائج تشير إلى أن المحليات منخفضة السعرات الحرارية قد تؤثر سلبًا على ترسب الدهون الحشوية. وسميت الدراسة Chronic Low - Calorie Sweetener Use and Risk of Abdominal Obesity among Older Adults: A Cohort Study. وأكد أن استراتيجيات التحكم في الوزن يجب أن تكون متجذرة في فهم كيفية استجابة الجسم البشري لأنواع معينة من الغذاء، بدلاً من مجرد النظر في محتوى السعرات الحرارية النظري. وبعيدًا عن محتوى الأطعمة من السعرات الحرارية، فإن أي طعام معين تم أكله سوف يؤثر على سلوك الأكل لاحقًا، ويؤثر على الجراثيم المعوية التي تعمل في المساهمة في معالجة الطاقة ويتفاعل مع مسارات الغدد الصم المعوية (enteroendocrine) والغدد الصم العصبية (neuroendocrine pathways). وجميع الآليات سوف تؤثر في نهاية المطاف في توازن الطاقة. ومن خلال هذه الآليات، نجد أن استخدام المحليات منخفضة السعرات الحرارية قد يكون أحد الأمور المساهمة في انتشار وباء السمنة.