×
محافظة المدينة المنورة

وكيل «التجارة» لـ عكاظ: لن نتدخل في جودة منتجات الإسكان

صورة الخبر

أذكرُ أنَّ صحفياً عربياً أراد أن يقدم نماذج (للكتابة على الجدران) في مدن عربية مُختلفة، فكان نصيب (اللهجة السعودية) 6 من أصل 12 صورة تقريباً، وكأنّه لا يوجد غيرنا يُخلِّد ذكراه على جدران (الحواري) والأماكن العامة، وبرأيي أن هذا ضريبة (نشاطنا الملحوظ) في نشر هذه الصور وغيرها ضمن - ظواهرنا السلبية - عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من المجتمعات الأخرى!. الجداريات ظاهرة عالمية قديمة، قِدم التدوين والنقش الذي عرفهُ الإنسان، عندما تحولت في كل المجتمعات والثقافات والعصور - تقريباً - إلى ما يُشبه منَّصة تعبير (لمجهولين) إمِّا لتخليد ذكراهم، أو عكس حالة نفسية وعاطفية يعيشها الكاتب، وانحرفت بعد ذلك لعكس (حالة سرية) لانفعالات لا يستطيع كاتبها كشف هويته أو مواجهة مجتمعه بها، فاختار اللجوء لجدران الشوارع - إن جاز التعبير - أو داخل (دورات المياه) أكرمكم الله في المساجد والمدارس والمرافق العامة، بأسلوب خادش للحياء, غير أخلاقي، مليء بالسباب والشتام، والعنصرية المقيتة، ودعوات ورسومات مشبوهة للشذوذ الجنسي.. الخ، مع كتابة أرقام اتصال أو عناوين تواصل، مما يُشكِّل تهديداً للذائقة العامة، ومخالفات مُزعجة (لعين) المارة ومستخدمي هذه المرافق، واستهدافاً لاصطياد صغار السن والتغرير بهم؟! في أوروبا واجهت بعض المجالس البلدية الظاهرة بتأمين (أبواك وأقلام رصاص) داخل بعض دورات المياه - أكرمكم الله - لحمايتها من التشويه، بعض المطاعم السعودية قامت بتعليق جداريات ورقية للكتابة والرسم عليها للحفاظ على الجدران والطاولات من العبث، في كاليفورنيا ظهر (الكرافيت) كفن مُضاد لهذه المُمارسات التي يتم خلالها التروِّيج للمُخدرات من قبل عصابات الشوارع..! السِجال، الرّد، التهديد، التعقيب.. على كتابات ورسومات جدارية مُختلفة ومُتنوعة يكشف لنا مدى تأثيرها، وتحولها إلى ما يُشبه المنّصة (القذِّرة) التي غاب عنها الضمير والوعي ليُدوِّن المجهول ما يشاء بعيداً عن الرقابة والمحاسبة والعقاب، مما يتطلب البحث عن حل جاد لمواجهة خفافيش الظلام، وقطط الخربشة على الجدران؟! التربية، القدوة، فرض العقوبات، المحاسبة بتعقُّب المتورِّطين، كلها عوامل يجب أن تتوَّحد تحت مظلة, وحملة وطنية صارِّمة، للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها، وإزالتها، وهنا أدعو وزارة التعليم للتنسيق مع البلديات من أجل إطلاق حملات وطنية طلابية وشبابية تطوعية، لطمسِّ هذه الكتابات تعبيراً عن رفضها، مع إيجاد منَّصات وجدران داخل كل مدرسة لدعم (التعبير والرسم) بشكل حضاري..! وعلى دروب الخير نلتقي.