إذا كانت مباريات الديربي تعتبر أشد المباريات تنافساً في كرة القدم، لأنها تجمع أبناء مدينة واحدة تسيطر عليهم رغبة جامحة في الانتصار، لتتحول الـ90 دقيقة لبطولة بحد ذاتها، فإن ثمة تفاصيل أخرى قد تزيد من لهيب المواجهة وتمنحها قدرا أكبر من الخصوصية. فالشاهد أنه لطالما كان ديربي الرياض بين الهلال والنصر أو العكس، له سمة بارزة جعلته مميزاً بخلوه من أي خروج عن النص داخل المستطيل الأخضر منذ صافرة البداية حتى إعلان النهاية، بغض النظر عما يدور في التصريحات الإعلامية أو المناوشات بين مسؤولي الفريق، منذ أن أصبحت هذه المواجهة قمة التنافس في أندية المدينة الرياض بصفة عامة والبلاد بأسرها. بيد أن الحال اختلف في الأعوام الأخيرة؛ إذ أضحت مباريات الهلال والنصر محط أنظار محبي الإثارة، وبالتحديد منذ أن أعلن "الأصفر" تعاقده مع الدولي الأسبق حسين عبدالغني، الذي تحمل مشاركاته في المباراة عينها ملفات شهيرة بعضها بلغ لجان الانضباط وردهات المحاكم. وأبرز تلك المناوشات ما حدث بينه وبين أحمد الفريدي الذي أضحى فيما بعد زميلا له في النصر، في قضية شهيرة كانت حديث المجالس ووصلت للجنة الانضباط، وشهدت تصريحات مثيرة أطلقها الفريدي تجاه عبدالغني، ومن بعد لم يترك الأخير عادته حين أشعلها مع الروماني ميريل رادوي، بمناوشات داخل الملعب وتصريحات تلفزيونية تم رفعها للجنة الانضباط، فيما لم تتجاوز قصته مع سالم الدوسري أرض الملعب، لكنها لم تكن ضمن الأخطاء الاعتيادية، وإنما شهدت خروجا عن النص، أما حكاية طرد اللاعب عبدالعزيز الدوسري فجاءت بإيعاز من حسين عبدالغني لحكم المباراة خليل جلال، الذي أقصاه من الملعب على الرغم من عدم اقترافه أي خطأ، ما جعل لجنة الحكام تلغي تلك البطاقة في إشارة لتأثير عبدالغني في القرار. الليلة سيكون حسين عبدالغني الغائب الأكبر عن ديربي العاصمة، بعد أن أبعده الكرواتي زوران بقرار فني إثر علاقة متوترة بدأت منذ بطولة تبوك الودية، ليسدل الستار على اللاعب الذي قد يكون الأكثر صخباً شغبا وإثارة في تاريخ مباريات الهلال والنصر.