قادت عدة قرارات اتخذتها هيئة السوق المالية في الكويت ضد مضاربين كبار في السوق إلى زيادة خسائر السوق لتهوي إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، فيما عوضت الأسهم الإماراتية أمس بعض خسائر الجلسة السابقة بدعم من عوامل فنية في حين تباين أداء الأسواق الأخرى في المنطقة وسط تفاؤل مشوب بالحذر في البورصات العالمية. ففي الكويت انخفض المؤشر 0.7 في المائة مغلقا عند 7455 نقطة ليهوي مؤشر السوق إلى أدنى مستوى في ستة أشهر مع قيام المستثمرين ببيع أسهم الشركات الصغيرة في خطوة ربما ترجع إلى حملة تشنها هيئة السوق على ما تقول إنها مضاربات. وكانت هيئة أسواق المال الكويتية قد قالت إنها قررت منع أحد السماسرة المحليين من فتح محافظ استثمارية جديدة وإدارتها لفترة أربعة أشهر متهمة إياه بمحاولة التلاعب في السوق. وقال متعامل في السوق الكويتية إن السمسار المذكور يسهم بحصة كبيرة في قيمة التداول للمستثمرين الأفراد المحليين الذين أثارت الخطوة مخاوفهم. وكانت أيضا هيئة السوق قد علقت تداول أسهم بضع شركات مسجلة هذا الشهر بسبب خسائر مالية. وقال مجدي صبري، محلل مالي، إن كبار المتعاملين يحجمون عن تداول الأسهم "لتوجيه رسالة احتجاج وتوضيح أن هناك مشكلة كبيرة" مع هيئة السوق التي تحاول فرض قواعد صارمة للتداول وحوكمة الشركات. وفي الأسبوع الماضي غرمت محكمة كويتية رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي 1.5 مليون دينار (5.3 مليار دولار) بدعوى التداول في أسهم البنك على أساس معلومات غير متاحة للغير. ويهيمن المتعاملون الأفراد على السوق الكويتية ويتركز جزء كبير من التداول في أسهم الشركات الصغيرة التي تتيح فرصا أفضل لجني مكاسب سريعة. وفي الإمارات ارتفعت بورصة دبي 1.2 في المائة لتعوض جانبا من خسائر اليومين السابقين، وارتفع مؤشر أبوظبي 2.2 في المائة بعد خسائر على مدى خمس جلسات متأثرة بموجة الانخفاضات التي انتابت الأسواق العالمية بعد بيانات ضعيفة على غير المتوقع للاقتصاد الصيني وبواعث القلق بسبب الأزمة الأوكرانية، وهو ما أدى إلى تصحيح طال انتظاره للأسهم الإماراتية، لكن تجدد الشراء عند مستويات للدعم الفني ساعد الأسهم الإماراتية على الانتعاش من أدنى مستوياتها في عدة أسابيع. وقال علي العدو مدير المحفظة بشركة المستثمر الوطني في أبوظبي التي تدير أصولا قيمتها 95 مليون دولار في المنطقة "إنه انتعاش فني بعد التراجع الحاد لكن أعتقد أنه سيكون قصير الأجل .. التصحيح تأخر كثيرا فالأسهم منخفضة الجودة كانت متفوقة على الأسهم القيادية". وقال العدو إن الأسعار مرتفعة كثيرا في الإمارات وهناك حاجة إلى نمو للأرباح لتبرير المستويات الحالية. وأضاف أن المحفز التالي للسوق هو نتائج الربع الأول من العام .. "العوامل الأساسية لاقتصاد الإمارات قوية لكن السؤال هو: إلى أي مدى سيدعم ذلك الأرباح؟". وقادت أسهم الشركات الصغيرة موجة التعافي اليوم مع عودة المتعاملين الأفراد، علامة على أن مستثمري الأجل الطويل يبحثون عن أماكن أخرى. وفي البحرين استقرت السوق عند مستوى 1375 نقطة دون تغيير يذكر، أما السوق القطرية فقد تراجعت بشكل طفيف 0.05 في المائة وتراجعت سوق مسقط 0.09 في المائة عند 7063 نقطة.