×
محافظة المنطقة الشرقية

مبدع في ثنايا سطور روافــد

صورة الخبر

عندما كان طالبا في السنوات الأخيرة من دراسته الجامعية، كان "عبدالرحمن صندقجي" يخشى على نفسه من شغف الإعلام أو موقع الـ"يوتيوب" على وجه التحديد، بعد سلسلة من الأعمال التلفزيونية التي قدمها آنذاك، إذ كان برنامج "القلب الحي" الأشهر منها عندما واكب الأعمال التطوعية في مدينة جدة، بعد الأمطار الشهيرة التي كانت قبل خمسة أعوام تقريبا. الرابط المشترك بين برنامج "القلب الحي" وعودته الآن بفيلم "فوسفين" المدوي من جميع الجوانب، هو العبث بالنفس البشرية، حيث تزهق الأرواح مع اختلاف الطريقة دون تصعيد يذكر سوى "قضاء وقدر". من الناحية المهنية، يعد "فوسفين" نموذجا حقيقيا لفن الصحافة الاستقصائية، الذي يتبناه الصحفيون الأكاديميون عادة، ويسعون إلى ترسيخ مفهومه، إذ يعتمد على البحث والتدقيق والاستقصاء؛ حرصا على الموضوعية والدقة، انطلاقا من مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد. ومن الآخر، الصحافة الاستقصائية تعد وسيلة لمساءلة المسؤولين ومحاسبتهم على أعمالهم خدمة للمصلحة العامة. هذا النوع من الفنون الصحفية يمكن تطبيقه في الوسائل الإعلامية كافة من الصحف المطبوعة والإلكترونية وفي الإذاعة والتلفزيون، وتتمثل صعوبته في عمليات البحث والتحري، وإيجاد البراهين، إضافة إلى الإعداد والتصور النهائي الذي يسبق التصوير الميداني، كذلك آلية المعالجة كالتسلسل المنطقي، وإضافة العنصر الدرامي، ولهذا يكلف إنتاج هذه الأعمال أموالا طائلة لطبيعة التنقلات والأدوات الإنتاجية، كما يستغرق وقتا طويلا يصل إلى عدة أشهر، في سبيل البحث عن معلومات تهم البشرية من حيث الفائدة وكشف الحقائق. الشاب الرائع عبدالرحمن صندقجي "يحمل مؤهلا جامعيا في الهندسة الصناعية" وقام إلى حد ما بتوظيف التخصص في مجال الإعلام، عندما بحث واكتشف في "فوسفين"، ولكن ماذا قدم الإعلاميون الأكاديميون والمهنيون المتفرغون عمليا لفن الصحافة الاستقصائية؟