أكّدت السيدة مها المنصوري، المدير التنفيذي في مركز قطر للتكنولوجيا المساعدة "مدى"، على تكثيف الجهود لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، مشيرة إلى أن قطر تعتبر الأولى بالمنطقة في دعم ذوي الإعاقة بفضل نشاط مركز "مدى" في المجتمع. وقالت في تصريحات لـ"الراية " إن مركز "مدى" يعمل على تحفيز مساهمة الأشخاص ذوي الإعاقة كأعضاء فاعلين في مجتمع ريادة الأعمال، مشيرة إلى أن المركز أطلق مؤخراً تقريراً يحمل عنوان "إنشاء خدمات قابلة للنفاذ لدعم روّاد الأعمال من ذوي الإعاقة في قطر"يفصل الأساليب والطرق التي يمكن لذوي الإعاقة من خلالها الاستفادة من مناخ ريادة الأعمال، وكيف يمكن للشركات تحقيق الفوائد من خلال دعم روّاد الأعمال من الأشخاص ذوي الإعاقة. وأوضحت مها المنصوري أن هناك حاجة كبيرة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، ونوهت إلى أن "مدى" يعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام التكنولوجيا عبر التركيز على ثلاثة مجالات وهي التعليم والتوظيف والمجتمع. وأشارت إلى أن عدد المنضمين إلى مركز "مدى" من ذوي الإعاقة يبلغ 2600 شخص قطريين وغير قطريين، مؤكدة أن المركز يخطط لتعزيز خدماته مع خلال الشراكات مع جميع القطاعات في الدولة، ويمتلك "مدى" شراكات مميزة مع العديد من المؤسسات في الدولة ولعل أبرزها مركز الشفلح، وزارة التربية والتعليم، ومؤسسة إحسان. تمكين ذوي الإعاقة وقالت مها المنصوري، إن مهمة "مدى" تتركز حول تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من تكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى أن وزارة المواصلات والاتصالات تقدم دعماً كبيراً لعمل مركز قطر للتكنولوجيا المساعدة، وهناك جهات أخرى في الدولة تساند عمل "مدى". أضافت:" لقد تمّ تأسيس مركز التكنولوجيا المساعدة مدى عام 2011 تحت مظلة وزارة المواصلات والاتصالات، مستمداً جذوره من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي اعتُمدت في عام 2006، وتبنتها قطر، وقد أُنشئ مركز مدى لاستيعاب نطاق المجالات المحددة في اتفاقية الأمم المتحدة والتي تشمل مجموعة واسعة من أنشطة القطاعين العام والخاص وإستراتيجية وزارة المواصلات والاتصالات". ونوّهت مها المنصوري، إلى أن إستراتيجية "مدى" تتركز على إطلاق قدرات جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة في قطر، وذلك عن طريق تمكين الأفراد وبيئتهم الاجتماعية من خلال حلول متطورة تطال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تماشياً مع معايير التنمية الإنسانية والاجتماعية التي حددتها رؤية قطر الوطنية 2030. وأوضحت أن دور مركز "مدى" فيما يتعلق بمونديال 2022 يتركز في إيصال صوت الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخبراء المنخرطين في تشييد الملاعب، وصانعي القرار. كما يساهم المركز في تقديم الاستشارات والتدريب اللازم لكل الجهات المعنية في كأس العالم 2022، ويوفر مجموعة من المتخصصين للإشراف على جميع البرامج المطروحة. إنجازات المركز وقالت:" حقّق مركز "مدى" مجموعة من الإنجازات التي ساهمت في دمج أفضل للطلاب من ذوي الإعاقة في المدارس والمؤسسات التعليمية، كما ساهم في تحسين إنتاجية الموظفين من ذوي الإعاقة في المؤسسات الحكومية والخاصة. بالإضافة إلى ذلك فقد ساعد المركز في تأمين نفاذ أفضل إلى العالم الرقمي وخلق وعي أكبر بأثر التكنولوجيا في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة". أضافت مها المنصوري:" مركز مدى يعمل على تأمين التدريب لمصممي المواقع الإلكترونية أو للأشخاص القائمين على هذه المواقع لدى المؤسسات والشركات، وذلك لتسهيل عملية التحول من مواقع غير قابلة للنفاذ إلى مواقع يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة ولوجها وتصفحها بكل سهولة". وأشارت إلى أن مركز "مدى" يعمل مع وزارة الداخلية لتحقيق مبدأ النفاذ الرقمي من خلال تطبيق مطراش 2، والذي تقدّمه وزارة الداخلية لتيسير إجراءات العمل وتبسيط كافة خدماتها، حيث يشمل التطبيق أكثر من 80 خدمة يتم إنجازها باستخدام الجوال، بكل سرعة وسهولة، لتوفّر الوقت والجهد والمال. وأوضحت أن مركز مدى يقوم بتدريب الأشخاص والمؤسسات على حد سواء، فعلى الصعيد الفردي يتضمن التدريب تعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة على استعمال حلول التكنولوجيا المساعدة على مختلف أنواعها، والتي بدورها تذلل الكثير من العقبات أمامهم، كما يزوّد المركز الأشخاص من ذوي الإعاقة بالكثير من التطبيقات المخصصة للعمل أو التعلم أو اللعب. جهود "مدى" تدعم ذوي الإعاقة في جامعة قطر قال محمد الفهدة مسؤول الاتصال والتسويق في مدى من ذوي الإعاقة البصرية: "يوفر مركز مدى للأشخاص ذوي الإعاقة في جامعة قطر العديد من الأجهزة والبرامج المتطورة لمساعدة الطلاب وتسهيل عملية التعلم، ويمكن للطلاب أن يتوجهوا إلى المركز للتسجيل، أو للحصول على الاستشارات اللازمة لمساعدتهم في تخطي أي عقبات تواجههم في مجال الدراسة. وأشار إلى أن مركز مدى يتابع جميع الحالات بشكل منتظم، ويقوم المركز بزيارات دورية لجامعة قطر ولبعض المدارس لتقديم الدعم اللازم". هذا، وقالت أسماء فوزي، طالبة في جامعة قطر:" عند الالتحاق بالجامعة أصبح هناك الكثير من التحديات الجديدة؛ لأن المنهج موسع ويحتاج إلى بحوث قد تتخطى المواد المتوفرة ضمن المنهج، ولقد ساعدت التكنولوجيا المساعدة المقدمة من مدى في تخطي الكثير من العقبات حيث استفاد من الخدمة المقدمة حوالي الألفي شخص بمعدل 300 شخص كل عام منذ أطلقت الخدمة". ومن جانبه، قال حمد علي المري، طالب في جامعة قطر من ذوي الإعاقة:" بعد إطلاق مركز مدى لخدماته أصبح من السهل على الطلاب ذوي الإعاقة الحصول على التكنولوجيا المساعدة بوقت أقصر، وقد ساهم ذلك بزيادة عدد الأشخاص المستفيدين من هذه الأجهزة.