×
محافظة المنطقة الشرقية

غدا ينطلق مهرجان العيد الوطني لكرة السلة

صورة الخبر

كنت أقرأ كتاب (عبقرية عمر) لعباس محمود العقاد، حتى وصلت للجزء الذي يتكلم عن معاركه مع الفرس... فوجدت نفسي أفكر في حلب!! وضعت الكتاب جانباً لكي لا أتهم أني طائفي... فوقعت عيناي على كتاب آخر بطبعة تجارية صفراء وورق أبيض مليء بالسواد عنوانه (طغاة التاريخ) لمجدي كامل، قرأت عن كاليجولا وسيزار ونيرون ذلك المفتون بأمه، والذي أحرق روما وهو يبتسم متغنياً بأشعار هوميروس!، وتصفحت قليلاً هتلر وستالين وموسوليني، لم يكن بوتين موجوداً... فرميت الكتاب، وبدأت أفكر في حلب!! هناك على أحد الأرفف يوجد كتاب بعنوان (علم الاجتماع - المفاهيم الأساسية) حرره جون سكوت، أذكر أنني قرأت فيه عن مفهوم (الدولة) وهو مفهوم محير، فمن الصعب التحديد بدقة أي المؤسسات تتكون منها الدولة وإلى أي درجة تمتد... مرافق الخدمات العامة والمحاكم والشرطة والقوات المسلحة، اتحادات التجارة والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام كلها من مكونات الدولة... لم يذكر المؤلف الشعب كمكون أساسي للدولة... فبدأت أفكر في حلب!! في معرض الكتاب الأخير اشتريت كتاب (التجذر) للفيلسوفة سيمون فايل، لم أقرأ الكتاب إلى الآن، ولكن العنوان الهامشي للكتاب (تمهيد لإعلان الواجبات تجاه الكائن الإنساني) لا أدري لماذا انفجرت من الضحك، ضحك حتى البكاء... ثم بدأت أفكر في حلب!! تنقلت بين الأرفف وتناولت كتاب (تداعي الحيوانات على الإنسان) كتاب ممتع من تأليف إخوان الصفا، يصنف تحت باب أدب المحاكمات، تشتكي فيه الحيوانات جور وظلم الإنسان لملك الجن الحكيم (بيوراسب)... سرحت في الخيال، وتمنيت لو كان العنوان (تداعي الإنسان على الحيوانات) حيث يشتكي الإنسان جور وظلم الحيوان... وخصوصاً الأسد... وضعت الكتاب على الطاولة وبدأت أفكر في حلب!! على نفس الرف وجدت كتاب (مزرعة الحيوان) لجورج أورويل، تتكلم عن مجموعة من الخنازير دعت للثورة على حاكم المزرعة، ثم دب الفساد على أيادي قادتها، وظهرت رايات عديدة ومتنافرة من الخنازير المنادين بالثورة، وتبين الرواية فساد قادة الثورة، وما يمكن أن يفعله الجهل واللامبالاة بالمشكلات التي توضع ويتم زراعتها في مسار الثورة مما يؤدي إلى وقوع فظائع إن لم يتحقق انتقال سلس للسلطة... ذهبت إلى رف آخر وأنا أفكر في حلب!! سقطت يدي على كتاب بعنوان (الوحدة تدلل ضحاياها) لكاتب سوري اسمه دارا عبدالله... يقول في إحدى قصصه (القاتل في المجازر الجماعية يخسر لذة قتل كل فرد على حدة. المئات في المجازر الجماعية تضمحل أسماؤهم، في حين أن قتيلاً واحداً يصبح نجماً... الوحدة تدلل ضحاياها) أغلقت الكتاب وأنا أفكر في الذين ستضمحل أسماؤهم في حلب!! شعرت بالملل، فتصفحت كتاباً عن حقوق الإنسان ولعنت الأمم المتحدة، وآخر عن نبذ العنف والطائفية وعتبت على المثقفين والمجتمع المدني، وثالث بعنوان (القرن الواحد والعشرين ليس أميركيا) لبيير بيارنيس، يراهن فيه على عودة الأقطاب روسيا والصين والهند، وربما العالم الإسلامي... فكرت في السعودية وتركيا ومصر!! الكتب لا تعطيك اليقين في حالات كتلك التي نعيشها اليوم. لذلك تركت القراءة في هذا اليوم، وقررت أن أفكر في حلب فقط، أريد أن أساهم بأي شيء، فدخلت إلى تويتر ووضعت هشتاق#العالم_يحتاج_إلى_مزيد_من.........كمحاولة للتحايل والالتفاف حول فكرة أن العالم يتجه للجنون! أشعر بالنعاس... محمد راشد العفاسي هو أجمل صوت من الممكن أن تسمعه قبل أن تنام، أذكر قوله تعالى(‏(سَيُهزَمُ الجَمعُ وَيُوَلّونَ الدُّبُرَ بَلِ السّاعَةُ مَوعِدُهُم وَالسّاعَةُ أَدهى وَأَمَرُّ إِنَّ المُجرِمينَ في ضَلالٍ وَسُعُرٍ). نمت وحلمت بأني قابلت محمد الماغوط!! استيقظت في الصباح وتذكرت أني قد نسيت أن أدعو لحلب. كاتب كويتي moh1alatwan@