×
محافظة المنطقة الشرقية

الكرملين يرفض اقتراح موغيريني حول توحيد الصفوف ضد ترامب

صورة الخبر

وجدتها جالسة بقرب النافذة ,وكأنها انتقلت إلى عالمٍ آخر غير عالمنا نحن, ما رَمَشَت ولا حتى مرة,ما أرادت الطعام و شربَ الماء,أهمَلَت هيَئَتها و شَكلَها منذ أيام,وكل ما أسألها عن حالها و عن سبب انعزالِها تُجيبني بدموعٍ من عيناها يتناثرون على وِجنَتَيها كالسّكاكين,دموع تُخرِجُ كلّ ما فيها من حزنٍ ووحدةٍ و فراق محبّين, ما اعتدتُ عليها بهذا الشكل,ما اعتدت عليها ضعيفةً,مهزوزةً,مترددةً,تائهةً,و هاتفها بجانبها ما فارقته أبداً ,لم تُجِب على عشرات المكالمات من زميلات عملٍ أو حتى أصدقاء,و كأنها كانت مُنتظرة لمُعجزةٍ تَحِلّ على هذا الهاتف اللّعين,معجزة انحَصَرت بمتّصلٍ واحدٍ فقط,لم أدر من هو بعد, لكنه عزيزٌ و مميزٌ على قلبِها ,أنا متأكدة. ما بكِ؟ما بال عيناكِ حزينتين؟ ما بال دموعك لم تتوقف عن التّساقط؟ ما بكِ يا أختاه, أنت التي لطالما أطَحتِ بالّرجال أرضاً من نظرةٍ ترمقيها بهم ,أنت التي لطالما أبكَيتي أعظمَ الرّجال شأناً و أرمقَهم منصباُ ؟من هو هذا الرجل الذي تميّز عنهم؟من هو الذي اقتحَمَ كبرياءك و غرورَك و حوّلهما إلى سذاجةِ فتاةٍ صغيرةٍ تلعب في باحات مدرستها؟ أنت التي لطالما كان طموحك أكبر بكثير من كل هذه الدنيا,أنتِ التي لمع اسمكِ في مجال القانونِ و الدّفاعِ عن المظلومين,فلطالما كان الحظّ مرافِقك أينما ذهبتِ , ولطالما كان التّميز يأتيك زحفا عند أقدامك, لطالما كان جمالك استثنائيّ ,و نظرة عيونك استثنائيّة, تجعلين أي إنسانٍ أمامك يعلن استسلامه و يرفع الرايات البيضاء من حوله مهما كان صعب المنال, ما بكِ ؟ما الذي حَصَل؟ نَظَرَت اليّ مَرة أخرى و قالَت: أَحبَبتُ,أحببتُ لأولِ مرة في حياتي,أحببتُ و ما استطعت الافلاتَ من قيودِ حُبه,حاولتُ في البداية لكنه انتَصَر, إحساسا يا أختي لأول مرة أَعيشُه , وكأنني ضائعة,حتى كان دائما يقولُ لي :أحلى ما في الحبّ الضّياع, أَحببَته و تعوَّدتُ عليه,أَحَبّني و تعلّق بي,رأيتُ فيه شيئا ما رأيته على إنسانٍ من قبل ,ورأى في نفسي أشياء ما رآها في فتاة من قبلي, عندما كان يَراني كان يتوق إلى الحريّة من سلاسِلَ نَظَرَاتي إليه,كان دائما يردّدُ كلمات أغنية الحريّة لفيروز,"يا حرية يا زهرة نارية,يا طفلة وحشية يا حرية ,خبّوا حُريتكُم بجيابكم و اهربوا " لم أعلم بأنه سوف حقا يَهرُب,هَرَبَ و ما عاد,ظروفنا كانت أقوى بكثير,كان قوي جدا يا أختي, لكنه بنفس الوقت ضعيف جدا عندما كان يتعلق الموضوع بي,ضحكنا,فرحنا,تشاجرنا و حزنا,كانت علاقَتُنا يملؤُها جُنون الحب وليس الحبّ,كُنتُ أُكَمّله,وكان روحي الأخرى التي تاهت مني وما عادت إلى جسدي,افترقنا في تلك الليلة اللّعينة, افترقنا و الدموعُ أَغرَقَتنا نحن الاثنين, هل شعرتِ ولو لمرة بشعورٍ غريب من نوعه ,تشعرين بأنك تنتمين إلى هذا الشخص و بأن مكانكما الصحيح هو أرضٍ تجمعكُما معاَ, شعرتُ في تلك الليلة بأنّ كلّ الكلامِ الجارحِ الذي خرَجَ من شفاهِهِ الورديّة حلمٌ بَشِع أردتُ الاستيقاظَ مِنه بأيُّها طريقة,وما أردت الاستماع إلى أيّ كلمةٍ أخرى,أردت أن نهرب من عالم و مجتمعٍ قد شُبّعَ بالقسوةِ و العاداتِ و التقاليدِ الغبيةِ ,والتي ما كانت لها علاقة بالمنطق لا من قريب ولا من بعيد,تَعِبتُ يا أختي,أريدُهُ و أريدُ كلّ مافيه, وهو يريدُني و يريدني له وحده ,أنا متأكدة بأن الفراق قد عذّبه و أحرقَ تفكيرَه أكثر مني,لكن صدّقيني ,إذا ما تواجَدَت الإرادة أو العِناد أمام أي طرفٍ معارضٍ لهذا الحب أو حتى تواجد للتمرّد على أي ظرفٍ وهميّ كنّا قد خَلَقناهُ ولا وجودَ له بالأصل,لن نكون معا ولا في يوم, تمنّيتُ في تلك الليلة لو تبادلنا الأدوار , تمنيتُ لو أكُن أنا الرّجل و هو المرأة,كي أقفزَ عن كلّ الظُّروفِ و أخرجَ مِرتاحَ البالِ مع ضميري السعيد و الامرأة الوحيدة التي أحببت فقط,حينها جميع الظروف سوف تخضع لنا غصباً ,لا أدري إلى متى سأظلّ أفكر به و يفكر بي, لكني أعلم شيئا واحدا فقط و هذا من الأشياء التي ستهوّن علي تعقيداتٍ كثيرةٍ و عوائقٍ قد أُسدِلَت ستائِرُها في طريقي, "الله ",الله وحدَهُ سوف يحقّق لنا كل الخير ,وسيجمعنا مرة أخرى في يومٍ صدّقيني , أنا واثقة من ذلك , حَضَنتُها لِتَهدأ قليلاً ,و قمتُ باصطحابِها خارجاً لتناولِ العشاء,ضَحكنا و مَرحنا و و فَرحت هي بمحبةِ الناسِ لها,يلتقطون الصور معها و يلقون عليها أبياتا من الغزل و الشعر,عادت وهي متيقنة بأن قدرهم واحد, ونصيبهم واحد, و لو اعترضت الناس جميعا و أعاقتهم الظروف جميعها سوف يُجمَعونَ ببعضهم إذا أراد الله ذلك ,من رأيي كلامها كان فيه شيءٌ من الصحةِ و أعجَبَني إيمانها بتحقيق هذا الحلم,لكن سألت نفسي سؤالاً واحداً فقط و كم تمنيت بأن تَرزُقَني الصُّدفة إجابته,هل هذا الرجل الذي تَحَدَثَت عَنهُ و سَكَنَ قَلبَها يَستحِقُّ امرأة ناجحة طموحة جميلة يتمنى أي رجل الوصول إلى قلبها مثل ما وصَل هو ؟ لستُ متأكدةَ من الإجابة ولكني متيقنة من شيء واحد فقط. بأن هكذا يكن الحب الحقيقي يا سادة,هذا هو الحبّ. فرح العبداللات