ليست هناك أية مشكلة في أن يتسابق مديرو المستشفيات في التصوير مع المرضى، صباح العيد أو حتى قبل العيد (إذا كان المدير ينوي التمتع بإجازة) وإرسال الصور للصحف على أساس أن المديرين يعايدون المرضى ويقضون أول أيام العيد معهم. المشكلة أن البرامج التي تنظمها الإدارات المعنية في مستشفياتنا لا تهتم بنوعية البرامج، بقدر ما تهتم بصور المدير. فمعظم الفعاليات مكررة وتؤدى بشكل وظيفي غير علمي، ومن قبل أشخاص لا يهمهم سوى انقضاء ساعات البرنامج الترفيهي، لكي يذهبوا لبيوتهم، وهذا ليس انتقاداً أو تقليلاً من شأن عملهم، ولكن المسألة تحتاج إلى أكثر من ذلك. تحتاج إلى محاولة دمج الخارج بالداخل، وإحياء فعالية حقيقية، يشترك فيها الأصحاء مع المرضى، ويكون فيه بعض الأصدقاء والجيران والمدرسون، وتكون هناك معايدات حقيقية وفرح حقيقي ومواساة حقيقية للمرضى. كما أن على المؤسسات والجمعيات الأهلية مسؤولية المشاركة، فالأطفال والبالغون هم جزء من المجتمع، منعتهم ظروفهم الصحية من التواجد في هذه المناسبة الحميمية، وعليها أن تسهم في البرامج التي قد تعوضهم عن هذا الحرمان. إنها غصةٌ مُرّة، تلك التي يشعر بها الطفل أو الفتاة أو المرأة المسنة، حينما تمر عليهم أيام العيد، وهم على أسرة المرض، ولن يخفف مرارتها إلا نحن.