بعد اجتماع رأسه الرئيس الأميركي بارك أوباما مع مسؤولي الأمن والاستخبارات لاستعراض جهود مكافحة تنظيم داعش، أعلن المبعوث الرئاسي بريت ماكغريك تحقيق التحالف الدولي لمكافحة «داعش» نجاحا كبيرا في استعادة 61 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش» في العراق، واستعادة 28 في المائة من الأراضي في سوريا من يد «داعش»، دون أن يتمكن قادة «داعش» من استعادتها مع تحضير الأرض سياسيا واقتصاديا لتمكين السكان من العودة، والتأكد من أن هزيمة «داعش» نهائية. وأشار ماكغريك إلى أن الولايات المتحدة قامت بتسليح وتجهيز وتدريب وتقديم المشورة إلى 17 ألفا و450 عراقيا للقيام بمهام قتالية ضد «داعش». واستعرض ماكجريك، في مؤتمر صحافي مساء أمس الثلاثاء بالبيت الأبيض، سبعة محاور، نجحت قوات التحالف من خلالها في تقليص نفوذ «داعش» في العراق وسوريا وليبيا، مشيرا إلى أن «داعش» كان يسيطر على مسافة تبلغ 150 كيلو في مدينة سرت بليبيا، ويتخذها ملاذا آمنا لشن هجمات ضد الدول المجاورة، وتمكنت قوات التحالف من استعادة الأراضي وشن 500 غارة جوية، وقتل أبو نبيل قائد «داعش» في ليبيا. وأشار المبعوث الرئاسي إلى أن المحور الأول يتعلق بنجاح قوات التحالف في استعادة الأراضي والمناطق التي كانت يسيطر عليها «داعش»، وتقليص قدرة التنظيم على جذب مقاتلين أجانب للسفر إلى سوريا والعراق، ويتعلق المحور الثاني في قتل قيادات «داعش»، مشيرا إلى أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي لم يظهر منذ عام، وأنه لا يستطيع تأكيد التقارير التي تشير إلى مقتله أو إصابته إصابة خطيرة. وقال ماغجريك: «كانت آخر رسالة للبغدادي قبل اختفائه هي أن يواصل المقاتلون البقاء في ساحة المعركة حتى الموت، لكن دب التخاذل والضعف والتراخي لدى قوات (داعش) بعد اختفاء زعيمهم». وشدد ماكغريك على نجاح قوات التحالف في تقليل أعداد المقاتلين الأجانب وقدرتهم على الالتحاق بالتنظيم داخل سوريا والعراق، مشيدا بقيام أكثر من ستين دولة بسن قوانين لمنع عبور المقاتلين وتعزيز تبادل المعلومات بين العواصم. وفي المحور الرابع، أشار ماكغريك إلى النجاح في تدمير موارد «داعش» النفطية، وتدمير 168 مصفاة نفطية، مما أدى إلى عجز «داعش» عن دفع رواتب المقاتلين. وأكد نجاح الجهود في المحور السادس لحرمان مقاتلي «داعش» من العبور عبر الحدود، إضافة إلى قتل قادة «داعش» المتخصصين في الدعاية عبر الميديا الاجتماعية، والتعاون مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وماليزيا لمواجهة الآيديولوجيا المتطرفة، والعمل على إزالة محتويات الدعاية «الداعشية» من مواقع الإنترنت. وفي المحور السابع والأخير، أشار ماكجريك إلى عمل قوات التحالف للقضاء على محاولات «داعش» التواصل والتنسيق مع جهات وشبكات إرهابية أخرى مثل «بوكو حرام» والجماعات المتطرفة في ليبيا. ورغم النجاحات في استعادة الأراضي وتقليل قدرات «داعش» داخل سوريا والعراق فإنه حذر من استمرار التنظيم في التخطيط لشن هجمات ضد الدول الغربية، مؤكدا أن «داعش» كحركة سيتم هزيمتها وتدميرها، لكن الفكر المتطرف لن ينتهي باختفاء «داعش». وأكد ماكغريك أن الجيش الأميركي ومسؤولي المخابرات يناضلون لمنع الذئاب المنفردة من تنفيذ هجمات نيابة عن تنظيم داعش. وقال: «إنهم لا يزالون يستعدون لتجنيد أفراد مختلين من جميع أنحاء العالم، وهذا أمر من الصعب جدا وقفه». وأشاد المبعوث الرئاسي بدور السعودية في مكافحة «داعش» ولقاءاته الأخيرة مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال: «البغدادي دعا إلى قصف السعودية، ولذا يوجد دور مهم للسعودية في مكافحة (داعش)، وكل ضربات التحالف تتم وفق نسق محدد». وأشار المبعوث الأميركي إلى مشاورات أميركية مع تركيا لتحرير مدينة الرقة، واصفا تلك الجهود بالمثمرة.