تفاعلاً مع ما تعيشه حلب السورية من قصف وإبادة على يد نظام الرئيس بشار الأسد وحلفائه، أعلن عدد من النواب تقديمهم طلباً لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمة الثلاثاء المقبل، لبحث تداعيات هذه المأساة. وأكد النواب، خلال مهرجان خطابي بمسرح مجلس الأمة أمس، أن هذا المهرجان "يأتي لنصرة إخواننا في حلب الذين يتعرضون لحرب إبادة"، مشددين على حق ممثلي الأمة في المطالبة بإجراءات رسمية فورية تجاه هذه المجزرة. وطالبوا بموقف خليجي وعربي وإسلامي موحد من أجل وقف المجازر في سورية، داعين إلى ضرورة اتخاذ قرار عاجل بقطع العلاقات مع موسكو وطهران، واستدعاء سفيريهما احتجاجاً على حمام الدم المستمر في حلب. كما طالبوا وزارة الأوقاف بإرسال كتاب إلى أئمة المساجد بتخصيص دعاء القنوت لتفريج هذه المأساة، مؤكدين ضرورة تيسير الأمور أمام اللجان الخيرية وتوصيل المساعدات إلى المدينة المنكوبة. ميدانياً، تبدو كلمة "الجحيم" وصفاً مقرّباً لخلاصة ما تعانيه مدينة حلب من ويلات، حيث ارتكبت قوات النظام الحاكم هناك وحلفاؤها انتهاكات غير مسبوقة في الأحياء التي انتزعتها من يد المعارضة التي أوشكت تخسر المدينة كلها. واتهمت الأمم المتحدة قوات الرئيس بشار الأسد وميليشيات عراقية بقتل 82 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال داخل بيوتهم، في حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "عشرات الجثث في الشوارع بسبب القصف المكثف من النظام". وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن عدداً كبيراً من الأطفال الذين افترقوا عن عائلاتهم أو تُرِكوا بدون من يرعاهم ربما يزيد على المئة، مبينة أنهم محاصرون الآن بمفردهم في مبنى يتعرض لقصف عنيف. وتكدس آلاف المدنيين في حي "المشهد" وأجزاء من أحياء أخرى لا تتجاوز مساحتها كيلومترات قليلة، ينامون في الشارع، ويعاني الجميع الخوف والجوع. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "الآلاف غير المشاركين في العنف لا يجدون مكاناً آمناً يتوجهون إليه"، مضيفة: "قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأرواح". ورغم الإدانات الدولية والعربية والإسلامية، رفضت موسكو وقفاً لإطلاق النار لإجلاء المدنيين، بينما عقد مجلس الأمن جلسة عاجلة لبحث التطورات. وتضاربت المعلومات مساء أمس بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار من عدمه.