يعد مرض السرطان من أسباب الوفاة الرئيسية في جميع انحاء العالم، حيث تشير توقعات منظمة الصحة العالمية الى احتمال زيادة عدد حالات الاصابة بهذا المرض بنحو ٧٠٪ خلال العقدين القادمين، بالرغم أنه يمكن الوقاية من اكثر من ٤٠٪ من مجموع حالات المرض من خلال الاكتشاف المبكر والبرامج التوعوية بين المؤسسات الصحية وغيرها من مؤسسات المجتمع. من جهته كشف مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض للصحة العامة الدكتور فهد البليهي عن ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض بالمملكة خلال العقدين الماضيين بما يعادل ١٦ الف حالة سنويا، في مقدمتها سرطان الثدي بنسبة ١٥٪ ثم سرطان القولون بنسبة ١١٪ ثم بقية انواع السرطانات الأخرى بمعدلات أقل. وأوضح الدكتور البليهي خلال رعايته لحفل فعاليات اليوم العالمي للسرطان والذي أقيم بالقاعة الكبرى بصحة الرياض، أن منطقة الرياض تحتل المرتبة الثالثة بين مناطق المملكة في معدلات الإصابة التي يتم رصدها بمعدل 106.3 حالة لكل 100 ألف مواطن ومقيم بالمنطقة. وأشار إلى أن صحة الرياض أعدت برنامجا متكاملا لنشر الوعي الوقائي بالمرض وتحسين خدمات رعاية المرضى يتضمن العديد من الفعاليات والمحاضرات والندوات التوعوية في جميع محافظات المنطقة وذالك بالتعاون مع نخبة من الأطباء المتخصصين والمعنيين بمكافحة السرطان والتنسيق مع كافة المستشفيات ومؤسسات القطاع الصحي الخاص. وقالت مدير البرنامج الوطني لمكافحة السرطان بوزارة الصحة الدكتورة فاتنة الطحان إن التوعية الصحيّة وتفعيلها تعد من الأهدافِ التي ننشدها جميعاً، حيث إنها أحدُ العناصرِ الأساسية في الوقاية من الأمراض والحد من آثارها سواء الجسدية أو النفسية. وأشارت إلى أنّ مشاركةَ المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من (جمعيات ومؤسسات أهلية) في تحمّلِ المسؤوليةِ الوطنية والمشتركة بمكافحةِ مرضِ السرطان بكافّةِ أنواعِه والسيطرة عليه من أهمّ الاستراتيجياتِ لتضافر كافّة الجهودِ والامكانيات للسيطرة عليه وخفض الوفيات الناجمة وتحسين نوعية الحياة للمصابين به. وأكدت أن المكافحة تبدأُ بالكشف والتشخيصِ المبكر للمرض، واتّخاذ الوسائلِ العلاجية المتطورة، وذلك بناءً على الدراساتِ التي أثبتت أنّ هذه الخطوات تزيد من نسبة الشفاءِ ومن معدل البقاء على قيد الحياة.