قدمت الحكومات الخليجية الكثير لتحسين مستوى التنافسية في المنطقة، لذا فإن الخطوة القادمة ينبغي أن تكون تأسيس مراكز بحوث إقليمية لتحديد وتطوير مجالات جديدة تعزز الميزة التنافسية، جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية، التي ألقاها سعادة المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الرئيس التنفيذي ورئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"، في مؤتمر البحوث والابتكار 2014م، الذي ينظمه الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"، أمس الأربعاء في دبي. وقال الماضي خلال كلمته لدى افتتاح أول مؤتمر من نوعه تقيمه "جيبكا": إن البيئة الاقتصادية المتغيرة في المنطقة جعلت التوجه نحو الابتكار أكثر أهمية من أي وقت مضى، فعلى سبيل المثال دفع استخراج الغاز الصخري في الولايات المتحدة بأسعار الغاز الطبيعي للهبوط بشكل حادّ (من رقم ذي خانتين إلى رقم ذي خانة واحدة)، وذلك في غضون بضع سنوات فقط. ففي يونيو من العام 2008 بلغ سعر البيع الفوري للغاز الطبيعي في مؤشر NYMEX للسلع 12,69 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما هبط السعر في عام 2012 إلى 1,95 دولاراً. وأضاف الماضي: "كانت الموارد الأحفورية الوفيرة ميزتنا التنافسية الأساسية، والتاريخ الحديث أثبت أن الميزات التنافسية التقليدية يمكن أن تتعرض للأفول، وأن السوق لا ترحم أولئك الذين لا يحصلون على ميزات بديلة جديدة، ولهذا فقد غدا الابتكار ضرورة لتحقيق الميزات التنافسية". كما أشاد الماضي بالجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز التنافسية؛ من خلال التقنية والابتكار، مشيراً إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وكذلك أودية التقنية، مثل وادي الظهران للتقنية ووادي الرياض للتقنية؛ كأمثلة على تلك الجهود، لكنه استدرك أن أغلب مراكز البحوث المتخصصة بالابتكار لازال وجودها مقتصراً على مناطق أخرى من العالم. فمن بين أكثر من 550 مركزا للبحوث لا يوجد في منطقة الخليج سوى مركز واحد حسب موقع (ويكيبيديا). وحول تطوير مراكز البحوث قال الماضي: "من الجيد أيضاً تطوير مراكز البحوث التي يمكنها الاستفادة من ميزانيات كبيرة للبحوث وابتكار التقنيات المناسبة بشكل أسرع، كما يمكن استثمارها اقتصاديا بشكل أفضل، من خلال استغلال حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بها، وكذلك التسويق الجيد"، منبهاً إلى أنه لا يخفى على الجميع وجوب اتقان أي أمر مهم لمستقبل القدرات التنافسية، كي يمكن تحقيقه. وبشأن الفوارق الزمنية التي يصنعها الابتكار بخصوص الصناعات، أشار الماضي إلى أن الإطار الزمني المطلوب لتطوير منتج كيميائي جديد، أو نوع مبتكر من البوليمرات يمكن أن يستغرق عقداً كاملا، بينما لا يتطلب تطوير الهاتف الذكي، الذي سيستخدم فيه منتج البوليمر إلا أشهرا معدودة، وفي ذات الوقت فإن تحسين تقنيات استخراج المواد الخام تقلل الوقت المطلوب لتطوير الاحتياطات الجديدة من الموارد الطبيعية حتى نضوبها خلال ما يقارب العقد. ودعا الرئيس التنفيذي لشركة (سابك) إلى إيجاد طرق كفيلة بتحقيق ميزة تنافسية أسرع من المنافسين، الذين سبقوا الشركات الخليجية في مضمار الابتكار، لأن صناعة الكيماويات الخليجية بدأت متأخرة في هذا المضمار.