برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة تكاد تسيطر على عقول متابعي الكرة السعودية إلى درجة أنها في رأيي تستحق الدراسة من قبل أطباء علم النفس ليقدموا لنا ما توصلوا إليه وليحلوا اللوغاريتم العجيب المتمثل في تأثير اسم نجم الهلال والمنتخب السعودي الأسطوري السابق ومدرب الفريق الأزرق الحالي سامي الجابر على المتلقي سواءً كان ذلك التأثير سلبياً أم إيجابياً. متلازمة سامي تلك وإن ظهرت في وقت سابق على فترات إلا أنها في هذا الموسم سيطرت على جميع المتابعين فلا تجد برنامجاً فضائياً أو إذاعياً إلا ويتحدث عنه ولا صحيفة أو موقعاً رياضياً إلا ملأ صفحاته باسمه، حتى مواقع التواصل الاجتماعي تقدم فيها اسم سامي الجابر إلى أكثر اسم تم ترديده. لا شك أن ابن الوطن سامي الجابر وبناء على تاريخه الذهبي والدولي ونجوميته ودماثة خلقه وجودة عمله يستحق أكثر من ذلك إلا أن ما جعلني اكتب هنا هو ذلك التأثير الغريب والسريع الذي يتركه اسمه على ملامح وجوه من لا يتمنون نجاحه، حتى باتوا ينتظرون أي زلة منه أو كبوة لفريقه ليتقافزوا مرددين "قلنا لكم ما عنده شيء" بينما عند نجاح له أو فوز لفريقه يلتحفون أرديتهم ويتوسدون وجعهم وينامون باكراً وكأن شيئاً لم يحدث، هؤلاء ومن يرد عليهم من الجهة الأخرى من عاشقي هذا الاسم هم من جعله الأكثر تداولاً في الوسط الرياضي هذا الموسم، وإن أردتم برهاناً راقبوا وتابعوا البرامج الرياضية والصفحات الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي ابتداء من ليلة أمس ولمدة أسبوع ليتأكد لكم انتشار "متلازمة سامي" وتأثيرها على منطق وأحاديث المجتمع الرياضي السعودي وما جاوره؛ أما لماذا من ليلة أمس تحديداً فلأن سامي الجابر قاد ليلة أمس فريقه في مهمة آسيوية أمام سباهان الإيراني وللأسف لا أعرف ما انتهت عليه المباراة لأنني اكتب هذا المقال قبل انطلاقتها لظروف الطبع. دقائق * "متلازمة سامي" ظاهرة تستحق الدراسة أقولها صادقاً وأتمنى أن يتبناها أحد ما. * مجرد الحديث عن إقالة مدرب المنتخب السعودي الأسباني لوبيز كارو أظنه ضرب من الجنون إلا إذا كان الداعي أمراً غير فني، فأرقام هذا المدرب تعد الأفضل بين المدربين الذين أشرفوا على الأخضر. * مازلت غير مستوعب لإعلان لجنة الانضباط السعودية عن عقوبة مدرب النصر الأورغوياني كارينيو بإيقافه مباراة واحدة أما لماذا فلأن حكم المواجهة ابعده من ملعب المباراة بعقوبة إدارية بسبب تهجمه عليه بين الشوطين وهو ما يعني إيقافه اتوماتيكياً للمباراة التي تليها، وبالتالي إما أن تضيف لجنة الانضباط عقوبة انضباطية إضافية، أو تكتفي بقرار الحكم ولا تصدر بياناً يكشفها، وأفضل أنموذج لذلك هو قرارها تجاه لاعب الشباب مينغازو حينما لم تكتف بقرار طرده من الحكم فأضافت قراراً انضباطياً واستحق ذلك الإعلان عبر بيان. * من علامات ضعف القرار.. رمي مسؤولياته على اللجان ثواني "لا تتذمر بسبب قلة ما تملك، لأن "أقل" ما عندك، هو حلم "كبير" لأشخاص قد لا تراهم في حياتك. ما تستصغره أنت، قد يتمناه غيرك طوال العمر