تسارعت علامات «التشكيل» أمس بشكل يفضي إلى ولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة. وينتظر أن تثبت النسخة النهائية للتشكيلة الوزارية اليوم بعد تشاور الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تمهيدا لصدور المراسيم في ضوء الاجتماعات الأخيرة التي عقدها رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أمس. واستهل فرنجية لقاءاته بزيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وقال بعد اللقاء: «نحن مستعدون لأي لقاء مع الرئيس عون، والأمور في طريقها إلى الحلّ في ما يتعلّق بتشكيل الحكومة»، لافتا الى أن «سيدنا البطريرك يحدد علاقتنا مع الرئيس عون وأنا أثق بسيد بكركي»، مؤكدا أن « البطريرك الراعي هو راعي الجميع وبي الكل وراعي الكرامات». وأعرب فرنجية عن اعتراضه «على التعاطي معنا على طريقة الانتقام أو القصاص ومن يريد معركة فنحن جاهزون كما نحن مستعدون للمهادنة»، مضيفا: «كثير من الاشخاص يعملون على ضرب علاقتنا مع الرئيس عون». ورأى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الحليف الاساسي ونأمل ان تكون كل الامور جيدة للوصول الى ولادة الحكومة في الايام المقبلة»، مشددا على تمسكه بمطالبه في الحكومة. ثم زار رئيس «المردة» الرئيس بري في عين التينة، وقال: «وصلنا حقنا من الرئيس بري بعد ان قدم لنا وزارة الاشغال ونأمل ان يكون الرئيس عون منفتحا»، مضيفاً: «نحن كمردة نعتبر ان حقنا وصل الينا اولا من الرئيس بري ومن مرونة الرئيس الحريري». وختم: «لقد منحنا الرئيس بري وزارة الأشغال التي كانت من نصيبه، ومرشحنا للوزارة هو يوسف فنيانوس وننتظر موقف الفرقاء الآخرين». واستغربت مصادر سياسية مطلعة قيام فرنجية بالحديث عن حصوله على وزارة الاشغال، مشيرة الى «وجود احتمالين خلف الاعلان، الأوّل يعني اقتراب الحلّ الحكومي واعلان التشكيلة الحكوميّة في أي لحظة، والآخر يعني العكس تماما، أيّ العودة الى المربّع الأوّل في توزيع الحقائب». وأضافت أن «القوات اللبنانية اعتبرت أنّ حقيبة الاشغال هي حقيبة التعويض لها عن تنازلها عن حقيبة سياديّة في الحكومة، وبالتالي فإن إعلان فرنجيّة ينسف كل ما كانت القوّات تقدّمه لجمهورها». إلى ذلك، أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، أمس، إلى أن «الأمور أفضل في هذه المرحلة عن المرحلة السابقة لجهة تشكيل الحكومة»، مردفاً: «لذلك أعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى من إعلان التشكيلة». كما أكد امين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، أمس، أن «هناك تقدما واضحا بالتفاوض الحاصل على الصعيد الحكومي، ولكن نهاية الاتصالات يعبر عنها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة عندما يجهز التصور النهائي عنده، ولا شك ان الاتصالات التي جرت في الأيام الأخيرة كانت دافعة الى الامام». في سياق منفصل، اعتبر رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ان «انتخاب عون يشكل معلما اساسيا في استعادة انتظام المؤسسات الدستورية في لبنان»، مؤكدا «التزام مجموعة البنك الدولي الثابت تجاه الدولة اللبنانية»، ومعربا عن تطلعه «لدعم عون في بناء اقتصاد قوي ومرن يقود الى انعاش لبنان وتنميته». وجاء موقف رئيس البنك الدولي في رسالة خطية وجهها الى عون وسلمها اليه المسؤول عن البنك الدولي في الشرق الاوسط فريد بلحاج خلال استقباله له في قصر بعبدا. وخلال اللقاء، تم التداول في عدد من المشاريع التي يمكن للبنك الدولي المساهمة في تمويلها وتأمين الخبراء والاستشاريين لمتابعتها بالتنسيق مع الدولة اللبنانية. وشكر بلحاج الرئيس عون على دعم رئيس البنك الدولي، مؤكدا على «تفعيل التعاون لتنفيذ مشاريع تنموية وانتاجية في مختلف المناطق اللبنانية».