كُلَّما أكلتُ في مَطعم، أصَابني شَيء مِن المَغَص، واجتَاحتني كثيرٌ مِن الآلام، رَغم أنِّي أتخيَّر المَطَاعِم، وأُسمِّي اللهَ قَبل الأكل، وآكلُ بيَميني..! كُنتُ أسأل، ثُمَّ أسأل، وطَال السُّؤال واستطَال، ولا مُجيب إلَّا فَرَاغ الصّمت، وصَمت الفرَاغ.. ولَكن الأسئلَة زَالت أخيرًا، وتَلاشت عَلَامات التَّعجُّب حِين قَرأتُ خَبرًا -نُشر في صَحيفة عُكَاظ بتَاريخ 11/3/2014- يَقول: (كَشَفَت درَاسة حَديثَة قُدِّمت لوزَارة الشّؤون البَلديّة والقُرويّة؛ عَن عَدم صَلاحية 92% مِن المَطَاعِم السّعوديّة؛ في مُختلف المَناطِق. بسَبَب عَدَم اهتمَامها بالنَّظافة العَامّة، واعتمَاد الكَثير مِنها عَلى عمَالة غَير مُدرّبة..! وأشَارت الدِّراسَة إلَى أنَّ هُنَاك أكثَر مِن 55% مِن العَاملين في المَطاعم لا يَحملون شَهادَات صحيّة، ونَحو 22% مِن العَاملين فِيها مِن أصحَاب المِهن المُختَلفة. وبيّن المَصدَر أنَّ هُناك 200 شَرط عَلَى كَافّة المَطاعم والبُوفيهَات؛ وأمَاكن بَيع الأطعمَة، لَافتًا إلَى أنَّ الحَملَات التي تَقوم بهَا الأمَانَات والبَلديّات؛ أكّدت الحَاجَة لإعَادة النَّظَر في الوَضع، وتَطبيق شرُوط جَديدة اعتبَارًا مِن العَام المُقبل)..! إنَّها لكَارثة غِذَائيّة تُدمّر العَرفج وأمثَاله؛ مِن الموَاطنين والموَاطِنَات، والوَافدين والوَافِدَات، والزَّائرين والزَّائرَات.. فهَل مِن رقَابة حَقيقيّة عَلى هَذه المَطاعِم؛ تُنقذنا مِن رَديء المَأكولات، وفَاسد المَطعومَات..؟! لقد لَفَتَ نَظري في الخَبر عبَارة تَقول: إنَّ نَحو 22% مِن العَاملين فِي هَذه المَطاعِم؛ مِن ذوي المِهَن المُختلفة، فتَذكّرت مُشَاجرة حَدَثَت -ذَات مَرّة- بَيني وبَين أحد العَاملين في أحَد المَطَاعِم، حَيثُ اعترَضتُ عَلى رَداءة الطَّبخ، وكَان تَبرير العَامل صَادمًا حِين قَال: مَعليش أنَا سبّاك ولَم أَجد عَملاً، فاضطررتُ إلَى العَمل في هَذا المَطعم..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أيَّتُها الأجهزة الرّقَابيّة، ويَا أصحَاب المَطاعم، اتّقوا الله في مَعِدَاتِنَا، ففِيها مِن المَرَارَة والألَم مَا يَكفي، خَاصَّة وأنتُم لا تَأكلون مِن هَذه المَطاعِم، بَل تَجعلونها للمُضطرّين والمُسَافرين، والعَابرين مِن أمثَالي..!!! المدينة