قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إنه يخطط في أول يوم من توليه الرئاسة إرسال إخطار بالانسحاب من اتفاقية الشراكة بين الدول المطلة على المحيط الهادئ التي يعتبرها بمثابة كارثة لبلاده. ولعب التركيز على الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع دول وتكتلات أخرى، مثل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، واتفاقية الشراكة، دوراً مهماً في انتصار الحملة الانتخابية بـ ترامب، حيث ألقى الرئيس المنتخب باللوم على هذه الاتفاقيات بأنها السبب وراء هجرة العديد من الوظائف خارج البلاد، مما تسبب بأضرار على الاقتصاد. وعلى الرغم من وجود دعم واسع النطاق لزيادة القوى التصنيعية الأميركية بوجه عام، إلا أن السلع المصنعة في الولايات المتحدة أعلى تكلفة من نظيراتها المصنعة في الخارج بسبب تدني أجور العمال في دول مثل الصين وفيتنام والمكسيك، ونشر «بيزنس إنسايدر» تقريراً عن مدى تكلفة سلع شهيرة لو أنتجت في أميركا. 1 - «آيفون» خلال الحملة الانتخابية، أوضح ترامب أن إدارته يمكن أن تدفع مسؤولي شركة «آبل» لإنتاج الحواسب والأجهزة الأخرى في الولايات المتحدة بدلاً من الدول الأخرى. وقد أفادت صحيفة آسيوية أن «فوكسكون» التي تجمع منتجات «آبل» تدرس إمكانية نقل وحدات إنتاج «آيفون» إلى الولايات المتحدة، ولكن أكد المسؤولون أن التكلفة ستتضاعف إذا نفذ هذا القرار. وقد أشارت دراسات افتراضية أجرتها «Marketplace» إلى أن التكلفة التقديرية لإنتاج «آيفون» في أميركا، ستصل إلى نحو 600 دولار، وهو ما يعني أن الجهاز ربما يباع بألفي دولار. وقد أكدت دراسة أخرى أجراها معهد «ماساتشوستس» التكنولوجي أن تكلفة تجميع «آيفون» في أميركا ستقفز 5 في المئة على الأقل، بالإضافة إلى حساب تكلفة شراء المواد الخام من الأسواق العالمية، إلى جانب ذلك تضاف أيضاً تكلفة أخرى لإنشاء بنية تحتية تناسب هذا النوع من الإلكترونيات، وهو أمر سيكون بالغ الصعوبة. 2 - الجينز ترى «Panzica» أن تكلفة إنتاج الملابس في أميركا ستزيد بشكل أكبر من إنتاج الإلكترونيات، ورغم أن المواد الخام لصناعة السروال والقميص رخيصة، إلا أن العمالة المنتجة تزيد من تكلفة الإنتاج. وبالنظر إلى أجر العمالة في دول مثل فيتنام وبنغلاديش، نجد أنها 2.50 دولار في الساعة، و1.80 دولار في الساعة على الترتيب، في حين ستتراوح بين 25 و30 دولاراً في أميركا، وبالتالي ستزيد تكلفة الإنتاج والأسعار بشكل كبير. ويبدو ذلك جلياً في سروال «جينز» من العلامة التجارية «Wallace & Barnes» الذي ينتج في أميركا باستخدام مواد خام يابانية، ويقدر سعره بـ 248 دولاراً، بينما يباع مقابل 175 دولاراً في دول أخرى. 3 - التلفاز نوه ترامب أثناء حملته الانتخابية إلى أن أميركا لا تصنع تلفازاً مثلما كان يحدث في الماضي، وذكر المواطنين بعلامات تجارية اعتادت واشنطن على إنتاجها من هذه الأجهزة. وبالتحقق من تكلفة إنتاج التلفاز في آسيا، ظهر أن جميع المكونات ترد من آسيا، وهو ما يزيد من تكلفة الشحن، وينتج عدد قليل من الشركات الأميركية أجهزة تلفاز مجمعة في البلاد، كما يتم استيراد أجهزة من المكسيك. ومن بين أرخص أجهزة التلفاز في أميركا «Element» رغم تجميعها في ولاية «كارولاينا الجنوبية»، وبالتالي، يبدو «ترامب» محقاً في إعادة صناعتها في البلاد بالنظر إلى عدم وجود فارق كبير في التكلفة. 4 - الأحذية الرياضية يتم صناعة العدد الأكبر من الأحذية بوجه عالم في دول آسيوية، من بينها دول تشملها اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، ويتم إنتاج من 97 في المئة إلى 99 في المئة من الأحذية الرياضية التي تباع في أميركا في دول أخرى. وإذا أقرت اتفاقية الشراكة، فستزيل التعريفة الجمركية على الأحذية المستوردة من دول أخرى، وبالتالي ستقل تكلفة الأحذية الرياضية في أميركا، وهذا ما جعل شركات مثل «نايكي» و«أديداس» اللتين تمتلكان مصانع في «فيتنام» تدعم الاتفاقية. وعلى النقيض، عارضت «نيو بالانس» هذه الاتفاقية، حيث تطرح أحذية بسعر يتراوح بين 65 دولاراً و399 دولاراً، ويرى مسؤولو الشركة أن الاتفاقية ستضر المنتج المحلي منخفض السعر. 5 - الألواح الشمسية عارض العديد من المدافعين عن البيئة اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ لمخاوف من زيادة صادرات الوقود الأحفوري والتشجيع على استخراج المزيد من الفحم والنفط والغاز، مما سيزيد من انبعاثات الكربون الضارة. ومع ذلك، رأى محللون آخرون أن الاتفاقية ستدعم الطاقة المتجددة، حيث ستخفض التعريفة الجمركية على تقنيات صديقة للبيئة مثل الألواح الشمسية. وتزيد تكلفة إنتاج الألواح الشمسية في الولايات المتحدة عن نظيرتها المستوردة من الخارج، حيث إن إنتاج لوح شمسي كندي يتكلف 69 سنتاً لكل واط، بينما تتكلف شركة «سولار وورلد» المنتجة لهذا النوع 85 سنتاً لكل واط، وتبيعه شركة أخرى محلية في أميركا مقابل دولار لكل واط.