×
محافظة مكة المكرمة

بالصور.. حملة الدفاع المدني للسلامة بجنوب جدة ترصد 72 مخالفة

صورة الخبر

بعد أربعة أيام من الهجوم السريع الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي المتطرف على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص السورية، تمكن «داعش» من فرض سيطرته الكاملة على المدينة ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية. ووفق التقارير أبعد التنظيم قوات النظام نحو البادية الجنوبية الغربية على الرغم من الغارات الجوية المكثفة للطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للنظام. وفي حين سجّل مقتل أكثر من 120 عنصرًا من قوات النظام في المعارك والعشرات من التنظيم، أفاد محمد السباعي، المتحدث باسم «مركز حمص الإعلامي»، بأن قوات النظام تحاول منع النازحين من الهروب من مدينة حمص، ولا سيما منهم فئة الشباب الذين تم اعتقال عدد كبير منهم. هذا التقدم لـ«داعش» جاء مع إعلان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم أرسل إلى جبهات تدمر وريف محافظة حمص الشرقي أكثر من 300 عنصر، بعدما كان استقدم أكثر من 500 مقاتل بينهم قادة من العراق إلى الرقّة. وأوضح «المرصد» أن المقاتلين جرى إرسالهم بعد اجتماع ضم قائد «جيش الشام» مع «أبو بكر البغدادي» زعيم «داعش» ووزير الحرب في التنظيم، اللذين أكدا أن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعدًا في ظل الأوضاع العسكرية السيئة لمقاتلي وعناصر التنظيم على الجبهات التي تقاتل فيها. وعزا كل من «المرصد» و«مركز حمص الإعلامي»، سبب سرعة سيطرة التنظيم على تدمر إلى عامل المفاجأة الذي اعتمد عليه «داعش» في هجومه على المنطقة التي كانت شبه خالية من قوات النظام، ذلك أن الأخيرة منشغلة في «معركة حلب»، في حين ذكرت «شبكة شام» أن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مشارف مدينة تدمر، بينها ميليشيات أجنبية كانت موجودة في جبهة حلب. رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد» أبلغ «الشرق الأوسط» في لقاء معه أن «النظام لا يملك العدة الكافية للعمل على مختلف جبهات سوريا، كما أنه كان مطمئنا إلى أن (داعش) في طريق الانهيار، ولذا حشد عناصره على جبهة حلب، فإذا به يفاجأ بالهجوم على المدينة. وهو ما أدى إلى تكبده خسائر بشرية كبيرة في صفوفه، بحيث قتل ما لا يقل عن 120 عنصرا». أما السباعي فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود النظام في ريف حمص الشرقي شبه منعدم وتفاجأت قواته بالهجوم المباغت للتنظيم»، لافتًا إلى أن قوات النظام تحاول منع أهالي حمص من الهروب ولا تسمح بالخروج إلا لمن يدفع المال في المقابل، كما أنها عمدت إلى اعتقال عدد كبير من الشباب خلال محاولتهم الهرب، مضيفًا: «نتوقع أن يعيدهم إلى المدينة لإجبارهم على القتال على جبهة تدمر». وبينما لفت السباعي إلى أن النازحين الذين يتمكنون من الهروب يتوجهون إلى الجبال والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام في حمص، وأشار إلى أن أجواء من التوتر تسود بعض المناطق الحمصية التي يتحدر منها مقاتلو النظام الذين سقطوا في المعركة، وقال: «أصوات إطلاق الرصاص سمعت بشكل كبير خلال تشييع المقاتلين ولا سيما في منطقتي حي الزهراء وحي عكرمة بالمدينة». هذا، وظهر أمس، أعلنت «وكالة أعماق» التابعة لـ«داعش» عن سيطرة التنظيم على كامل مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وهو ما أكده «المرصد»، إذ قال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن التنظيم سيطر على مدينة تدمر بالكامل «رغم الغارات الروسية الكثيفة بعد انسحاب قوات النظام السوري بالكامل منها باتجاه الريف الجنوبي»، لافتا إلى أن الاشتباكات توقفت في تدمر ولكن مع استمرار القصف الجوي. وأتت سيطرة «داعش» في هجوم شنه على تدمر بعد ساعات معدودات على انسحابه إلى محيطها منها إثر غارات روسية كثيفة، بحسب «المرصد». جدير بالذكر، أن التنظيم المتطرف كان قد تمكن مساء أول من أمس السبت، إثر سلسلة هجمات أطلقها الخميس في ريف حمص الشرقي، من دخول تدمر والسيطرة عليها لوقت قصير بعد ثمانية أشهر على طرده منها المرة الأولى. ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية شنت 64 غارة على مواقع التنظيم في تدمر ومحيطها، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 مسلح من عناصره. ولكن، في الصباح، سيطر التنظيم على القلعة الأثرية وحيي المتقاعدين والصناعة ومساكن الضباط في المدينة الصحراوية الأثرية، بعد اشتباكات مع قوات النظام والميليشيات المساندة لها، تزامنًا مع قصف جوي عنيف من الطيران الحربي الروسي استهدف المدينة وريفها. كذلك شهدت عدة أحياء ضمن المدينة بينها حي المتقاعدين وحي الصناعة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، انتهت بسيطرة التنظيم عليهما بشكل كامل، وتراجع قوات النظام في موازاة استمرار القصف الروسي على الأحياء التي خرجت عن سيطرتها، كما دخل التنظيم منطقة وتلة العامرية ومنطقة الوادي الأحمر شمال وشرق تدمر. وللعلم، كان «داعش» قد سيطر أول من أمس على نقاط أخرى كمفرق التليلة، في حين شهد محور الموح بجنوب تدمر اشتباكات عنيفة بين الطرفين، كما تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على حقلي جحار وجزل بعد معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين، قتل خلالها العشرات من عناصر قوات النظام وأسر التنظيم آخرين، فيما تمكن من إسقاط طائرة حربية من نوع «ميغ 23»، بحسب «شبكة شام». وما يستحق الإشارة أن قوات النظام كانت قد استرجعت السيطرة على تدمر في مارس (آذار) الماضي بفضل إسناد جوي روسي، وتمكنت من طرد مقاتلي «داعش» الذين كانوا قد استولوا عليها في مايو (أيار) 2015.