×
محافظة حائل

إحصائية: الرياض الأولى في الحوادث المرورية ومكة في حالات الوفاة

صورة الخبر

ابن أنيسة هو بشار الأسد، ومعرفتي لاسم أمه لم تكن حصيلة «تنقيب» في سيرته، فالفضل في ذلك يعود لبعض الثوريين السوريين، الذين اتخذوا من فيسبوك وتويتر ميداناً للنضال الصوتي عن بعد، وممارسة النواح واللطم وسب وشتم العالم الذي خذل الثورة السورية، وترك السوريين فريسة لجيش الأسد وحلفائه. ولا يدري أولئك الثوريون، أو لا يعترفون بأنهم في مقدمة مَنْ خذلوا شعبهم. والحقيقة، أنه لا توجد حكاية علاقة لبشار الأسد مع أي ممثلة أفلام إباحية، ولكن أولئك الثوريين، الظاهرة الصوتية، شمروا عن سواعدهم وبحثوا ليخرجوا على الناس بالبشارة بأن الصحفية داريا أسلاموفا التي أجرت حواراً معه لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» كانت ممثلة أفلام إباحية.. نشر الحوار في الثاني عشر من أكتوبر الماضي. كان المتوقع أو المفترض أن يتصدى أولئك المناضلون الفيسبوكيون والتويتريون بالتحليل والنقد والتقويض لكلام الأسد في ذلك الحوار، وفي كل حواراته، ولكنهم بدلاً من ذلك رأوا أن كشف «ماضي؟!» الصحفية أسلاموفا هو الفعل النضالي الحقيقي الذي سيحدث انقلابا هائلا في ميزان القوى في ميدان المعركة. على ضوء هذا، لا يمكن توقع التفاتهم إلى ما أصبح يُشكل ظاهرة لافتة للنظر، تتمثل في اهتمام الإعلام الغربي بالأسد والدخول فيما يمكن وصفه بالتنافس على تحقيق السبق في إجراء الحوارات معه ونشرها عبر الوسائط الإعلامية المختلفة. وقد بلغت الظاهرة ما أعده ذروتها في شهري اكتوبر ونوفمبر الماضيين. وكان آخر تلك الحوارات، مقابلة الأسد مع التليفزيون البرتغالي في الخامس عشر من نوفمبر. أما الحدث الإعلامي الأبرز والأعمق دلالة على هذا التغير النوعي في موقف الإعلام الغربي من بشار الأسد فقد تجلى في التقاء مجموعة من الصحفيين والإعلاميين البريطانيين والأمريكيين به في نهاية شهر أكتوبر الماضي، وكان بينهم مديرة مكتب «نيويورك تايمز» في بيروت آن برنارد، والصحفية كريستينا لام. نشر حوار برنارد مع الأسد في 1 /‏11 /‏2016، وحوار لام في «صندي تايمز» في 6 /‏11 /‏2016، وفي اليوم التالي، أجرت صحيفة «بوليتيكا» الصربية مقابلة معه. هذا جزء من السياق الذي يؤطر مقابلة أسلاموفا مع الأسد، الذي لا يبدو أن المناضلين الصوتيين انتبهوا لأهميته ودلالاته الخطيرة، الى حد عنده يمكن القول إن الإعلام الغربي، أو بعضه، يقوم بتقديم الأسد في صورة تناقض صورته في الخطاب السياسي الرسمي. تلك عملية لا يمكن الاستهانة بتأثيرها على الرأي العام في الدول الغربية التي يتهمها الصوتيون بخذلان الشعب السوري. «واثق، ودود، وغير نادم»، هكذا تصف الأسد صحفية «نيويورك تايمز» آن برنارد في العنوان، الذي تصدر الحوار المشار إليه سابقاً، وأكملت المديح والدفاع عنه في حوارها مع متابعيها على تويتر. عندما دعا بوريس جونسون البريطانيين للتظاهر أمام السفارة الروسية؛ احتجاجا على مؤازرتها لنظام الأسد، لم يتظاهر سوى رجل واحد. قد لا يعبر ذلك عن التأييد لروسيا والأسد، ولكنه يعبر عن لا مبالاة بما يجري في سوريا، وقد ينطبق ذلك على بلدان أخرى، وبدون شك للإعلام دور في ذلك. وهنا تكمن خطورة حواراته مع الأسد، وليس في ماض أو في الحياة الشخصية لمَنْ يحاروه، أو في تذكير الناس باسم أمه.